كرم: محور الممانعة يتمنى أن يُقدم الأمن لإسرائيل بمقايضة ما تُحكم قبضته على لبنان!..أبو فاضل: صيغة “الاعتدال” لن تنجح.. وتسهيلات خليجية قد توصل مرشح الحزب!

بقلم وفاء مكارم

بدا واضحاً في الآونة الأخيرة ان العلاقة بين حزب “القوات اللبنانية” ورئيس مجلس النواب نبيه بري تسوء يوماً بعد يوم، فالقوات تُحمّل بري مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وبأن “الأسوأ تبرير التعطيل الانتخابي بخفّة واستخفاف قلّ نظيرهما”.
فبين أحقية خطاب القوات وتعلية السقف الى حدود اللاعودة الى التلاقي يكون البلد هو الخاسر الوحيد في مهب الصراعات والتجاذبات السياسية، أليس الأجدر بالقوات ان تكسر وتُجبر في الوقت عينه؟ ليعود لبنان الى السكة الطبيعية بانتظام مؤسساته الدستورية!

أكد النائب فادي كرم في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” ان هدف تصويب القوات على الرئيس بري هو للضغط عليه لفتح باب المجلس لأن الحلّ بين يديه كونه رئيس السلطة التشريعية، كما لتحميله المسؤولية ولحثّه على عدم التهرّب من مسؤولياته، قائلاً “الرئيس بري يبرّر مواقفه بطريقة غير صائبة بفعل تبنّيه نظرية محور الممانعة”.

وشدّد كرم على أن “القوات” لا تريد الخصام مع أحد ولا التصعيد، متسائلاً “هل عدم تحميله المسؤولية وعدم المطالبة بالجلسات قد تأتي برئيس؟؟”، معتبراً ان “محور الممانعة يريد أن يُخضع الأطراف السياسية واللبنانيين لشروطه ليس فقط بموضوع الرئاسة بل بكل شيء ويريد أن يحوّل لبنان إلى شبيه لإيران وان هذا الأمر لن يخضعون له.

وأشار كرم الى ان “القوات” سهّلت الامور وانتقلت من تأييد الحوارات الثنائية والثلاثية إلى الموافقة على جلسة تشاور بين كافة الأطراف في المجلس النيابي” ، لافتاً الى ان “في المقابل محور الممانعة يقول “اما أن تأتوا وتعترفوا بمرشحي أو لا جلسة”.

وسأل كرم “ما هي التنازلات التي قد نقدمها بهذه الحالة؟؟، مشدداً على اننا الآن بلا رئيس ليس بسبب الخصومات السياسية بل لان الفريق الآخر لا يحترم الدستور”.

وعن مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”، قال كرم “بري لم يتلقّف المبادرة رغم انه أعطى إشارة إيجابية بالانطلاق ولكن كان يجب أن يُترجم ذلك على أرض الواقع لأنها ليست بعيدة عن طرحه للحوار وكان الأجدر به أن يدعم التشاور ويدعو إلى جلسة، ولكن من الواضح ان الرئيس بري بانتمائه السياسي لمحور الممانعة لا يُسهّل المبادرة ويتحمّل هو مسؤولية كبيرة”.

وبعد الحديث عن نعي المبادرة، أكد كرم انه “إذا تجاوب الرئيس بري معها ستُكمِل مسارها بكل بساطة، اما اذا تمّ صدّها لأنها قادرة على النجاح في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية لن يفتح المجال أمام اللعبة الديمقراطية”، لافتاً الى ان “الفريق الآخر لا يريد رئيساً غير مرشحه ولا يريد أن يسير البلد إلا بشروطه لأنه يُراهن على ربط الساحات والمقايضة لصالح المفاوض الإيراني ومحور الممانعة الأيديولوجي.”

وعن ان مبادرة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد تُقدّم الرئاسة للحزب على طبق من ذهب، نفى كرم ان يكون قد حمل هوكشتاين معه أي طرح أو مقايضات، معتبراً ان “محور الممانعة يتمنى أن يُقدم الأمن لإسرائيل بمقايضة ما تُحكم قبضته على السلطة اللبنانية، ولكن هذا الأمر غير متوفر له وهذه ليست حقيقة هوكشتاين ومبادرته”.

وكشف كرم عن ان هناك احتمال كبير جدًا أن تُنسق اللجنة الخماسية مع “تكتل الاعتدال” لإعطاء دفع لهذه المبادرة خاصةً ان السفراء ادركوا من يعرقل المبادرات، داعياً الخماسية أن “تُحمّل المسؤوليات للمعرقلين وان تضغط عليهم”.

وختم كرم “القصة الآن ليست بأسماء المرشحين، بل دعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية والأسماء تبرز فيما بعد”.

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سيمون أبو فاضل في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” ان “الوضع بين “القوات” والرئيس بري متوتر على خلفية تبنيه في الاساس المرشح سليمان فرنجية وأن لا خلافات فيما بينهم والأمر لا يتعدى انه مجرد موقف انتخابي رئاسي”، لافتاً الى ان “أوساط القوات تعتبر ان كل خطوة يقوم بها بري تصب في خانة إفشال كل المبادرات لصالح إبقاء فرنجية بوضع قوي”.

وبعد الحديث عن إمكانية تبني الخماسية لمبادرة الاعتدال، كشف أبو فاضل ان أوساط الخماسية تقول ان “شخصية من الخارج ستحضر جلسة التشاور، مستبعدًا ان يُنتخب الرئيس بعملية ديمقراطية نابعة من استشارات نيابية وبإرادة داخلية بل ان القرار يأتي من الخارج اما أن يكون لصالح الممانعة أو لصالح الوسط ولكن تؤخذ التوازنات بعين الاعتبار ضمن التفاهمات أو التسويات.”

وأضاف أبو فاضل ان “هذه الصيغة غير قابلة للنجاح، موضحاً انه اذا انتخب رئيس في الدورة الثانية بـ ٧٠ صوتاً مع اعتكاف ورفض فريق الممانعة لا يمكن أن نشكّل حكومة بل الأمر سيزيد التحدي أكثر”.

وختم أبو فاضل ان “لدى الفريق المعارض لمحور الممانعة قلق بأن تكون الأمور لصالح الممانعة في لحظة تفاهمات إقليمية سعودية – سورية – إيرانية، وان هناك قناعة أن الأمين العام للحزب ينظر إلى القوى السياسية الأخرى باستخفاف ولا يأخذ بعين الاعتبار التفاهم بل انه قادر من خلال توازنات خارجية وداخلية وبتسهيلات خليجية أن يأتي بفرنجية رئيساً للجمهورية.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top