لقاء بكركي”من الموجود جود”… غائب وحيد وبنود كثيرة!

ساريا الجرّاح

فتحت بكركي عصر أمس الخميس أحضانها للكتل المسيحية بدعوة ودّية ضمّت ممثلين عن عدد من الكتل النيابية المسيحية، لاقرار وثيقة تلتقي عليها وحولها الأطراف المسيحية لاستكمال الخط التاريخي.

تحمل هذه الرسالة في طيّاتها العديد من البنود التي دُوّنت على أوراق ضاعت بها “حلقة انتخاب الرئيس” باعتبارها من المسلّمات، وتصدّر سلاح الحزب مفاعيل طاولة الحوار الى جانب عدم انزلاق لبنان الى خيارات لا تخدم شعبه والاصرار على البحث في قضية النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينين والفساد المتفشّي.

لكن اللافت كان غياب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الجسدي الا انّه “آذان صاغية”، لذا قررت الأحزاب المسيحية صياغة أجندة استراتيجية في بكركي وان غاب أحد مدعويها.

أما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فكان من الطبيعي طرح اشكالية افتقدها الكثيرين حول “ماذا لو وافق الحزب رئاسياً على شروط باسيل ولم يشهد الطرفين طلاقاً جدّياً، هل سيأتي باسيل على طرح اجتماع مسيحي في بكركي؟..

مصادر سياسية لـ “ديمقراطيا نيوز” تشير الى أن غياب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية المتعمّد ما هو الّا اجابة واضحة حول تصرفاته التي يتدارك بها موائد “الحزب” ويصلّي خلف “المسيحين”!..

وعن طرح حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني بشكل فوري تُعلّق المصادر على تصريح باسيل أن العملية لن تحصل الا تدريجياً ووفق برنامج محدد وواضح.

القوات لـ باسيل:”رسالك على بر”

أكّّد عضو تكتل لبنان القوي النائب فادي كرم لـ “ديمقراطيا نيوز” وهو أحد الأركان التي شاركت باللقاء المسيحي الذي حصل اليوم قائلاً ” المطران أبو نجم سيّصدر بيان حول الاجتماع الحاصل، لكنني أجزم أن اللقاءات مستمرة ولن نتوقف هنا”. وأضاف الى أن الاجواء كانت ايجابية تحت مسمى لقاء وطني وليس مسيحي وهذا الأهم في سبيل الدفاع عن لبنان وليس المسيحيين وحدهم.
كما وشدّدت النائب غادة أيوب على وضوح موقفهم منذ البداية قائلة ” لا تحايل على الدستور”، معتبرة أن النقاشات مستمرة والمشاورات والاجتماعات سواءًا تحت مجهر الإعلام أو على عاتقه مع بكركي.

وعن الانتخابات الرئاسية خيّرت أيوب الجميع إما بجلسة واحدة بدورات متتالية أو لا يمكن الذهاب الى انتخاب رئيس لا بالحوار ولا بطاولة مستديرة أو مستطيلة.

وعن تأرجح مواقف باسيل يحسمها النائب جورج عقيص بحديثه الى “ديمقراطيا نيوز” قائلاً “على باسيل أن يحدد موقعه بأي طرف؟! ولا يعتمد الخطاب الطائفي الذي يغازل به الحزب حيناً والمسيحيين أحيانا أخرى… فعليه ان يختار الكفّة التي يريد”.
وحول اللقاء الحاصل يؤكد أن المعركة ليست معركة مسيحيين ومسلمين بل هي معركة نظرتين للبلد، هناك من يريد بناء وحياد الدولة وتطبيق الاصلاحات الواردة في الطائف بدءًا من اللامركزية وصولا الى كافة الاصلاحات وهناك من لا يريد دولة حتّى.

من جهة أخرى ط، أشارت مصادر حزب الكتائب لـ “ديمقراطيا نيوز” أن التفاعل الكتائبي موجود والمشاركة قائمة بهذا اللقاء، مشيرةً الى أن الواقع يتعلق بمضمون الوثيقة واتجاهها وكيف سيتم التعامل معها والى ما هنالك، خاتمين موقفهم بـ:”سننتظر ونرى، ومن بعدها ستصدر خلاصات شاملة عن الموضوع” مشددةّ على أن المشاركة لا محالة وما تبقى هو قيد الدرس.
أما فيما خص القرار ١٧٠١ فهو في صلب المحادثات التي تحصل في الداخل والخارج ويجب علينا أن نعمل جاهدين لتطبيقه والأهم تطبيق ١٥٥٩ بالكثير من القدرة وان لم تتوفّر! لن نتوانى عن المطالبة الدائمة والنضال من اجل سلامة واستقلال لبنان.

أظهرت المناقشات بالأمس صعوبة الوصول الى وحدة الصفّ بل على وحدة المواقف الوطنية. وهذا تحديداً يتناول أبرز الأزمات وهي “الحزب”.

وفي حال تواجدت أزمات أخرى مفادها اللاجئين والسوريين وضرورة انتخاب رئيس، لا شكّ أنها محور اهتمام داخلي، ولكنها ليست الا نتاج التمرّد الحزبي. لكن أبواب بكركي ستبقى مفتوحة لجلسات أخرى يجري من خلالها تعديل مسودّة الوثيقة على أمل أن تتحول البنود من الورقة الى أرض الميدان ولا تعود الى ذاكرة اللقاءات المسيحية السابقة التي لم تفضِ الى خلاص.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: