بقلم وفاء مكارم
تخطت إيران مرحلة التهديد وبات الرد جاهزاً، وبين ارتباك إيران في الرد وحيرة إسرائيل في الرد على الرد “فات الحابل بالنابل”. ولعلّنا في لبنان الأكثر عرضة لدفع الثمنين الإيراني والاسرائيلي على حد سواء، فماذا غيّرت الضربة الايرانية؟ وهل فعلاً إسرائيل تسعى لاجتياح لبنان متحديةً إيران واذرعتها؟!..
اعتبر النائب ياسين ياسين في حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” أن الضربة الإيرانية على إسرائيل تعدّت قصة النجاح والفشل بل هي تطور خطير على صعيد قواعد الاشتباك حيث اختبرت فيه إيران النقاط التي ستقاوم فيما لو شاركت بالحرب مستقبلاً بأسلحة غير تقليدية، لافتاً إلى أن قدرنا كلبنانيين أن نكون شمال فلسطين المحتلة وندفع هذا الثمن.
ورأى ياسين أن استباحة الأرض والسماء اللبنانية من قبل إيران واسرائيل هو نتيجة تقاعس المسؤولين اللبنانيين للقيام بمهامهم لتحديد وتحييد سيادة لبنان، قائلاً “لو كان لدينا رئيس جمهورية كنا نستطيع التواصل مع المجتمع الدولي بطريقة جدية أكثر”.
وشدّد ياسين على ضرورة بناء الدولة التي تستدعي تطبيق الدستور وان يكون السلاح بيد الجيش اللبناني وحده والتوصل إلى استراتيجية دفاعية ترعى الاحتمالات المستقبلية، لافتاً إلى أنه بغياب الاستراتيجية الدفاعية اصبح لبنان في ٧ أكتوبر تلقائياً داخل الحرب حيث أن هدف العدو هو عدم تكرار ٧ أكتوبر واي فريق يمكن أن ينجز اي عملية تسلل جديدة أصبح هدفاً كما هو الحال مع “حزب الله” والفصائل المسلحة في لبنان.
كما دعا ياسين إلى أن تكون الدولة اللبنانية جاهزة لمواجهة المخاطر، قائلاً “من المعيب هذا الفراغ على كافة الأصعدة وغياب القدرة على الصمود صحياً وغذائياً، لان الحروب ليست مجرد نار وبارود بل هي بالقدرة على الصمود”.
وعن خطة الطوارئ التي قامت بها الحكومة، أشار ياسين إلى أنها لا تتعدى كونها حبر على ورق وأقل من “إبرة بنج”، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الوضع الخطير على أن لا يكون محاذي او مجافي لأي فريق، وانه علينا تفسير الدستور من خلال المجلس الدستوري او مناقشته في المجلس النيابي لنصل إلى رأي جامع لعدم تكرار الشغور.
وعمّا اذا كانت إسرائيل تسعى إلى تشتيت الحزب بين المشاكل الداخلية والحرب الخارجية، أكد ياسين أن لبنان يتلقى الضربات وردود الأفعال وان أي حادثة قد تحدث في الداخل اللبناني هناك الكثير من الطوابير القادرة على استغلاله لصالحها ونحن “جسمنا لبيس وأرضنا خصبة لكل الاحتمالات”، لافتاً إلى أن المسؤولين في لبنان يتعاطون مع المشاكل “بالقطعة” وهذا دليل على عدم القيام بالدور الإصلاحي سياسياً او اقتصادياً.
ومن جهته، أكد الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز ” أن تبني القيادة الوسطى الأميركية الدفاع الجوي ضد المسيّرات والصواريخ الإيرانية يعني أن القرار في إسرائيل أصبح بيد أميركا لان إسرائيل لا تستطيع الدفاع عن نفسها منفردة بحال ردت إيران على الرد الإسرائيلي، وقد نشهد انتهاءًا للحرب اذا قررت أميركا ذلك.
وأشار ملاعب إلى أن الضربة الإيرانية غيّرت قواعد الاشتباك حيث أصبحت إسرائيل تخشى النوع الجديد من الحرب رغم تفوقها الجوي لأن إيران في ظل الحصار ومنع التسلح الذي عوقبت به لسنوات صنعت وطورت أسلحة محلية معتمدةً على خبراء صينيين وروس واستعاضوا عن التفوق الجوي بصواريخ ومسيّرات.
وقال “هذا النوع العسكري الجديد بالإضافة إلى ثقة الاذرع الإيرانية بهذا السلاح شكّل عبئاً وتهديداً على إسرائيل”.
ولفت ملاعب إلى أن إيران ليست بوارد فتح حرباً او معركة بل كانت تتمنى أن يلقى الاعتداء على قنصليتها في دمشق إدانة دبلوماسية كي لا تنجر للرد، مؤكداً أن إيران كانت خلف المعركة وستبقى خلفها، وأن تهديدها بأن أي تهوّر نحوها سترد فوراً وبقوة يفتح المجال لحرب كبرى.
واضاف، أن “لا رد على إيران وان إسرائيل لا تستطيع الرد لان قوة الردع الإيرانية أكبر من تحمّل القبة الحديدية”، متسائلاً “ماذا لو قصفت إيران ٣٠٠٠ صاروخاً كل يوم؟”
وأشار ملاعب الى أن إسرائيل يمكن أن تُفعِّل الجبهة الشمالية مع لبنان وتهرب إلى الأمام من غزة وان الجيش الإسرائيلي يسعى منذ فترة لدراسة كيفية اجتياح الجنوب اللبناني من خلال استكشافات ميدانية على الأرض من قبل محاولة تسلل لجنود، لافتاً إلى أن إسرائيل قد تستغل فرض وقف إطلاق النار في غزة لتجتاح لبنان طالما أنها لم تتوصل إلى حل ديبلوماسي لتأمين المنطقة العازلة. لان ال ٧ كلم المطلوبة تخدم القبة الحديدية لكي يكون لها الوقت الكافي لتتجهز لاعتراض الصواريخ، حيث أن “حزب الله” يستغل المسافة القريبة ويطلق صواريخ كورنيت فالقبة الحديدية لا تتعامل مع الصاروخ المنحني وكذلك صاروخ بركان الذي يصل مداه من ٥ إلى ٦ كلم فقط ولديه قدرة تدميرية عالية ما جعله يخلق حالة رعب في الشمال الإسرائيلي وهرّب المستوطنين.
وعن سبب سلوك الصواريخ الإيرانية السماء اللبنانية، قال ملاعب أن إيران أطلقت الصواريخ من عدة مناطق من الشمال والوسط والجنوب ما أدى لتواجد الصواريخ في سماء لبنان وسوريا والأردن حتى سيناء في مصر، وذلك بعملية معقدة فيها صواريخ بالستية وكروز، ومسي؟رات تربك المواجهة حيث أجبرت الإسرائيلي على خسارة صاروخ باتريوت ثمنه مليون دولار لإسقاط مسيّرة ثمنها 2000 دولار!..
