خلال الاجتماع اللبناني – الفرنسي في الاليزيه امس، جدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تأكيد دعم فرنسا الجيش اللبناني في المجالات كافة، والتشديد على الاستقرار في لبنان وضرورة ابعاده عن تداعيات الاحداث الجارية في غزة. وأعاد تأكيد المبادرة بشأن الحل في الجنوب والتي كانت قدمتها فرنسا في شهر شباط الفائت، مع بعض التعديلات التي تأخد بالاعتبار الواقع الراهن والمستجدات.كذلك، جدد الجانب الفرنسي التأكيد على أولوية انتخاب رئيس جديد للبلاد والافادة من الدعم الدولي في هذا الاطار لاتمام هذا الاستحقاق والموقف الموّحد للخماسية الدولية. وأكد كذلك أن فرنسا تدعم ما يتوافق بشأنه اللبنانيون وليس لديها اي مرشح محدد، مشيراً الى توافق الجانبين الفرنسي والاميركي على مقاربة الحلول المقترحة. كما تطرق البحث الى موضوع النازحين السوريين في لبنان، فوعد الجانب الفرنسي بالمساعدة في حل هذه المشكلة على مستوى الاتحاد الاوروبي. الامن والسياسة كانا حاضرين اذا في المحادثات. هذا ما يدل عليه البيان الذي أصدره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اثر اللقاء. لكن وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة، فإن ما تم التركيز عليه في شكل رئيسي كان الواقع الامني، ولذلك كانت مشاركة قائد الجيش العماد جوزف عون شخصيا الى جانب ميقاتي في محادثات الاليزيه الموسعة. ملف النزوح كان على الطاولة في ظل التهديد الذي بات يشكّله لاستقرار لبنان، غير أنّ الحيز الاكبر من النقاشات خصص للحدود الجنوبية. فوفق المصادر، وفي ضوء الاتصالات التي حصلت وتحصل بين باريس وواشنطن، ممثلتين بموفد ماكرون جان ايف لو دريان ومستشار الرئيس الاميركي جو بايدن، آموس هوكستين، تم التوصل الى مقاربة موحدة لمسألة الحدود اللبنانية مع الاراضي المحتلة. وبخلاف التنافس الذي لا يزال نوعاً ما قائماً بين العاصمتين حول الملف الرئاسي، هما شبه متفاهمتين على ضرورة ايجاد تسوية تعيد الاستقرار الى الجنوب وتمنع إسرائيل من شن حرب على حزب الله ولبنان. وهذا الحل يقوم على تنفيذ القرار ١٧٠١ وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل جنوبي الليطاني، بشكل فعال، فيطبَق القرار فعليا لا صوريا في هذه المنطقة ويتم انهاء او تقليص وجود حزب الله العسكري فيها الى الحدود الدنيا.. من هنا، كان إصرار فرنسي على دعوة العماد عون الى اللقاء للبحث في ما يحتاجه الجيش لينتشر بقوة وفاعلية جنوبا فور التوصل الى اتفاق لوقف النار في غزة. وقد تم ابلاغ الجانب اللبناني باستعداد المجتمع الدولي لتقديم ما يلزم لحصول هذا الانتشار بأفضل صورة.اجتماع الجمعة على جانب كبير من الاهمية اذا، بالنسبة لمستقبل البلاد واستقرارها وامنها ولسيادة الدولة وشرعيتها، وحدها، على اراضيها، تختم المصادر.
المصدر: لارا يزبك المركزية