خطأ الحزب يهدّد دوره

العقرب – ديمقراطيا نيوز

على مدى السنوات، حرص حزب الله على تعزيز قدراته العسكرية، معتبراً السلاح ركيزة أساسيّة لقوّته و ضمانة لبقائه، خاصّةً بعد حرب تمّوز. لكن، رغم قدرته العسكرية المتنامية، يواجه الحزب تحدّيات كبيرة على الصعيد الداخلي و الخارجي. تبنّي الحزب لسياسات إيران في المنطقة، و مشاركته في الصراعات الإقليمية، أسهم في تآكل الدعم العربي و الإسلامي و حتى اللبناني له. ضعف الدعم الشعبي له أدّى إلى تقييد حركة الحزب و جعله في موقف دفاعي مستمر، خاصّةً منذ بدء المعارك على الحدود الجنوبية.

هذه الوقائع تبرز بوضوح أنّ القدرة العسكرية بمفردها ليست كافية لضمان الاستقرار أو البقاء الطويل الأمد لأيّ تنظيم عسكري. الدعم المحلّي و التأييد الشعبي يُعدّان أساسيين للحفاظ على القوّة و الفعاليّة. حزب الله، الذي استمدّ دعماً كبيراً خلال حرب تمّوز عام 2006، يواجه اليوم تحدّيات كُبرى نتيجة لرفض الغالبيّة العظمى من اللبنانيين من كافّة الطوائف لسياساته، و ذلك في ظلّ تفاقم الأوضاع الاقتصادية و إرهاق الشعب اللبناني من الأزمات المستمرّة التي يجد نفسه متورِّطاً فيها بسبب الحزب.

الأحداث الأخيرة كشفت عن خطأ استراتيجي لحزب الله في الاعتماد على السلاح كأساس لشرعيّته. الأوضاع الصعبة التي يواجهها الحزب، خاصّة في سعيه الدائم لخدمة المصالح الإيرانية، فجّرت فجوة بينه و بين الشعب اللبناني. أصبح هناك قناعة لدى اللبنانيين بأنّ كلّ أفعال الحزب مرتبطة بشكل وثيق بأجندات خارجية ممّا أدّى إلى عزلته. هذه العزلة تدفع الحزب الآن إلى البحث عن مخارج لهذه الأزمة بأقلّ الخسائر الممكنة، مثل الالتزام بالقرار 1701 كخطوة نحو إعادة تعريف نفسه كقوّة لبنانيّة مستقلّة تسعى لخير اللبنانيين، في مسعى لاستعادة دعمهم و ثقتهم.

ما تقدّم يكشف، عن تقديرات الحزب الخاطئة، فضّل اتباع سياسة تسليح و تبعيّة كاملة لإيران على حساب المصلحة الوطنية و أمن الشعب اللبناني. الإستمراريّة لأيّ مقاومة تتطلّب بالضرورة دعماً شعبياً واسعاً، و هو عنصر يفتقده حزب الله في الوقت الراهن، ممّا يمثّل أحد أبرز نقاط ضعفه.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top