بقلم صبحية الدريعي

نجحت الرابطة الثقافية في طرابلس من جديد في استقطاب الطرابلسيين والشماليين إلى مركزها في شارع الثقافة لحضور فعاليات معرض الكتاب السنوي بنسخته الخمسين برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبحضور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وعدد من الشخصيات السياسية والإعلامية و الدينية.

قُسِّم المعرض بين أمسيات شعرية وندوات ثقافية واجتماعية متنوّعة وتوقيع كتب ودواوين ومنشورات وسيستمر حتى الثامن والعشرين من نيسان..
“ديمقراطيا نيوز” زار المعرض وجال على أقسامه وأجنحته وكان له عدة لقاءات مع ضيوفه وروّاده..

وزير الثقافة مرتضى في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” أكد “بأن كل ما نفعله اليوم في طرابلس هو رسالة موجهة للبنانين لنقول لهم هذه هي طرابلس هذا هو الوجه الحقيقي لهذه المدينة.
طرابلس هي خشبة الخلاص لكل لبنان ثقافياً وعلى كل الأصعدة “.

وختم” ادعوا اللبنانين الى زيارة الفيحاء والتمتع بهذا الكمّ من الغنى و الثقافة فهي مدينة آمنة منفتحة تصلح بجدارة ان تكون عاصمة الثقافة”..

النائب أشرف ريفي شدّد عبر “ديمقراطيا نيوز” على “ان طرابلس مختلفة عمّا يصوّر لها دائماً.
نصف قرن على احياء هذه المناسبة التي تؤكد طرابلس دائما من خلالها على هويتها الثقافية و الأدبية. اختيرت طرابلس على المستوى العربي هذا العام لان تكون عاصمة الثقافة العربية، وهذا تأكيد على ان هذا الخيار لم يكن عشوائياً بل كانت الفيحاء تستحقه و بجدارة”..

رئيس الرابطة الثقافية رامز الفري أشار ل” ديمقراطيا نيوز” الى ان “المعرض هذا العام له نكهة خاصة بالتزامن مع اعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية، على الرغم من كل الظروف والصعاب الإجتماعية و السياسية و الإقتصادية اصرينا على إقامة هذا المعرض لابراز الوجه الثقافي لطرابلس ليرى العالم كله مدى روعة هذه المدينة وما يمكن ان نتتجه من تنوع وغنى”..

رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق في لقاء مع “ديمقراطيا نيوز” يقول “مميّز هذا المعرض اليوم بصمود أهل طرابلس رغم الطروف الصعبة التي تمر بها المدينة.
أن يقام المعرض الخمسون فهذا انجاز يضاف الى انجازات الرابطة الثقافية اولاً وطرابلس واهلها ثانياً وما هذا اليوم إلا تأكيد على ان طرابلس مدينة العلم و العلماء..”

نقيب اتحاد العمّال في الشمال شادي السيّد اكد ان “افتتاح معرض الكتاب في الرابطة الثقافية يُعيد الحيوية لطرابلس ويظهر مدى امكانية المدينة على الصمود ومواجهة كل العثرات و الصعوبات.
كان الإفتتاح مميّزًا ونأمل ان نرى طرابلس دائمًا بهذا الوجه الابيض، الوجه الحضاري والثقافي بعيداً عن محاولات تشويه المدينة بأفعال لا تشبهها ولا تشبه اهلها “..

يتألف المعرض من عدة أجنحة حجزتها مؤسسات إجتماعية وتربوية تعرض فيها ما تقدم من خدمات كالأعمال اليدوية والحرفية، اضافةً الى الكتب والمنشورات والمطبوعات. أكثر من أربعة آلاف كتاب منها كتب الفلسفة و علم النفس وادارة الاعمال كما الكتب الدينية والسياسية.
كما كان لافتاً منذ اليوم الأول للإفتتاح كثافة الإقبال على شراء الكتب وخاصة عند جيل الشباب، وهو الأمر الذي يؤكد بأن شغف القراءة لا يزال حاضرًا..

بلال مجذوب صاحب مكتبة دار الامل و السلام في حديث ل”ديمقراطيا نيور” يقول ” في كل عام اشترك في المعرض ولديّ ما يقارب المئتين دار نشر عربي وأجنبي من أكثر انواع الكتب مبيعاً هي كتب الفلسفة و علم النفس الطلب عليها عالي هذا العام “..
وعن أسعار الكتب يقول مجذوب “تتفاوت أسعار الكتب بين كتاب وآخر لكن اسعارنا جداً مقبولة وتناسب الجميع، وذلك دعماً منّا للثقافة ولتحفيز الشباب على القراءة”..

ميساء سلام من روّاد المعرض تقول ل”ديمقراطيا نيوز” “في كل عام أقصد الرابطة الثقافية واشتري عدة كتب متنوعة لا أحبّ أن أقرأ عبر الهاتف، فأنا أؤمن ان للكتاب دور مهمّ. اشتريت ثلاثة كتب في الفلسفة، لأنها تجذبني”..

كعادتها، تثبت طرابلس أنّها مدينة جبارة تستطيع تبديل همومها وأحزانها بالفرح والنجاح، حيث شكّل المعرض اليوم رسالة عبّرت فيها طرابلس عن رغبتها في الحفاظ على هويّتها وتراثها الأدبي والإنساني والثقافي..