“النزوح السوري يهدد لبنان بالفوضى.. وأمن لبنان من أمن أوروبا”دياب: زيارة الرئيس القبرصي أُخِرت لحين بلورة حل مع الإتحاد الأوروبي

في ذروة التصعيد الميداني والتهديدات الإسرائيلية المستمرة بالحرب المدمرة، جاءت الدعوة الفرنسية التحذيرية في وقتها المناسب لمحاولة تجنيب لبنان آتون الحرب وويلاتها.
فعمد الرئيس ميقاتي على وضع النقاط على الحروف في مسألة النزوح السوري في الإليزيه، قابلها الرئيس الفرنسي بتقدير جهوده وصموده في ظل الحملات التي يتعرض لها في الداخل اللبناني من خلال حفاوة الإستقبال والمدة الزمنية للقاء.
ولأول مرة منذ بداية النزوح السوري استطاع ميقاتي بدبلوماسيته المعهودة أن يعود إلى لبنان بزخم كبير فارضاً معادلة “أمن لبنان من أمن أوروبا” وهذا ما عاد وشدد عليه خلال استقباله موفد الجوار في الاتحاد الأوروبي، وان لا استقرار في أوروبا ان حلّت الفوضى في لبنان.
ومع الحفاوة الفرنسية وتوقيتها قابلها الحزب برسالة لافتة، فما هي هذه الرسالة؟

بقلم وفاء مكارم

رأى المحلّل السياسي والصحافي يوسف دياب في حديث خاص ل “ديمقراطيا نيوز” أن زيارة فرنسا تحمل بُعدين، الاول سياسي ويتمثل باللقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلاً الدولة اللبنانية والمؤسسة الدستورية في ظل غياب رئيس الجمهورية، والثاني بُعد عسكري بلقاء قائد الجيش جوزيف عون للبحث في التطورات الأمنية التي يتعرض لها لبنان ودور المؤسسة العسكرية في ان تكون صمام أمان يعوّل عليها في اليوم الثاني للحرب لتأمن حماية البلد ولتنفيذ القرارات الدولية خاصة القرار ١٧٠١.

وأشار دياب إلى أن فرنسا تسعى لتعويم مبادرتها للتهدئة ولتجنيب لبنان الويلات في ظل الخطى الثابتة والمتسارعة لاسرائيل نحو الحرب، لافتاً إلى أن فرنسا اعلنت مراراً انها على استعداد لدعم الجيش وتقويته لأنه المؤسسة الشرعية الوحيدة التي لديها الحق في حمل السلاح على الأراضي اللبنانية وحماية الحدود وضمان وحدة البلد وحمايته.

وعن ان القائد عاد منزعجاً، قال دياب، ان عون قصد فرنسا بهدف دعم الجيش وليطلعهم على حاجاته وقدراته وان ما قيل هو تأويل، مشدداً على أن الزيارة لم تتناول الملف الرئاسي ابداً ولا مسألة ترشيح العماد عون للرئاسة.

وعن الرسالة التي أراد الحزب ايصالها عند إطلاق القسام ٢٠ صاروخاً من لبنان إلى الأراضي المحتلة تزامناً مع الزيارة، قال دياب أن “حزب الله اراد القول ان الدولة اللبنانية لا تملك القرار وأنه هو الجهة التي يجب أن يتفاوضوا معها وانه هو الضمانة الوحيدة لوقف اطلاق النار وليس الحكومة او الجيش اللبناني، لافتاً إلى هذه الرسالة مشهد من مشاهد إلغاء الدولة وهيمنة “حزب الله” على مؤسساتها السياسية والعسكرية.

وفي ملف النزوح السوري، أكد دياب أن الملف يهدّد لبنان بالفوضى، وبالتالي لن يعود ملاذاً آمناً لأحد، مشيراً إلى أن المئات من السوريين يحاولون مغادرة لبنان عبر الحدود البحرية بطرق غير شرعية ويعمل الجيش على ضبتهم ولكن في حالة الفوضى لن يعود الجيش قادراً على ضبت الحدود وبالتالي يصبح لبنان مُنطلقاً للهجرة نحو اوروبا للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينين كما للمواطنين اللبنانيين.

وشدّد دياب على أن أمن لبنان من أمن أوروبا وان كان لبنان بخطر سيكون امن اوروبا بخطر بطبيعة الحال لأن هذه البؤرة الامنية ستنتقل إليهم واذا كانو جادّين فعليهم مساعدة لبنان كي لا تنفجر هذه الأزمة وتصبح ازمة أوروبية، رافضاً اعتبار كلام ميقاتي تهديداً بل انه يحذر وينقل اجواء مُقلقة.

وقال دياب أنه لا يمكن ربط حل مسألة النزوح بانتهاء الحرب في غزة، معتبراً أن الامر يمس الأمن الداخلي اللبناني والأمن الإقتصادي والإجتماعي ناهيك عن استهلاك البُنية التحتية من قبل اكثر من مليوني نازح سوري في غياب اي دعم دولي للبنان.

وعن ضبابية زيارة الرئيس القبرصي الى لبنان، قال دياب أن “قبرص تعي ان المشكلة التي تعاني منها هي نفسها التي يعاني منها لبنان فعندما يكون ملف النازحين بُؤرة أمنية متروكة ستبدأ الدوّل بالتوالي تعاني من هذه الأزمة، وان زيارة الرئيس القبرصي قد تكون أُخِرت لحين بلورة حل مع الإتحاد الأوروبي او لحين تأمين ضمانات من الأوروبيين بانهم سيتعاونون”.

ولفت دياب إلى أن وضع لبنان صعب وأمنهُ مهدد خاصةً مع تفشي الجريمة التي يقف خلفها النازحين السوريين كما انّ 37% من السجناء في لبنان هم من السوريين، مضيفاً: “لا يمكن لفرنسا ان تقول تجاهلوا أمر النازحين او ان يطالبوا بتوطينهم في لبنان، فهم معنيون بالأزمة وعليهم المساعدة في حلها فلا يمكن للبنان تحمل هذا العبء دون دعم اقتصادي ومالي للتعويض عليه ما يخسره بسبب الوجود السوري”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top