إعادة الإعمار ستؤخذ بعين الاعتبار في الحكومة وسيتم البحث عن جهات مانحة. بيضون: الأعمال العدائية ضد السوريين ليست الحل.. ودون طرق باب سوريا لا يمكن أن نصل إلى نتيجة

بقلم وفاء مكارم

اعتبر النائب أشرف بيضون في حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” ان الفلتان الامني هو من آثار غياب المؤسسات، لافتاً إلى أن كتلة التنمية والتحرير سعت لتفادي ذلك عبر الدعوة للحوار لانتخاب رئيس للجمهورية ما يسمح لمقاربة كل التحديات الداخلية والخارجية.

واكد بيضون أن لا عودة للنازحين السوريين إلى سوريا بحال اعترض الغرب وأنه لا يمكن أن نحل الأمر منفردين، داعياً للتعاون اللبناني والسوري والدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للاجئين لمراعاة مصلحة لبنان وسوريا معاً لان هذا الملف أصبح مرهق على كافة المستويات.

وأشار بيضون إلى أن المساعدات التي كانت تأتي لم تعد كافية، مشدداً على ضرورة مقاربة الملف من الزاوية الإنسانية المنفتحة لاسيما أن العديد من المناطق في سوريا باتت آمنة ولا مبرر لبقائهم في لبنان كما أن مفوضية اللاجئين تملك مراكز داخل سوريا ويمكنها تقديم المساعدات لهم داخل بلدهم.

وأضاف ان الأعمال العدائية ضد السوريين ليست الحل رغم أن هذا الملف يرمي بثقله على كاهل اللبناني والدولة بكافة المجالات أحدها الوضع الأمني، مشيراً إلى انه دون طرق باب الحكومة السورية لا يمكن أن نصل إلى نتيجة.

وعن فرصة التحاور في ضل التشنجات بين الحزب والقوات، قال بيضون: “نرى أنه من باب أولى في ظل ما ينعكس علينا من أكثر من مسرح أن نتحاور ، لو تم التجاوب مع مبادرة الرئيس بري كنا وفرنا على اللبناني العناء وكانت الحياة الدستورية عادت للانتظام”.
.
وشدد بيضون على ضرورة أن نعترف بالتوازن السلبي في مجلس النواب حيث لا يمكن لأي فريق فرض رئيس للجمهورية على الآخر، سائلاً: “وان حصل هذا الأمر هل يمكن أن تنهض البلاد برئيس تحدي؟”

واعتبر بيضون أن اللجنة الخماسية هي مبادرة مساعدة ولا يمكن أن تحل مكان الأصيل، داعياً لعدم انتظار التسويات الخارجية والمسارعة فوراً للحوار كي نعالج مسألة الرئاسة ومن بعدها يقف الجميع خلف الرئيس لوضع خارطة الطريق ومعالجة كل الملفات.

وأكد بيضون أن الحضور الجنوبي على ساحة الحرب أربك إسرائيل وأعاق مخططاتها تجاه غزة وتجاه لبنان لاننا ليسنا بمعزل والاسرائيلي لم يحتاج يوم ذريعة للاعتداء علينا.

كما لفت بيضون إلى أن ما يُجنب لبنان الحرب مع إسرائيل هي وحدتنا الداخلية وتضامننا خلف عدو واحد هو الكيان الإسرائيلي رغم كل اختلافاتنا وخلافاتنا بالإضافة إلى معادلة الردع لهذا الكيان من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة، قائلاً: “أثبتت قوة الردع أنها حاضرة في الميدان وهي التي تعيق العدو من التمادي أكثر في الاعتداءات على لبنان”.

غير أن بيضون طمأن أهل الجنوب أنهم لن يُتركوا وان مسألة إعادة الإعمار ستؤخذ بعين الاعتبار في الحكومة وسيتم البحث عن جهات مانحة لكن الأمر مازال رهن تطور الأحداث الميدانية في المنطقة ككل، متمنياً أن يكون أمل لبنان بالاشقاء العرب في مكانه للمساعدة في الاعمار.

وفيما يلي تفاصيل المقابلة:

ما هو موقفكم من الفلتان الامني في البلد وعبر الحدود؟

قد تكون حالة الفلتان الامني أثر من آثار غياب المؤسسات بالتالي كنا واعين منذ البداية ودعونا جميع السياسيين والكتل البرلمانية للتداعي للحوار لتوفير الوقت على اللبنانيين ولننتخب رئيس للجمهورية لتنتظم عجلة الحياة السياسية والدستورية ولتعود إلى طبيعتها المعتادة ولمقاربة كل التحديات الداخلية والخارجية.

النزوح السوري أصبح عبء كبير على لبنان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي صرح عن حل جيد جداً للنازحين، ما هو هذا الحل وهل من الممكن تطبيق أي حل في ظل معارضة الغرب لعودتهم إلى سوريا؟

بطبيعة الحال اذا لم يكن الغرب متعاوناً تكون العودة للنازحين السوريين صعبة، فهذا الملف يمكن حله بعدة محاور منها المحور السياسي والقانوني بالتالي لا يمكن أن نحل الأمر منفردين بل يجب أن يتم التعاون على الصعيد اللبناني والسوري والدولي وخاصة مع الاتحاد الأوروبي والمفوضية العليا للاجئين لترعى مصلحة لبنان وسوريا معاً، ويجب أن نكون متفقين داخلياً على المستوى السياسي، اما على المستوى القانوني فلقد أنجزنا جزء كبير ولكن نحتاج إلى متابعة المسار لان هذا الملف أصبح مرهقا على كافة المستويات.

هل تضغط قبرص على الاتحاد الأوروبي لعودة النازحين ام سيتم تسكين لبنان بفتات مساعدات؟

لن يكون الأمر على هذا الحال لان المساعدات التي كانت تأتي لم تعد كافية بل تتناقص سنة بعد سنة وقد نصل إلى توقف هذه المساعدات بشكل كلي، علينا أن نبحث كلبنانيين عن مصلحة بلدنا والمواطن اللبناني وعلينا مقاربة هذا الملف من الزاوية الإنسانية المنفتحة وليس من زاوية تعصبية لاسيما أن العديد من المناطق في سوريا باتت آمنة ولا مبرر لبقائهم في لبنان كما أن مفوضية اللاجئين تملك مراكز داخل سوريا ويمكنها تقديم المساعدات لهم داخل بلدهم.

وزير المهجرين صرح ان هناك 20 ألف نازح سوري مسلح داخل المخيمات ينتظرون ساعة الصفر، كيف يمكن طمأنة الشعب اللبناني لعدم التوصل إلى أعمال عدائية؟

لم تكن ابداً الأعمال العدائية هي الحل بصرف النظر عن مدى دقة هذه المعلومة الصادرة عن الوزير لان ليس لدي معطيات في هذا المجال، ولكن مما لا شك فيه أن هذا الملف يرمي بثقله على كاهل اللبناني والدولة اللبنانية بكافة المجالات أحدها الوضع الأمني، ولذلك نحن نعي هذا الخطر وعلينا مقاربة الأمور بانسانية وشفافية ودون طرق باب الحكومة السورية في هذا الملف لا يمكن أن نصل إلى نتيجة لان سوريا هي ام الصبي في هذا الأمر.

هل تعتقد أن الحوار مازال مجدياً مع كل هذه التطورات الامنية والتشنجات السياسية بين القوات والحزب؟

نرى أنه من باب أولى في ظل ما ينعكس علينا من أكثر من مسرح أن نتحاور، فكيف يمكن أن نصل إلى حل لكل هذه المشاكل؟ هل من بديل عن الحوار؟
لو تم التجاوب مع مبادرة الرئيس بري للحوار منذ آب 2023 أما كنا وفرنا على اللبناني العناء بالكثير من الملفات الأمنية والاقتصادية والمالية وغيرها؟ اما كنا قد عدنا لانتظام الحياة الدستورية؟
علينا أن نعترف بالتوازن السلبي في مجلس النواب حيث لا يمكن لأي فريق فرض رئيس للجمهورية على الآخر وان حصل هذا الأمر هل يمكن أن تنهض البلاد برئيس تحدي وليس رئيس حكم يتوافق عليه الجميع من خلال معبر أساسي هو الحوار او التشاور.

اللجنة الخماسية ستعود للعمل بعد ايام، هل تعولون على مساعيها؟ أو أنها تنتظر كلمة السر؟

اللجنة الخماسية او السداسية او اي مبادرة خارجية ما هي إلا مبادرة مساعدة لكي نعالج مشاكلنا ولا يمكن أن تحل مكان الأصيل، فنحن المعنيون وعلينا أن نبحث عن الحلول وان لا ننتظر التسويات من الخارج وبالتالي علينا المسارعة فوراً للحوار لكي نعالج مسألة الرئاسة ومن بعدها نقف جميعنا خلف رئيس الجمهورية لمعالجة ووضع حلول وخارطة طريق لكل الملفات الداخلية.

الوضع في الجنوب سيء، والتهديد الإسرائيلي أصبح عالي النبرة، برأيك ما حققته هذه الجبهة لغزة ؟ وهل فعلاً ساندتها؟

في الداخل الإسرائيلي اليوم يقول الجيش أن لديه مشكلة عديد لدخول رفح، ومن يتابع على المستوى العسكري عن الحشود التي وضعها الإسرائيلي في الحدود الشمالية يعلم أن الحضور الجنوبي على ساحة الحرب أربك إسرائيل وأعاق مخططاتها تجاه غزة وتجاه لبنان لاننا لسنا بمعزل والاسرائيلي لم يحتاج يوماً لذريعة للاعتداء على لبنان غير أنه مازال لدينا أراضي محتلة وواجبنا كلبنانيين أن ندافع عنها ونحررها، من يقول أن الإسرائيلي اذا استطاع الانتهاء من غزة لن ينقض على لبنان؟

إسرائيل حددت موعد لبدء حربها على لبنان بعد اجتياح رفح، هل لبنان مستعد لهذه الحرب؟ أو أنكم كدبلوماسيون تسعون لتجنيب الشعب والوطن هذه المأساة؟

ما يُجنب لبنان هذه الحرب هي وحدتنا الداخلية وتضامننا خلف عدو واحد هو الكيان الإسرائيلي رغم كل اختلافاتنا وخلافاتنا فالعدو مازال يُمعن اجراماً واعتداءاً على تراب وسيادة لبنان .

أما الأمر الثاني فهو عبر معادلة الردع لهذا الكيان في التمادي بتوسعه واجرامه من خلال معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” ولقد أثبتت قوة الردع أنها حاضرة في الميدان وهي التي تعيقه من التمادي أكثر في الاعتداءات على لبنان لانه يدرك أن الذهاب إلى حرب شاملة ستكون مكلفة جداً عليه وليس كما كان يعتقد في السابق.

ما يقارب 10 آلاف وحدة سكنية مهدمة ونزوح أكثر من 100 ألف مواطن ناهيك عن الشهداء والجرحى، من سيعوض على أهل الجنوب؟ وهل العرب قد يساهموا بإعادة الاعمار؟

أنا اطمئن أن ناسنا لم يتركوا ولن يتركوا يوماً كرامتنا من كرامتهم وشرفنا من شرفهم، ولكن ندرك أن الدولة اللبنانية ليس لديها القدرة الكافية للمساعدة ولقد ساهمت من خلال مجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة بتقديم بعض المساعدات العينية التي تجاوزت ال ٦٠ ألف بين حصة غذاء ونظافة وهذه مساعدات أولية، ولكن مسألة إعادة الإعمار ستؤخذ بعين الاعتبار في الحكومة وسنبحث عن جهات مانحة لكن الأمر مازال رهن تطور الأحداث الميدانية في المنطقة ككل.
ونحن ننظر إلى العرب على أنهم أشقاء وهكذا تعودنا عليهم ونأمل أن يكون أملنا في مكانه.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top