قضية “حسن مرعب”.. وحقيقة تعليق الحريري عمله السياسي

كتب عبدالله بارودي

مع كل حدث يدق ابواب الطائفة السنية يعود الكلام عن أسباب تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي ومغادرته بيروت.

وآخر تلك الأحداث، قضية منع الشيخ حسن مرعب من تأدية خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام علي -رضي الله عنه- في منطقة طريق الجديدة ببيروت للأسبوع الثاني على التوالي لأسباب أضحت معروفة وواضحة للعيان، وهي ليست وليدة موقف واحد أو ردة فعل على مضمون مقابلة تلفزيونية بعينها، بل هي نتيجة مسار من التعليقات والمواقف السياسية التي انتهجها الشيخ مرعب منذ اندلاع أحداث “طوفان الأقصى” وما خلّفته من مجازر وابادة جماعية بحق أهلنا في غزة، وصولًا الى المواجهات في الجبهة الجنوبية.

مواقف اعتبرها الشيخ مرعب بأنها نابعة من حسّ وطنيّ الهدف منها وأد الفتنة والإقتتال المذهبي بين السنّة والشيعة خصوصًا وان الخلافات الداخلية مع “حزب الله” لا يجوز ان تكون حجّة او مطيّة لمواجهته في ظلّ انشغاله في حربه مع العدوّ الإسرائيلي..

الداعمون والمؤيدون لخطوة “دار الفتوى” يشيرون الى ان ما صدر عن الشيخ مرعب في المدة الأخيرة من تعليقات وأفكار يناقض فكر ورأي وعاطفة أبناء الطائفة السنيّة ومرجعيتهم السياسي.
والدليل على ذلك كلام الرئيس الحريري بمؤتمره الصحفي في بيت الوسط الذي اعلن خلاله تعليق عمله السياسي نتيجة سيطرة النفوذ الايراني على لبنان!..
فكيف لمرعب ان يدعم من كان السبب بإخراج الحريري من المشهدية السياسية؟!..

وهنا بيت القصيد، هؤلاء يحاولون بشكل متكرر ومقصود حصر حقيقة وسبب تعليق الحريري عمله السياسي بموضوع سطو “حزب الله” وخلل ايران على القرار اللبناني، وهو أمر لا يمكننا أغفاله او حتى انكاره، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تناسي الجانب الآخر من الأسباب التي دعت الحريري الى اتخاذ قراره والتغاضي عن ذكرها، وهي بشكل واضح تعنّت الأفرقاء والأطراف السياسية الأخرى الحلفاء منهم قبل الخصوم، ومحاولة حشر الحريري ومحاصرته سياسيًا وحكوميًّا والالتفاف عليه عند كل مفترق، وكل موقف، وكل قرار، والتعدي على صلاحياته الدستورية وغيرها الكثير من المشهديات التي آلمت الحريري وجمهوره وبيئته، وانعكست بشكل واضح على علاقتهم، وطريقة تعاطيهم، وانعدام ثقتهم مع مختلف الأحزاب والتيارات السياسية!!..

وفق هذه الحقائق، علّق الحريري عمله السياسي، من يريد تزويرها ل”غرضٍ في نفس يعقوب” فله كامل الحرية في ذلك. أما بيئة ومؤيدو وأنصار الحريري ومعهم أغلبية أبناء الطائفة السنيّة فيعلمون علم اليقين مسار الحياة السياسية لسعد الحريري و”أهوالها” منذ العام ٢٠٠٥..

فلا تتوهموا ولا تتمادوا!…

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top