تسعى الدولة القطرية لإخراج لبنان من مرحلة الشغور الرئاسي بكل ما لديها من قدرة، فتارةً ترسل موفداً إلى بيروت، وتارةً تشارك ضمن اللجنة الخماسية، وطوراً تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى الدوحة.
هذه الجهود الجبارة تدل على مدى وسع قلب الدولة الصديقة والمحبة للبنان ومصلحته أكثر من المسؤولين اللبنانيين المرتهنين إلى الخارج والمنفذين لأجندة بعيدة البعد كله عن ما يريده الشعب اللبناني وما يحتاج إليه.
واليوم ومع تزامن وجود وفد “القوات اللبنانية” ممثلاً رئيس الحزب سمير جعجع والنائب علي حسن خليل ممثلاً الرئيس نبيه بري في الدوحة، برزت العديد من الأسئلة حول مدى مصادفة الزيارتين، وعما إذا كان الحوار سيبدأ في قطر استعداداً لإتفاق دوحة جديد ينتج عنه رئيس؟!
غير أن مصادر خاصة تشير لـ “ديمقراطيا نيوز” أن إطار هذه الزيارات مشابهة لمساعي الموفد الفرنسي جان إيف لودريان وتهدف للمزيد من السعي والحث على انتخاب رئيس للجمهورية والبحث في كيفية تجاوز العقبات للتوصل إلى حل وسط وإخراج الأزمة الرئاسية من عنق الزجاجة.
بقلم وفاء مكارم
من هنا، لفت النائب إلياس إسطفان في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن الزيارات إلى قطر لا تعني أن اللجنة الخماسية فشلت في مسعاها، واضعاً زيارة الوفد القواتي إلى الدوحة في إطار الدبلوماسية السياسية للتكتل.
وعن مدى التعويل على هذه الزيارات، شدد اسطفان على أن موضوع رئاسة الجمهورية شأن داخلي ويجب أن يُحل داخلياً وبأن التكتل إيجابي في طبيعته، آملاً أن تُنتج هذه الزيارات ما هو مصلحة لبنان ضمن الأطر الدستورية.
وحول إمكانية عقد اتفاق دوحة جديد، رأى اسطفان أننا في لبنان قادرون على الذهاب إلى تشاورات تحت قبة البرلمان يعقبها جلسات مفتوحة ودورات متتالية إلى حين انتخاب رئيس،
قائلاً: “المشاورات قائمة بين الأطراف ومن جهتنا نستمع للجميع ونرحب بأي مبادرة تحترم الدستور وتكون نتيجتها مصلحة لبنان الأولى، كما نرفض الاشتهادات المخالفة للدستور اللبناني”.
وأضاف، أن مصادفة زيارة وفد القوات مع زيارة النائب خليل إلى قطر، لا تعني وجود رعاية قطرية للتشاور فيما بينهم، قالاً: “نحن إيجابيون مع الجميع ولسنا بحاجة إلى رعاية دولية كي نجتمع”.
وعن موقف الرئيس بري من أن القوات لا تريد الحوار ولا انتخاب رئيس، قال إسطفان: “من تفرغ جعبته من الأعذار يضطر أن يعطي حججًا لا تُصدق، وبات واضحاً للجميع من يعطل ومن لا يدعو إلى جلسة الانتخاب ولا يكمل للنهاية كما ينص الدستور، وفريقنا حضر جميع الجلسات ولسنا من هرول إلى خارج البرلمان في الدورات الثانية لإفقاد نصاب الجلسات، وفكرة أننا نعطل انتخاب الرئيس نأخذها على سبيل الفكاهة فالرئيس بري “مهضوم” ويمتلك روحاً فكاهية..
ومن جهته، استبعد النائب محمد خواجة في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن تكون الزيارات إلى قطر هي إعلان لفشل مساعي الخماسية، لافتاً إلى أن الوفود اللبنانية تزور الدوحة بشكل متواصل كما أن قطر تسعى للعب دوراً أساسياً في الملف الرئاسي.
واعتبر خواجة أن الأجدى بنا كلبنانيين أن نحل الأمر بأنفسنا في إطار حلٍ لبناني لبناني، متسائلاً: “لماذا نتحاور مع القطري والفرنسي والأميركي وغيرهم ولا نتحاور فيما بيننا؟ أليست هذه الزيارات حواراً؟!”
كما لفت إلى أن تزامن زيادة النائب علي حسن خليل والوفد القواتي مجرد صدفة وأن اللقاء بين الاثنين غير مقرر في الدوحة، نافياً أن يكون لها دلالات معينة.
وأكد خواجة أن لا حواجز بين الكتل النيابية كي ترعى قطر أي لقاء فيما بينهم، داعياً إلى الإلتفاف حول مبادرة الرئيس نبيه بري التي اعتبرها عملية وذات إطار زمني يتم من خلالها التحاور في المجلس النيابي للتوافق على اسم معين وإن لم يتم التوافق فيَطرح المجتمعون مجموعة من الأسماء للذهاب بعدها إلى انتخاباتٍ بجلساتٍ متتالية.
وعن إمكانية حصول اتفاق دوحة جديد، استبعد خواجة الأمر لأن الظروف اليوم مغايرة، حاسماً: “المكان الأفضل للحوار هو المجلس النيابي برئاسة بري، ولا انتخاب رئيس للجمهورية إذا لم نتحاور فيما بيننا”.
