الطفلة نسرين ترحل من عالم الظلم إلى عالم الرحمة تاركة غصّة ووجع في قلب الأهل

بقلم روعةالرفاعي

تجف الأقلام من سرد المآسي التي لا تنتهي فصولها في بلد منهار بالكامل وتظهر مدينة طرابلس في أصعب صورها جراء هذا الوضع وهي التي كانت تتخبط أصلاً بالكثير من المشاكل قبل الدخول في هذا النفق المظلم الذي تعيشه البلاد والعباد!!!..

فمن ماغي الطالبة التي قضت على مقاعد الدراسة بعدما إنهار جزء من السقف على رأسها داخل مدرستها، إلى الطفلة إبنة ١٣ عاماً نسرين والتي توفيت إثر سقوطها من حفرة مغطاة بجلد “غشاش” في الباص الذي ينقلها في اليوم الأخير من آلمدرسة إلى البيت فإذا به اليوم الأخير لطفولتها ذنبها الوحيد أنّها كانت موجودة داخل باص مهترئ كما حال البلد برمته.

حادثة سقوط نسرين كانت فاجعة بالنسبة لأهالي طرابلس والذين أرعبهم الخبر فكيف الحال مع أهل نسرين الوالد المفجوع والأم الثكلى ؟؟!!! ..

هي كارثة جديدة تضاف إلى كل الكوارث التي يتعرض لها وبإختصار المواطن اللبناني دوناً عن غيره ، كوارث إجتماعية كان بإمكانها أن تهز العروش ويستقيل لأجلها الزعماء لكن في لبنان ما من جهة معنية لتتحمل المسؤولية فلا وزير التربية أبدى رأيه بالحادثة مندداً أو مستنكراً، ولا سمعنا لوزير النقل صوتاً، ولا شاهدنا وزير الداخلية على شاشات التلفزة ليوضح سبب ترك الوضع على سجيته.
الكل يتحكم بالعباد كيفما شاء حتى وإن وصل الأمر لدرجة إزهاق أرواحهم كما هو حاصل في مدينة طرابلس المهملة والمتروكة لقدرها هي وأبنائها الذين يسقطون الواحد تلو الآخر تارة بسبب الإهمال وطوراً بالسلاح المتفلت!!..

أما على صعيد ادارة مدرسة ” التوجيه” فقد أكدت أن لا علاقة لها بالباص والأهالي يختارون الباصات التي يرغبون مما ينفي أي علاقة للمدرسة بهذه الحادثة المؤلمة، كذلك صدرت بيانات الإستنكار من قبل عدد من المدارس وجميعها لا تسمن ولا تغني عن جوع بعدما فقد أهل نسرين فلذة كبدهم التي لا يمكن تعويضها. فالحادثة أرخت بثقلها على الوالد المريض وعلى الأم التي تعرضت لإنهيار شديد ، هم يرفضون الحديث وجل ما يتمنونه أن يحاكم سائق الباص المستهتر بأرواح الطلاب وإدارة المدرسة التي يعتبرونها معنية بشكل مباشر .

جيران نسرين

ماجد صقر أحد جيران عائلة نسرين تحدث ل “ديمقراطيا نيوز” فقال:” ذهبت إلى مدرستها بهدف العلم ولكن قدر الله وما شاء فعل، قبل عشر دقائق اتصلت والدتها بسائق الباص لتسأل عن إبنتها نسرين بسبب تأخرها، وبعدها تم الإتصال بها لتتوجه إلى مستشفى المظلوم حيث تتم معالجة نسرين بسبب سقوطها من حفرة في الباص فمن هي الجهة المسؤولة عن هذا الإهمال؟؟؟ طبعاً الدولة معنية بهذه الكارثة لملاحقة السائقين الفوضويين والذين لا يهتمون بالسلامة العامة، كل ما نشهده إنما بسبب عدم وجود الرقابة “.

من جهته محمد أحد الأقرباء قال:” نلوم الدولة على هذا الإهمال، لو كانت أبواب المعاينة الميكانيكية مفتوحة لما تجرأ سائق الباص على ترك الحفرة بسبب الإهنراء ولما توفيت نسرين!!!!! نتضرع إلى الله أن يقف إلى جانب أهل نسرين حتى السائق والذي سيخسر كل شيء بسبب هذه الكارثة الحقيقية والتي أدمت قلوبنا”.

الدكتور يمق

” ديمقراطيا نيوز” توجه بالسؤال إلى رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض اليمق عن الدور المنوط بها من مسؤولية تجاه الحادثة فقال:” طبعاً جميعنا نتحمل المسؤولية لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة وعدم متابعة إجراء الميكانيك للسيارات والتي لا تخضع للرقابة منذ سنوات طويلة ، نحن بأمس الحاجة إلى نقل عام آمن على كافة المستويات بعدما إستشرت الفوضى، نقل عام يحمي الطلاب والمرأة من التحرش الجنسي، ويحمي المواطن من السرقات. نقل عام مبرمج يمنع من خلاله التوك توك أو أقله يعمل على تنظيمه، ٨٠% من السيارات في المدينة تسير بشكل غير نظامي والكل غائب، البلدية ترفع الكتب للوزارات المعنية وللمحافظ بهدف الحد من الفوضى لكن لا يمكنها القيام بأكثر من ذلك”..

وتابع:” الوضع الاقتصادي الصعب هو السبب في كل المآسي بعدما لجأ الكل للعمل ضمن قطاع النقل حتى الدرك والجيش والشرطة البلدية ، وكبلدية نشرف على المخالفات ونسعى إلى قمعها من خلال الكتب التي نرفعها إلى وزير الداخلية ووزارة النقل العام ، لكن في نفس الوقت لا يمكننا أن نمنع الناس المحتاجة من العمل بهدف تأمين لقمة العيش، والسؤال المطروح لو أن أهل نسرين يملكون المال لما أرسلوا طفلتهم بباض مهترئ مما يؤكد المؤكد أن الحالة الصعبة أوصلتنا إلى كل ما نحن عليه اليوم”.

الدكتور الشريف

الدكتور خلدون الشريف قال ل”ديمقراطيا نيوز”: “الله يرحم نسرين والتي قضت في باص مهترئ وكما يقول كل مواطن “مهترئ كما وضع البلد” ، والله يرحم ماغي والتي إنهار سقف مدرستها على رأسها، الحقيقة بات واضحاً أن البلد إلى تحلل وإنهيار وكل ما تقوم به الحكومة من حركات لا يتعدى كونه استعراضات سواء في مجال الدراجات الهوائية أو في قضية النازحين السوريين والتيكتوكرز، فعند وقوع أي حدث لا وجود للحكومة على الأرض هذه هي الحقيقة المحزنة والمؤسفة ، والبلد بالفعل في إطار التحلل والإهتراء وليس أمامنا سوى الدعاء الله يحمي أولادنا ويحمي الجميع ، ما من مسؤول يتحمل مسؤوليته تجاه ما يجري من كوارث قادرة على هز العروش ونحن نسير نحو الهاوية أكثر فأكثر”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top