سليمان فرنجية.. “واثق الخُطى” نحو “الرئاسة” !..

كتب عبدالله بارودي

ظهر الوزير سليمان فرنجية في حواره مساء أمس بمشهد السياسي المحنّك، الهادئ، والرصين.. نضوج سياسي، رؤية ثاقبة، تصوّر واضح للمسار الرئاسي الذي ينتهجه، وفهم دقيق للواقع الداخلي والإقليمي..
كل ذلك، يجعل المتابع لمواقف “الزعيم الزغرتاوي” لا يُصدم بثبات آرائه، واصراره على التمسك بخياراته الاستراتيجية، بغض النظر عن موقفنا بمدى صوابيتها وتأثيرها الإيجابي على الواقع اللبناني..

لكن هذا لا يمنعنا من الإعتراف بمصداقية هذا الرجل واحترامه لمبادئه التي رسخّها في أذهان وعقول خصومه قبل مؤيديه!..
وثمة من يربط هذا الصمود السياسي بعدة عوامل لعلّ أبرزها:

أولا، الدعم الشعبي الذي يحافظ عليه منذ عقود أقلّه في منطقة زغرتا وجوارها كرّسه زعيم مسيحي على المستوى الأول، اضافة الى محبة وتعاطف المناطق الإسلامية الشمالية من حوله نتيجة العلاقات الايجابية والخدمات الجمّة التي وفّرها لهم خلال تحمّله مسؤولية الحقائب الوزارية المختلفة دون أي تفرقة بدءًا من قرى زغرتا مرورًا بالضنية والمنية وعكار وصولًا الى عاصمة الشمال طرابلس..

ثانيًا، اتكاؤه على حلفاء أقوياء لا يشترون ولا يبيعون في خياراتهم -خصوصًا- المصيرية.. وهو يبادلهم الموقف بالموقف، والكلمة بالكلمة، ولو على حسابه الشخصيّ. فحين فضّلوا خيار دعم العماد ميشال عون للرئاسة أبلغوه، وسار معهم في نفس الخيار متنازلًا عن حقه في الترشيح. وها هم اليوم يصّرون على تبني ترشيحه بلا أي منافس ودون مواربة، كيف لا وهو “العين الثانية”!..

ثالثًا، ضعف وترهل معسكر خصومه، فمن مرشح الى آخر، وتحالفات مصلحية، وعدم الوضوح في الرؤية والنظرة لواقع البلد وعقده الإجتماعي. كلام طائفي، وتهديد من هنا ووعيد من هناك.. حلم التقسيم مغلّفًا حينًا باللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وأحيانًا بالفدرالية وتركيباتها.. باع بعضهم البعض الآخر ب”سوق النحاسة”، فجرّوا بجرمهم المحفور في وجدان وقلوب “ثوارهم” ذيول الخيبة والخسارات المتتالية!!..

سليمان فرنجية، فهم موازين القوى جيدًا، واختار البقاء مع الأقوى وأصحاب الكلمة الواحدة.. ويكفيه ان الجناح الآخر في البلد يحترمه ويبادله مشاعر الودّ ولو عارضوه بخياراته السياسية في أحيانٍ كثيرة، لكن يقينهم انه صادق ووفيّ، لا يبيع، لا يطعن، وطنيًّا وعروبيًّا، و”يحب الحياة”!..

سليمان فرنجية مستمرّ في معركته الرئاسية بكامل ووافر الحظوظ شئنا أم أبينا.. “واثق الخُطى” نحو الرئاسة!…

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top