بقلم ديانا خدّاج
تحالف صمد في أصعب الظروف، ووصفه البعض بالامتن، لكنه لفظ أنفاسه الأخيره في ضوء خطوة “حزب الله” تأييد مرشح رئاسي يعارض رئيس التيار العوني، جبران باسيل وصوله.
انها المشكلة الرئيسية، انما ليست الوحيدة، يقول النائب جورج عطالله، عضو تكتل لبنان القوي لـ”ديموقراطيا نيوز” إن “الحزب” لم يواكب التيار كما يلزم ولم يعمل على تطوير الاتفاق والتفاهم، خلافًا لما فعلنا، وهذا هو سبب التباين والخلاف.”
كما اكّد ان “المشكلة ليست جديدة وليست على نقطة واحدة، فالتصرف الذي صدر من “الحزب” لامس الميثاقية والوجود، فلو التزم بالدستور والعلاقة بين الطوائف، لما وصلنا الى ما نحن عليه وكان قد اصبح للبنان رئيسا للجمهورية.
ويضيف عطالله “كنّا على اتفاق بالتشاور والتنسيق لإنتخاب رئيس، لنتفاجأ بالبيان الذي اعلن “الحزب” من خلاله دعمه وتبنّيه للوزير السابق سليمان فرنجية”.
من جهة اخرى اكّد عطالله “تفاهم “التيار الوطني الحر” مع جميع الاطراف والتعاون من اجل الوطن والخروج من المأزق وبالتالي بناء دولة.”
وردّا على سؤال من سيكون الغطاء البديل ل”حزب الله” في الشارع المسيحي يقول عطالله “لم نكن يومًا غطاءً ل”حزب الله”، كما لم نتغطّ بأي طرف مسلم، فسبق وان تفاهمنا مع اطراف اخرى من اجل العمل الوطني”.
اما بالنسبة للمواجهات المفتوحة في الجنوب اللبناني فقد اشار الى ان موقف التيار واضح من اي اعتداء اسرائيلي على لبنان، ووقوفه بجانب “حزب الله”، مع تأكيد رفضه لمبدأ وحدة الساحات، معتبرًا ان “الشعب الفلسطيني فرض معادلة جديدة تمكّنه من الدفاع عن نفسه بعيدًا عن توريط لبنان في حرب لا علاقة له بها”.
من جهته الصحافي فيصل عبد الساتر، اعتبر في حديث لـ”ديمقراطيا نيوز” ان “دعم الحزب لترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية كان له وقع مزعج على التيار باعتبار فرنجية ليس على علاقة جيدة مع باسيل، لكنه ليس الخلاف الوحيد، فهناك عدة مشكلات اخرى مثل المشاركة في جلسات الحكومة وما يصدر عنها، والتشريعات التي حصلت في مجلس النواب والتمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس الأركان.”
وأضاف عبد الساتر “الزيارة التي قام بها امس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد مع النائبين الحاج علي عمار والدكتور السيد حسن فضل لله عملت على ترتيب طبيعة العلاقة القائمة بين الحزب والعماد ميشال عون، كونها علاقة تتّسم بالصدق.
الزيارة وُصفت بانها جيدة جدًّا بحيث قدّم “حزب الله” وجهة نظره عن ما يقوم به في الجبهة الجنوبية وعن حرصه على المصلحة الوطنية وبالتالي عدم جرّ لبنان الى الحرب”.
من جهة اخرى يؤكد عبد الساتر “اصرار الثنائي الشيعي على دعم فرنجية مقابل خيار تقاطع “التيار الوطني الحر” مع “القوات اللبنانية” وبعض نواب المعارضة على ترشيح جهاد ازعور كونه مرشّح تقاطع”
.
ويقول عبد الساتر إن “الخلاف مازال قائمًا بالرغم من اتفاق الطرفين على احترام كلٍّ لخيار الآخر”، مشيرًا الى ان “حزب الله” لن يقطع الطريق على التشاور والدعوات التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الرئيس الافضل، بالرغم من العقدة الداخلية والتدخل الخارجي الذي يحول دون توافق اللبنانيين”.
يعتبر عبد الساتر ان العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لن تصل الى القطيعة ولن “تنكسر الجرة” برغم التباينات، فالطرفين بحاجة الى بقاء هذه العلاقة الوثيقة التي كانت جسرًا حقيقيًا لاعادة التواصل بين بيئتين مختلفتين، استطاع من خلالها العماد ميشال عون تبنّي الثقافة المشرقية والتبشير بها”.
“ويبقى الحوار والتواصل هو الاهم لاعادة العلاقات المتينة، التي تتعتبر ضرورة من اجل المصلحة الوطنية” ختم عبد الساتر.