الموسم السياحي متأرجح..الاشقر: الحركة السياحية لن تكون واعدة الّا اذا..الرامي: نتفاءل ونأمل للافضل

بقلم ديانا خدّاج

البلد الذي لطالما لقّب بـ “سويسرا الشرق”، اليوم يعاني. فلبنان الذي كان بلدًا سياحيًا من الطراز الاول لم يعد كما كان، وكلّما أتت الفرصة لينهض من مشاكله، يأتي ما لم يكن في الحسبان ليعيده خطوات الى الخلف.

طبعًا، اشتعال ساحة الجنوب اللبناني مع العدو الاسرائيلي، والأوضاع الأمنية المتردية، اثر كبير على الحركة السياحية والحجوزات من خارج لبنان، ومن الواضح ان لا مؤشرات إيجابية توحي بأن موسم الصيف سيكون واعدًا أقلّه حتى الآن.

نقابة مكاتب السفر والسياحة اعلنت ان حركة السفر الى لبنان تعتبر جيدة في ظل الاوضاع الامنية السائدة وان نسبة الحجوزات وصلت الى ٨٥ في المئة، في الوقت الذي لم تتخط نسبة اشغال الفنادق التي تعتبر المعيار الواقعي والحقيقي للسياحة ٢٠%. ما يعني ان لبنان اليوم يعتمد على المغترب اللبناني فقط، وهو مؤشّر بفقدان سماته وميّزاته السياحية مقارنةً مع دول الجوار، الامر الذي يدعو الى دقّ ناقوس الخطر!..

اما في الداخل حيث الاوضاع الاقتصادية المتأزمة، فماذا عن المواطن اللبناني الذي اصبح خارج المعادلة السياحية، بحيث ان اقباله على المطاعم والفنادق بات امرًا مستبعدًا، لا قدرة عليه؟!..

نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي، اعتبر في حديث لـ “ديمقراطيا نيوز” الى ان للمواطن اللبناني الخيارات المتنوعة والكافية لاقباله على قطاع المطاعم والترفيه، واختيار المستوى المناسب، حيث لديه مروحةً واسعة من الاسعار تناسب جميع الميزانيات.

وعن هذه الاسعار اكّد الرامي “وجب على كل مؤسسة الاعلان عنها وتصديقها في وزارة السياحة ووضعها على بابها.
من هنا، فالزبون او السائح هو الحسيب والرقيب الذي يراقب هذه المؤسسات ويقيّمها من حيث المستوى والجودة”.

وعن سوء الوضع في القطاع السياحي الذي أصبح ضحية للأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد، يقول الرامي إن التضخم اليوم عالمي، وواجبنا المحافظة على القطاع بما فيه مؤسساتنا وعمّالنا، ونعمل جاهدين لتقديم اعلى مستوى من الخدمات، فالتنسيق بين الفعاليات الاقتصادية والسياحية الذي نقوم به يعطينا جرعة من الامل على الرغم من الظروف الصعبة.

ويضيف “حظر بعض الدول رعاياهم السفر الى لبنان يجعل الامور اسوء، بالاضافة الى اننا نتوقّع انخفاضًا في الحجوزات من الدول البعيدة هذه السنة، لكن قدوم المغتربين من الخليج العربي سيعوّض -نوعًا ما- ويعيد تحريك الدورة الاقتصادية. لذا، نحن نعوّل هذا الموسم على السياحة الداخلية والمغترب الخليجي”.

ختم الرامي قائلًا “السياحة عمومًا في حالة انحدار وواقع القطاع السياحي هذا العام متأرجح، تبقى المطاعم أفضل حالًا من الفنادق، لأنّ المغترب في طبيعة الحال، يريد قضاء الوقت الممتع ليعود بعدها الى منزل العائلة.. فما يبقى علينا الّا الأمل بالافضل!..

بدوره رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، لفت في حديث لـ “ديمقراطيا نيوز” الى ان للشعب اللبناني كامل القدرة والمقوّمات على انجاح الموسم السياحي في كل الظروف.

فبالرغم من ان الدول الاجنبية منعت رعاياها من المجيء الى لبنان، وابتعاد البعض من المخاطرة بأنفسهم، الا اننا نعتمد اليوم على المغتربين اللبنانيين المرتبطين عضويّا في بلدهم، بغض النظر عن الاوضاع الامنية الراهنة، كالذين غادروا البلاد منذ العام ٢٠١٩، ويبلغ عددهم حوالي ٦٠٠ الف مغترب.

واضاف “في حال انتهاء الحرب سيتحسن الوضع بالتأكيد، ولكن تبقى المشكلة ان اسعار البطاقات ستزيد عن تلك التي حُجزت في وقت سابق من السنة، ما قد يمنع المغتربون من القدوم. الموانع اذًا، مالية اقتصادية وأمنية.

يضيف الاشقر “بالرغم من جهوزيّتنا التامة لإنجاح القطاع، الا انه وبحسب المؤشرات المتوفرة لن يشهد لبنان عمومًا حركة سياحية واعدة هذا العام، ولا ننتظر موسمًا يشبه السنة الماضية، الا اذا توقفت الحرب في الجنوب.

نسبة الحجوزات حتى اليوم لا تتخطى ٢٠%، وهي نسبة متدنية مقارنة بالمدة نفسها في السنوات الماضية، حيث كانت تتخطّى ٥٠ %!..

وعن الاسعار المرتفعة، برأي الاشقر انها لا تلعب دورًا في اقبال المواطن اللبناني على المطاعم والفنادق وأماكن اللهو، اذ ان المكان الاغلى يشهد الاقبال الاكبر!..

الاشقر اشتكى من اهمال الدولة وتقاعس الوزارات في انعاش القطاع السياحي، واعتبر ان المطالب كثيرة ومتعدّدة، وختم قائلا “اذا لم يعد لبنان الى الخارطة السياحية، واذا استمرّ بمقاطعة الدول والتدخّل في النزاعات والحروب، نحن ذاهبون نحو الاسوأ!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top