يبدو أن أول تداعيات وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على لبنان دخلت من الباب الرئاسي، حيث من المرجح أن تُفرمل الحادثة الإيرانية الاندفاعية الجديدة للجنة الخماسية.
فلقد كثُرت التحليلات لبيان سفراء الخمس الأخير، البعض اعتبره انتصاراً لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، إذ وجد تطابقاً بين دعوة “الخماسيّة” إلى التشاور ودعوة بري إلى الحوار، والبعض الآخر وجد تطابقاً مع مبادرة الاعتدال. فأي من المبادرتين قد تبنتها الخماسية؟ وهل فعلاً سنشهد رئيساً في بعبدا نهاية الشهر الحالي؟
بقلم وفاء مكارم
في السياق، اعتبر النائب فادي كرم في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن الانتخابات الرئاسية في لبنان مرتبطة بأن يفتح محور الممانعة المجال لإنجاز الاستحقاق إما بالتنافس الديمقراطي، وإما بالتفاهم على اسمٍ ثالث، قائلاً “طالما أن الحالتين غير متوفرتين لا يمكن ربط الرئاسة بالأحداث الأخرى أو بفترات زمنية معينة.
ورأى كرم أن لا رئيس نهاية الشهر الحالي رغم ما تم تداوله عن فتح ثغرة جديدة، لافتاً إلى أن لا جديد في الملف سوى المناورات وأن الأفق مازالت مسدودة عند الرئيس بري ومحور الممانعة.
كما أكد كرم أن محور الممانعة لا يعنيهم سوى أن يكون الرئيس بخدمتهم، لافتاً إلى أن مفتاح الحل مرتبط بالرئيس بري إذا كان يريد فتح أبواب مجلس النواب أم لا.
ومن هنا، لفت كرم إلى أن اللجنة الخماسية تضغط بشكلٍ كبيرٍ على الرئيس بري لفتح أبواب المجلس بغض النظر عما إذا تم التفاهم على الحل الثالث، أو اعتُمِد مبدأ المنافسة، مشيراً إلى أن بري مازال كالعادة يتشاطر على سفراء الخماسية، ويحاول تضييعهم بين كلمة حوار وتشاور لأنهم يتكلمون عدة لغات.
وأضاف كرم “الهدف من الحوار الذي يطالب به بري هو أن يصبح عُرفاً على رئاسة الجمهورية كما ثبّت أعرافاً عدة على مدى السنوات”.
وعن وفاة الرئيس الإيراني وتداعياتها على لبنان، اعتبر كرم أنه من المبكر الحديث عن تداعيات فإيران دولة عميقة يقودها المرشد الأعلى والمراكز الرسمية لا تملك تأثيراً كبيراً بمسار النظام، قائلاً “بحال صدقت احتمالية أن تكون الحادثة مفتعلة من الداخل الإيراني يكون هناك محاولة لتغيير النظام ولغته ومساره، لذلك علينا أن نراقب ما سيحدث في إيران لنتلقى على إثرها التداعيات في لبنان لاحقاً.
من جهته، اعتبر مؤسس “دار الحوار” الاعلامي بشارة خيرالله في حديث خاص لـ”ديمقراطيا نيوز” أن حادثة مقتل الرئيس الإيراني خلطت الأوراق على صعيد رأي المحور الإيراني بالرئاسة اللبنانية، قائلاً “حُكماً الرئاسة في لبنان تأجلت إلى حين بلورة الوضع في إيران، لأن حزب الله لن يستطيع الآن اتخاذ أي قرار حول الملف دون العودة إلى مرجعيته العليا”.
وأشار خيرالله إلى أن لا رئاسة دون إيران، وأن الوضع الإيراني سيؤخر سير أعمال مبادرة اللجنة الخماسية، معتبراً أن مهلة ال 15 يوماً التي حددتها الخماسية ذابت مع الثلج، وننتظر ريثما تنتخب إيران رئيسها خلال 50 يوماً حتى تتبلور الأمور لدينا.
ورغم العُقد التي تخنق الملف الرئاسي، إلا أن خيرالله رأى أن هذا المجلس النيابي سينتخب رئيساً للجمهورية، مؤكداً أن سفراء الخماسية لم يتبنوا مبادرة بري للحوار بل هم أقرب لتبني مبادرة الاعتدال.
كما لفت خيرالله إلى أن الوضع الإيراني يُحتم ضرورة أن يتراجع محور الممانعة خطوة إلى الخلف وأن يتنازلوا عن المرشح سليمان فرنجية وأن يدعوا إلى انتخاب رئيس لتحصين البلاد، لأن الآتي أعظم وأسوأ.
وعن حرب غزة، قال خيرالله أن إسرائيل حُكماً هي المستفيدة من الوضع الإيراني الحالي، وليس أكيداً أن تستسلم حماس ولكن الفراغ الرئاسي الإيراني سيُضعف “حماس” و”حزب الله” والمحور الإيراني ككل.
ورأى خيرالله أن حادثة وفاة الرئيس الإيراني ستزيد التعطيل تعطيلاً في لبنان والمنطقة، قائلاً “كان لدينا أمل أن يُقدم “حزب الله” بعض الحلحلة في ملف غزة والآن عليه أن ينتظر ريثما تتضح الصورة في إيران حيث كلمة السر ليأخذ قراراته على ضوئها، داعيًا الى تخطي أي اعتبار والذهاب بأسرع وقت نحو انتخاب رئيس الجمهورية لتجنيب لبنان الآتي الأسوأ”.
وعن الحرب على لبنان، اعتبر خيرالله أنها لن تحدث لأن إسرائيل قادرة على الحصول على ما تريد دون الخوض في حربٍ شاملة.