ضبابية الإمتحانات الرسمية وسط اشتعال جبهة الجنوب

بقلم جوانا العك

أيام قليلة تفصلنا عن امتحانات البكالوريا المهنية و لا يزال التخبط التربوي وضياع الطلاب سيّد الموقف، فبعد ثلاث سنوات متعثرة تربويًّا بين كورونا و إضرابات و غيرها، أتت حرب الجنوب لتزيد “الطين بلّة” في العام التربوي الحالي!..

مناشدات مستمرة من قبل الطلاب في التعليم المهني بتدخل المسؤولين السياسيين و الجهات المعنية لإلغاء امتحانات البكالوريا المهنية لهذا العام، رأفة بطلّاب الجنوب وإحقاقًا للمساواة بينهم و بين باقي طلاب لبنان، و هذا ما سيسري بطبيعة الحال على شهادة الثانوية العامة إن حصل.

في المقابل، تمسُّكٌ وزاريّ واضح باجراء الإمتحانات الرسمية في موعدها.
وبالتوازي، تبقى الأوضاع الأمنية في جبهة الجنوب مُبهمة، والتي يُمكن أن تُغيّر تطوّراتها بأي لحظة مسار الحياة في لبنان عمومًا ومن ضمنها الإمتحانات الرسمية.

في هذا السياق، أكّد مصدر تربوي رفيع المستوى ل”ديمقراطيا نيوز” أن التحضيرات قائمة لإجراء الإمتحانات الرسمية للثانوية العامة في كل لبنان ولا يوجد تدبير آخر”.
وأضافت المصادر نفسها “أن وزير التربية مطّلع على كل الأوضاع وعادل!”..

كذلك لفت مصدر تربوي مواكب ل”ديمقراطيا نيوز” الى “أن وزير التربية اجتمع بالمركز التربوي أكثر من مرة تمّ التواصل مع مدراء الثانويات وإجراء استبيانات لمعرفة ما أنجز من مناهج حتّى تكون أسئلة الإمتحانات عادلة لجميع الطلاب و ليتساوى طلاب الجنوب مع غيرهم.”

وأشار الى أنه “جرى تخفيض المناهج و اعتماد المواد الاختيارية، وهنالك توجّه لدى الوزارة باعتماد الأسئلة الاختيارية في الامتحانات، بهدف إنصاف جميع الطلاب، فالموضوع ليس متعلقًّا بطلاب الجنوب فقط بل بجميع طلاب لبنان الذين لم يتلقوا التحصيل التعليمي الكافي في السنوات الأخيرة”، مؤكدًا بأنه “من المستحيل الذهاب نحو ظلم التلاميذ بالأسئلة، فدائمًا ما يُنظر بطريقة إنسانية الى وضع الطلاب فكيف في الظروف الاستثنائية و غير الاعتيادية التي نعيشها اليوم..”..

لكن المصدر نفسه نوّه بأن “المشكلة الحقيقية تكمن في الأوضاع الأمنية، فصحيح أن التحضيرات اللوجستية تجري على قدمٍ وساق، لكن السؤال يبقى حول مدى تحمّل وزارة التربية مسؤولية إجراء الإمتحانات التي قد يضطر خلالها طالب الجنوب المقيم في حولا أو بنت جبيل أو عيناتا أو عيتا الشعب وباقي المناطق الجنوبية لإجراء الإمتحانات في صيدا أو بيروت و ضواحيها في ظلّ الوضع الأمني الراهن!!..”

و حذّر المصدر من “أن بقاء الأوضاع الأمنية في الجنوب على حالها غير المستقر سيؤدي إما الى تأجيل الإمتحانات أو الى التوجه لاعتماد الإفادات وهذا ما وصفه بالكارثة الحقيقية بكل ما للكلمة من معنى!!”..

كارثة محتملة تلوح في الأفق فتلقي بثقلها على كاهل الطلاب الضائعين أمام مصير إمتحاناتهم غير المعروف بعد، قُبيل بضعة أيام فقط من إجرائها!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top