دينامية جديدة أعادت اللجنة الخماسية إلى بوصلة أهدافها بعد عودة السفيرة الأمريكية من اجازتها الى لبنان، فبدأ الحديث عن سقف زمني وعن ضرورة إنجاز الملف الرئاسي الشهر المقبل.
وحُمِّل اجتماع السفراء الذي سيُعقد يوم غد الأربعاء أبعادًا جديدة لم نعهدها في اجتماعات اللجنة سابقًا أبرزها البُعد المكاني للاجتماع في عوكر، ما أوحى بتوفر معطيات إيجابية قابلة للتطبيق على أرض الواقع المتعثر رغم اصرار الإدارة الأميركية على عدم تقديم أي تسويات أو طرح أسماء.
بقلم وفاء مكارم
في السياق، أكد الكاتب والمحلّل السياسي جوني منير في حديث خاص لـ “ديمقرطيا نيوز” أن اجتماع غد لسفراء الخماسية هو بداية لتطبيق مسار جديد حيث ستعتمد اللجنة أسلوبًا جديدًا ومتقدمًا للعمل بفعالية سيكون فيه الدور الأكبر لواشنطن من خلال السفيرة الأمريكية في بيروت، مشيرًا إلى أن “الخماسية” أضحت صوتًا واحدًا بعد التباينات التي برزت بين الجانبين الفرنسي والقطري كما أُزيلت المزاحمة على الملف اللبناني.
وأكد منير نقلاً عن أحد سفراء الخماسية بأن هناك عدة أفكار مطروحة حول كيفية التحرك حيث سيبدأ التواصل من أجل التحرك العملي للنواب وهذه الافكار لم تُعتمد بعد لكنها ستتبلور غدًا، مشدّدًا على أن السفراء لن يتدخلوا بمسألة الأسماء بل أن الأمر متروك لللبنانيين كما لن يطرحوا مسألة الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة بعد انتخاب الرئيس.
ورأى منير أن التحرك للخماسية سيكون ضاغطًا جدًا باتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، معتبرًا أن السفراء قد يدوّرون الزوايا من جهة الإلتقاء مع مبادرة كتلة الاعتدال التشاورية شرط أن يكون هناك ضمانة “سلف” أن يُنتخب رئيس للجمهورية في النهاية .
وأضاف أن التحرك القطري جاهز لكن لن يكون هناك مؤتمر دوحة جديد بل سيقتصر التحرك داخل لبنان نظرًا لما لقطر من دورٍ فاعلٍ في البلاد.
وعن البعد المكاني لاجتماع السفراء غدًا، لفت منير إلى أن الاجتماعات تخضع للبروتوكول المبني على مبدأ ان تكون الأولوية للاقدم على مستوى الخدمة في البلد لذلك بدأت الاجتماعات عند السفير السعودي الذي هو الأقدم خدمةً في لبنان إلى أن وصلت إلى الأجدد خدمةً وهي السفيرة الأميركية، مشدداً على أهمية هذا الاجتماع الذي سيأتي بعد اختتام جولة السفراء على السياسيين اللبنانيين وبعد عودة السفيرة الأميركية من الولايات المتحدة حيث جرت اجتماعات مهمة في واشنطن تعنى بالشأن اللبناني.
وعن هذه الاجتماعات، قال منير أنه جرى التفاهم على تنسيق العمل بين الجانبين الفرنسي والأميركي بحيث يتولى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين التفاوض حول الحدود البرية، اما الملف الرئاسي فيكون من شأن وزارة الخارجية الأميركية من خلال السفيرة الأمريكية بالتعاون مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان”، مضيفًا أنه جرى التفاهم على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بشكل واضح وكبير وللدفع به ما بين شهري حزيران وتموز كحدٍ أقصى.
وختم منير “هناك عدة أسباب أدت إلى هذا التحرك المتسارع اولها أن الوضع في لبنان لم يعد يحتمل، ومن جهة أخرى للانتهاء من الملف اللبناني قبل الانتخابات الأميركية في أيلول وقبل مسألة التجديد لليونيفيل وفق الشروط الجديدة بالتوازي مع كل ما يحدث، واذا انتهت حرب غزة فنحن ذاهبون إلى اتفاق سلام في المنطقة وبالتالي يستلزم الامر وجود رئيس للجمهورية”.