بقلم وفاء مكارم
شدّدت النائب غادة أيوب في حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” على أن لا صراع مسيحي بل هناك تنازع بين مشروعين، الاول يريد رئيساً يحمي المقاومة والثاني يريد رئيساً يطبق الدستور والقانون على كل اللبنانيين بما فيهم “حزب الله”، مؤكدةً أن بكركي تسعى للتشديد على مدى أهمية احترام الدستور وعدم إرساء أي آليات او سوابق جديدة لانتخاب الرئيس.
وعن موقف رئيس حزب القوات سمير جعجع من لقاءات بكركي بانها “طبخة بحص”، أشارت أيوب إلى أن كلامه أتى للرد على مواقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المعلنة وغير المعلنة حيث مازال متمسكاً بتفاهم مار مخايل، قائلةً “لا ثقة بالفريق الآخر لذلك كانت المطالبة أن يكشفوا عن أوراقهم الحقيقية ومواقفهم الجدية والنهائية لكي نصل إلى نتيجة ملموسة مع دعوة بكركي وان لا تكون من باب المزايدات لان الامر وطني بامتياز”.
ومن ناحية أخرى، استغربت ايوب الحديث عن عدم إمكانية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية للمرة الثالثة في ظل الحديث عن سعي لإجراء الامتحانات الرسمية حتى في المناطق الحدودية، لافتتاً الى أنهم يعلمون أن هذه الانتخابات هي استفتاء لوجودهم ولثقة الناس بهم وستسبب تغييراً ملحوظاً في كافة القرى التي كان يسيطر عليها “التيار الوطني الحر” او “حزب الله”.
وعن حادثة رميش، شدّدت على أن الأمر لم يكن احتكاكات بل هو صرخة محقة وواضحة ووجودية تنطلق من القرى الحدودية التي يُمنع فيها استخدام البيوت الآهلة والسكان كدروع بشرية لحرب أعلنها فريق واحد ولا يريدها اللبنانيون”، مشيرةً إلى “أنه يحق للمواطن الذي يعيش في إطار دولة أن يناشد دولته ومسؤوليه وجيشه أن يمنعوا الاعتداء عليه من الداخل والخارج ومنع استعمال ارضه كمنصات لاطلاق صواريخ ليعود العدو الذي لا خطوط حمراء لديه ليقصف مكان المنصات.
وأكدت أيوب ان “القوات اللبنانية” لا تريد الحرب كما الشعب اللبناني”، لافتةً إلى “ضرورة تجنيب لبنان هذه الحرب من خلال تطبيق القرارات الدولية وعدم إعطاء ذرائع لإسرائيل لمهاجمة لبنان”.
وقالت “هناك فريق مُصرّ على مساندة غزة بغض النظر عن تداعيات هذه الحرب على لبنان وشعبه، فلا يمكن تحمل فكرة ان يصبح لبنان غزة ثانية وان الدمار الحاصل اليوم في الجنوب والذي يُمنع على الإعلام الكشف عنه كما أن نسبة النزوح العالية التي تخطت ال 100ألف كلها نتائج كارثية دون وجود حرب فكيف الأمر في حال وقوع الحرب الشاملة؟!”..
ودعت أيوب الحكومة والقيادات العمل على منع حصول هذه الحرب من خلال اتخاذ كل الاجراءات عبر القنوات الدبلوماسية لان وقوعها لا يمكن لأي فريق تحمله، قائلةً “اللافت أننا نسمع صرخات تطالب الدولة بالتعويض ورغم كل هذا يريدون خوض الحرب”.
وختمت أيوب أن الدولة مخطوفة والحكومة مستسلمة وبأنها مدعوة إلى تحكيم لغة العقل والذهاب إلى إعطاء إشارات أننا جاهزون أن يكون الجيش اللبناني هو الحامي لحدودنا”، آملةً في هذه الأعياد المجيدة ان “يكون للبنان ايضاً قيامة قريبة بعد كل الآلام ودرب الجلجلة التي نعيشها، وعل يعود الجميع للاحتكام إلى لغة العقل”.
وفيما يلي تفاصيل المقابلة:
بكركي تعمل كل جهدها للملمة الصراع المسيحي والمحافظة قدر المستطاع على المراكز المسيحية، هل تنجح بكركي في مسعاها؟
لا صراع مسيحي بل هناك خلاف بين مشروعين، ووصف معركة انتخاب رئيس الجمهورية بهذا الشكل هو وصف ينطبق على ما يصفه فريق الممانعة، لكن موقع رئاسة الجمهورية هو محض تنازع بين مشروعين الاول يريد رئيساً يحمي ظهر المقاومة والثاني يريد رئيساً يطبق الدستور والقانون على كل اللبنانيين وبما فيهم “حزب الله”، وهذا الصراع يمنع التوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفق الآلية التي نص عليها الدستور.
ومن جهتها بكركي تؤكد على مدى أهمية احترام الدستور اللبناني وعدم إرساء أي آليات او سوابق جديدة لانتخاب الرئيس.
كيف ستترجم الورقة الوطنية في بكركي على أرض الواقع؟
لننتظر أن تصدر هذه الورقة ولنرى ما هو مضمونها، لانه لا يجب أن نواجه أي مبادرة بتشاؤم، فبكركي على مدى تاريخها لديها مواقف مفصلية في الحقبات الوجودية لتاريخ لبنان، واليوم في هذه المرحلة يأتي تحركها من باب التشديد على أهمية فصل الأمور الداخلية عما يجري في المنطقة وتحييد لبنان عبر البدء بانتخاب رئيس جمهورية، وتحصين الساحة الداخلية وإنتاج سلطة جديدة تحفظ سلامة لبنان واراضيه وسيادته.
برأيك لماذا رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع متخوّف من لقاءات بكركي وقال عنها “طبخة بحص”؟
ان كلام رئيس حزب القوات أتى للرد على مقاربة جبران باسيل وفريقه للموضوع وللمواقف المعلنة وغير المعلنة له حيث مازال متمسكاً حتى اليوم بتفاهم “مار مخايل” ما يؤكد أن كلام الليل يمحيه النهار فلا ثقة بالفريق الآخر، ومن هنا كانت المطالبة أن يكشفوا عن أوراقهم الحقيقية ومواقفهم الجدية والنهائية لكي نصل إلى نتيجة ملموسة مع دعوة بكركي وان لا تكون من باب شدّ العصب المسيحي لان الامر وطني بامتياز ولا يمسّ فقط المسيحيين.
سمعنا من مصادر التيار رداً على شرط جعجع حيث قالت “من قال ان باسيل يقبل بلقاء جعجع”، ما هو ردكم على هذا التصريح؟
أتحفظ عن الردّ على مصادر وتسريبات مجهولة المصدر.
الوزير بسام مولوي مُصرّ على إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، فهل يمكن إجراءها في ظل تصعيد الحرب؟
استغرب الحديث عن عدم إمكانية إجراء هذه الانتخابات للمرة الثالثة في ظل الحديث عن سعي لإجراء الامتحانات الرسمية وحتى في المناطق الحدودية، الأمر مخجل، كيف يمكن أن يكون تلميذ يجري امتحانات تحت أصوات القصف او في ملجأ او بعيد عن منزله او ان يتلقى دروسه عن بعد مجبر على تقديم امتحان رغم حاجته إلى تركيز وظروف محيطة تسمح له إتمام امتحاناته، بالوقت أن الانتخابات البلدية يُراد تأجيلها في القرى الحدودية، ولكن أعتقد أن الأمر أخذ هذا المنحى لانهم يعلمون أن هذه الانتخابات هي نوع من الاستفتاء لوجودهم ولان الأمر يلمس ما تبقى من الثقة للناس بهم فيرفضون كل أنواع الديمقراطية، وبالتالي يبحثون عن حجة لتأجيل هذه الانتخابات لأنها ستسبب تغيير ملحوظ في كافة القرى التي كان يسيطر عليها “التيار الوطني الحر” او “حزب الله”.
ما حدث في رميش كان خطيراً جداً، هل تتوقعون المزيد من الاحتكاكات؟ وهل نذهب إلى الأمن الذاتي؟ وما دوركم كقوات لبنانية في هذا الشأن؟
الأمر لم يكن احتكاكات بل هو صرخة واضحة وفعلية تنطلق من القرى الحدودية، اليوم من رميش غداً ستكون من مناطق أخرى يُمنع فيها استخدام البيوت الآهلة والسكان كدروع بشرية لحرب أعلنها فريق واحد وباقي اللبنانيين غير راضين عنها تحت مسمى “حرب مشاغلة”.
هي صرخة مُحقة فلدى المواطن اللبناني الذي يعيش في إطار الدولة الحق في أن يناشد دولته ومسؤوليه ونوابه وجيشه أن يمنعوا الاعتداء عليه من الداخل والخارج ومنع استعمال ارضه كمنصات لاطلاق صواريخ ليعود العدو الذي لا خطوط حمراء لديه ويقصف مكان إطلاق الصواريخ.
لبنان تحت القصف والتصعيد يتصاعد، ماذا لو فرضت الحرب الشاملة علينا؟ وما هو موقف القوات؟
صرختنا واضحة منذ اليوم الأول أننا لا نريد الحرب والشعب اللبناني لا يريدها ايضاً ولتجنيب لبنان هذه الحرب يجب تطبيق القرارات الدولية وعدم إعطاء ذرائع لإسرائيل لمهاجمة لبنان، لكن هناك فريق مصر على مساندة غزة ويشاغل الإسرائيلي بغض النظر عن تداعيات هذه الحرب على لبنان وشعبه، فمن هنا المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الحكومة والقيادات التي من واجبها منع حصول هذه الحرب عبر اتخاذ كل الاجراءات عبر القنوات الدبلوماسية لان وقوعها لا يمكن لأي فريق تحمله.
ولا يمكن تحمّل فكرة ان يصبح لبنان غزة ثانية فالدمار الحاصل اليوم في الجنوب والذي يُمنع على الإعلام الكشف عنه ونسبة النزوح العالية التي تخطت ال 100ألف نازح كلها نتائج كارثية دون وجود حرب فكيف الأمر في حال وقوع الحرب الشاملة؟!.
ولا يمكن أن نفتح علينا أبواب لا نستطيع تحملها. واللافت أننا نسمع صرخات تطالب بالتعويض ورغم كل هذا يريدون خوض الحرب، ولكن فعلياً نحن دولة مخطوفة والحكومة مستسلمة ومدعوة إلى تحكيم العقل والذهاب إلى إعطاء إشارات أننا جاهزون أن يكون الجيش اللبناني هو الحامي لحدودنا.
ما مصير البلد حسب رؤيتك للتطورات المتسارعة؟
نحن في جمعة الآلام وعلى مقربة من يوم أحد الفصح الذي هو قيامة السيد المسيح بالتالي نأمل ان يكون للبنان ايضاً قيامة قريبة بعد كل الآلام ودرب الجلجلة التي نعيشها، ولنتأمل ان يعود الجميع إلى الاحتكام إلى لغة العقل.