زيارة لودريان غير مبشّرة!..الحاج: عدنا الى الحلقة المفرغة علامة: لا نقف على الكلام.. والمعنى واحد

بقلم ديانا خدّاج

بالرغم من ان المواقف المحلية ما زالت على حالها ولم يطرأ عليها أي تبديل يمكن الرهان عليه لإعادة تحريك الملف الرئاسي، وبالرغم من تصاعد وتيرة المواجهة في الجبهة الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، لم يتوانَ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن تكليف ممثله الشخصي “الموفد الفرنسي” جان ايف لودريان بزيارة الى لبنان اعتبرها البعض غير مثمرة، في حين ان البعض الآخر وصفها بالايجابية والبنّاءة.
زيارة لودريان التي تهدف الى نقل الصورة إلى الإليزيه عشية لقاء القمة بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وجو بايدن في النورماندي في بداية شهر حزيران المقبل، في الحقيقة لم تحمل اي جديد ولم تختلف عن سابقاتها الّا بتفاصيل لا تُذكر.
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قدّم لنا مصطلحًا جديدًا “نتسلّى به”، لم يغيّر موقفه ايضا، انما اصرّ على دعوته الى الحوار او “التشاور”، الذي رفضه الفريق الآخر ايضًا حتى ولو تغيّرت التسمية.

عضو كتلة التنمية والتحرير، النائب فادي علامة اكّد بحديث لـ “ديمقراطيا نيوز” ان للتشاور والحوار معنى واحد، ولن نقف على الكلام، وعلى جميع الافرقاء اللبنانية تقبّل فكرة الحوار، فالكثير من الانتخابات الرئاسية السابقة، قبل الطائف وبعده حصلت عن طريق التواصل، هذه الروحية التي يجب ان نعتمدها اذا رغبنا في الوصول الى نهاية سعيدة، بالاستحقاق الاساسي، وبآلية التوجه بقائمة من الاسماء الجدّيين، من بعد التشاور، الى القاعة العامة للمجلس النيابي للانتخاب بدورات متتالية من ضمن هذه القائمة.

يقول علامة “لدى بعض الفرقاء اللبنانيين اليوم مرشّحًا جدّيًا وهذا هو الاهم بالنسبة اليهم، بغض النظر عن تلاقي المصالح، فبالتشاور والحوار واللقاءات تُطرح هذه الاسماء، ومن بعد الوصول الى الصيغة المطلوبة، يتم الذهاب الى جلسات انتخاب الرئيس”.
ويضيف ردًّا على ما هدّد به لودريان بأن الامور قد تطول الى أجل غير مُسمى في حال عدم انتخاب رئيس في القريب العاجل “الانتخابات الرئاسية يجب ان تكون قد تمّت في امس قبل اليوم، فللبنان استحقاقات عدة بكافة الاصعدة تتطلّب وجود رئيس”.

عضو تكتّل الجمهورية القوية، النائب رازي الحاج، أكد بحديث ل”ديمقراطيا نيوز” “دلالة زيارة لودريان على تخوّف المجتمع الدولي من الفراغ المتمادي في سدّة الرئاسة الاولى، ونقل الموفد الفرنسي بزيارته، صورة واضحة وموحدة لاتفاق الدول الخمس على ضرورة حسم مسألة الرئاسة بأقرب وقت ممكن، باستخدامه عبارة “الاطالة بانتخاب رئيس تهدد لبنان الرئاسي، فيصبح بقعة جغرافية لا اكثر ولا اقل” بما تحمل هذه المقولة من معان سياسية وجيوسياسية!…

واعتبر الحاج ان توزيع الادوار واضح عند فريق الممانعة، حيث ان الرئيس بري يبدي ليونة في الآلية التي يطرحها مع الابقاء على تمسكه بها، في حين ان “حزب الله” يؤكد على حوار برئاسة رئيس مجلس النواب، بغض النظر عن التسمية.
ويضيف “بالنسبة لنا هذه الآلية مخالفة وموازية للدستور وتجعل من الحوار عرفًا لأي استحقاق رئاسي، فإن كان لا بد من التشاور، فليكن ضمن الجلسة التي يدعو اليها الرئيس بري للانتخاب، وتكون بالتأكيد مفتوحة، ويتم تشاور الكتل بين بعضها البعض بين دورة واخرى، حتى انتهاء هذه الدورات بانتخاب رئيس للجمهورية. غير ذلك نحن لازلنا ضد الاليات التي تخالف الدستور، وكيفية انتخاب الرئيس، غير قابلة للجدل.

وتابع الحاج “الفريق الاخر غير جدي ويريد طاولة حوار تقليدية برئاسته، فهم يربطون الاستحقاق الرئاسي بملفات اخرى مثل الحرب في غزة او في الجنوب، للحصول على مكتسبات لن يحصلوا عليها، فالمشكلة لازالت نفسها، وهي ان فريق يريد التمسك بالآلية الدستورية، ولم يقفل الباب امام اي تشاور، بينما الفريق الاخر يطالب بطاولة حوار تقليدية برئاسته، ومن خلالها سيفرض رئيسًا لا يمثّلنا.

ختم الحاج قائلًا “اعتقد اننا عدنا الى الحلقة المفرغة، وان لم تضغط الدول على الفريق المعطّل اكثر من قبل، فلا رئيس في القريب العاجل!”..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top