كتب صائب بارودي

قد لا يروق الكلام للبعض لكنها الحقيقة الثابتة والساطعة.
مشهدية ١٤ شباط التي رسمها ألآف اللبنانيين الذين توافدوا إلى ساحة الشهداء من مختلف المناطق اللبنانية للترحيب بحضور الرئيس سعد الحريري ومشاركته في إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أثارت اهتمام المراقبين وأحدثت إرباكاً شديداً للقيادات السياسية اللبنانية عموماً ولمن سعوا إلى إضعاف الرئيس الحريري وإبعاده عن الساحة السياسية اللبنانية لمآرب وغايات سياسية خاصة وضيقة.
فالرئيس سعد الحريري مع بداية تحركات واحتجاجات ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ التي رفعت شعار “تغيير منظومة الفساد الحاكمة ” ومارست شتى أنواع التخريب والتكسير وإحراق المرافق والمؤسسات الإقتصادية وأقدمت تجمعاتها الممنهجة في الميادين والساحات على قطع الطرقات والتواصل بين المناطق اللبنانية بذريعة الاحتجاج على ضريبة فرضتها وزارة الإتصالات على “الواتساب “،أدرك بعد متابعته العميقة للأحداث وبعد الإطلاع على تقارير سياسية وأمنية وردت إليه محلية وخارجية إلى أن مخططاً خبيثاً بدأت بوادره التنفيذية الخطيرة تبرز من خلال التحركات والإحتجاجات القائمة إضافة إلى سيناريو مشبوه وضع للتنفيذ في المنطقة انطلاقاً من الأحداث اللبنانية يشارك فيه قوى محلية وخارجية سياسية وأمنية ودبلوماسية، ولعبت بعض الوسائل الإعلامية دوراً خطيراً وفاعلاً في تأجيجه وزيادة مفاعيله عبر ما سميّ التغطية الإعلامية المفتوحة إضافةً إلى برامج حوارية إعلامية تشارك فيه وجوه مدفوعة من تلك الجهات “أصبح بعض أصحابها فيما بعد في مواقع السلطة والمسؤولية”، تحت شعار ما يسمى”الأزمة الإقتصادية والمعيشية “.

لذا أعلن الرئيس سعد الحريري مشروعه الإقتصادي لمعالجة الأزمة المطروحة فرُفض، إلى جانب اكتشافه أن قوى سياسية لبنانية تدّعي التحالف معه تقوم بالإيقاع بينه وبين جهات عربية مسؤولة عبر التشكيك بسياسته ومواقفه الوطنية لتحقق مكاسب ومصالح سياسية خارجية.

فبادر الرئيس الحريري إلى اعتذاره وتقديم استقالته وتعليق عمله السياسي،تجنباً لتحمل مسؤولية أحداث المخطط المرسوم أو المشاركة في تداعياته وعواقبه المأساوية.

وبدأت المساعي والإتصالات عقب ذلك بين المدعين من الحلفاء والمقربين والأصدقاء وبين جهات داخلية وخارجية لتكريس القطيعة بين الرئيس الحريري والساحة السياسية اللبنانية لاحتكارها والتفرد بقيادتها مع مساعٍ لإيجاد البديل لقيادة الطائفة السنية كما يزعمون فتوالت زياراتهم لدار الإفتاء للإيهام بمرجعية الطائفية وكثرت المآدب واللقاءات والإجتماعات بين بعض الوجوه والشخصيات التي تثير الشبهات واختلاق تحالفات هجينة.
لكن حضور الرئيس سعد الحريري وزيارته مؤخراً إلى لبنان كشفت حقيقة الماكرين أصحاب الفتنة والوقيعة والنفاق ،وأثبتت الحشود من مناصري ومحبي ومنتسبي التيار الأزرق ورئيسه الذين ملأوا ساحة الشهداء للمرة الأولى دون أي مشاركة من الحلفاء المزيفين وأكدوا أن الرئيس سعد الحريري ما زال الرقم الأصعب في اللعبة السياسية اللبنانية،كما أن زيارة مفتي الجمهورية دريان لبيت الوسط أكدت للرئيس سعد الحريري : أنه المرجعية السياسية الأولى للطائفة السنية الأوحد.

إنها مشهدية يوم الحسم والفصل، فبهت الذي كفر،وخذل من طعن وغدر. وأدرك الجميع أنه إذا برزت المواقف برجالها ،هربت الزواحف إلى جحورها.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top