يبدو أن الجمود في الملف الرئاسي حمّل بعض المراقبين لتحريكه افتراضياً، فحُكي عن مساعٍ قطرية تلوح في الأفق لحل الأزمة الرئاسية في لبنان، وبأن قطر دعت عدد من الشخصيات البارزة إلى الدوحة مع الإيحاء بأن الملف اللبناني لم يعد بعيدًا عن البحث الجدي.
في الحقيقة، لا دعوات قطرية في المنظور سوى دعوة فريدة للرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط كانت قد قُدمت سابقاً، والسؤال الذي يطرح نفسه والذي لا يزال جوابه مجهولاً هو لماذا تدعو قطر شخصيات لبنانية الى أراضيها للتشاور في الوقت الذي يلتقي فيه موفدوها في بيروت جميع المكوّنات اللبنانية؟!..
والحقيقة الأكبر التي قد لا يريد البعض تصديقها ألا وهي ان المنطقة عامة وقطر خاصة منشغلة بحرب غزة وبأن الملف اللبناني متروك لمصيره إلى حين بلورة الأوضاع الفلسطينية.
بقلم وفاء مكارم
في السياق، أكد النائب هادي أبو الحسن في حديث خاص لـ “ديمقرطيا نيوز” ان الدعوة القطرية الرسمية وجهت للرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط الشهر الفائت ولم تتم بسبب تعارض المواعيد عندما كان جنبلاط خارج البلاد، مؤكداً أنه سيكون هناك ترتيب قريب للزيارة وفق الظروف والمواعيد المناسبة للطرفين.
كما لفت أبو الحسن إلى أن هذه الزيارة تهدف للتشاور بأحداث فلسطين المحتلة والاحداث على الحدود اللبنانية كما سيتم البحث في كافة الأمور الداخلية، مضيفاً بأن قطر عنصر مساعد والتشاور معها أمر مهم ويعود بالخير على لبنان.
وقال أبو الحسن “نعوّل على الدور القطري لانه أساسي ومحوري ولدى قطر القدرة في التعاطي بشتى الملفات مع كل الأطراف ولديها قدرة للتواصل مع كل الفرقاء لكن المسؤولية تقع علينا كلبنانيين”.
ورأى أبو الحسن أنه لا يبدو حتى اللحظة أن هناك أي جديد في ملف الرئاسة، لافتاً الى ان التشاور قائم.
ومن جهته، أفاد الصحافي والمحلل السياسي صهيب جوهر في حديث خاص لـ “ديمقرطيا نيوز” أن هدف زيارة جنبلاط إلى قطر النقاش حول الملف الرئاسي وما قد يتوافق عليه المسؤولون في لبنان لحل هذا الملف ، ومن هي أبرز الأسماء التي قد يتوافقون عليها.
كما أكد جوهر أن لا دعوات لشخصيات لبنانية إلى الدوحة حاليًا سوى زيارة الرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، لافتًا إلى أنه كان يدور كلام في المرحلة السابقة عن دعوة للنائب أحمد الخير او للنائب سجيع عطية كممثل عن كتلة الاعتدال لكن بقيت هذه الدعوة قيد الدرس، كما انه تم الكلام في السابق عن مساعي لدعوة النائب ابراهيم منيمنة كشخصية سنية.
وأكد جوهر ان لا حديث حتى الآن عن زيارة لمسؤول من “حزب الله” الى الدوحة فالحزب منهمك بملف الجنوب ولا يعطي أهمية للملف الرئاسي، مضيفًا أن العلاقة بين قطر و”حزب الله” جيدة والموفد القطري عندما يأتي الى لبنان يلتقي مسؤولي الحزب مثل محمد رعد وغيره.
وشدّد جوهر على أن لا قرار حتى اللحظة بإعادة تحريك الملف الرئاسي إلى ان تتبيّن ملامح حرب غزة، قائلاً “لا جديد في الملف الرئاسي في الفترة الاخيرة لان المنطقة برمتها منشغلة بحرب غزة وانعكاساتها”.
واعتبر جوهر أن الحركة في الملف الرئاسي بطيئة من قبل جميع الدول الخماسية، واللجنة الخماسية على مستوى السفراء أوقفت نشاطها، مشيرًا الى أن قطر لديها دوراً أساسيًا في “الخماسية” ولكنها تُنسق خطواتها مع الولايات المتحدة والسعودية وتأخذ هامشًا للتحرك أكبر من باقي الدول.
وختم جوهر ان الجنوب ليس أولوية أحد وأنه حتى اللحظة لا دور قطري على صعيد التهدئة، قائلاً “هناك كلام عن مساعي أن تكون قطر هي الدولة العربية الضامنة لأي اتفاق مستقبلي في ملف الجنوب ولكن حتى الآن لا شيء واضح”.
