بقلم روعة الرفاعي
ضجّت شبكات التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي بقضية الهجوم على مركز العزم الثقافي (بيت الفن) وذلك على خلفية مهرجان الأفلام المنتشر في عشر مدن لبنانية ومن بينها طرابلس، والسبب بحسب وجهة نظر النشطاء أن المهرجان يروّج لأفلام شذوذ تتعارض وقيم المدينة، ولم يقف الهجوم عند حدود شبكات التواصل بل إمتد إلى خطب الجمعة والتي أكدت بمضمونها ضرورة إلغاء المهرجان والذي توقف بالفعل مما أثار حفيظة وإستغراب مجموعة من الفنانين العاملين والناشطين في القطاع الفني والثقافي في طرابلس رفضت بشدة أن تكون طرابلس مدينة غير آمنة لأي نشاط أو عمل فني وثقافي، ومعتبرة أن الهجوم غير مبرّر – خصوصًا – أن المهرجان حصل على موافقة الأمن العام اللبناني لعرض كافة أفلامه!..
وحول الحقيقة والدوافع للهجوم على المهرجان، حاول موقع ” ديمقراطيا نيوز” التواصل مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام عبر هاتفه الشخصي لكن تعذر الأمر – كما جرت العادة -، ليفيد مصدر مطلع في الدار أن المواجهة أتت بطريقة حضارية ومدروسة لكن كلام بعض المسؤولين في بيت الفن لم يكن صائبًا، بل ليس في مكانه، ودار الفتوى أطلع الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي بالأمر ووضع القضية بعهدتهم”..
من جهته مدير مركز العزم الثقافي عبد الناصر ياسين وفي حديث خاص لموقع “ديمقراطيا نيوز” قال ” نحن في المركز أو “بيت الفن” أعطينا غرفة للمركز الثقافي الإسباني التابع للسفارة الإسبانية وذلك بعد إتفاقية التعاون وقعت بين “جمعية العزم والسعادة” وبينهم، وتنصّ على تبادل الثقافة.”
وأضاف ” لا نعرف من هذا المهرجان سوى العنوان ومدته ثلاثة أيام ، هذا الكلام تزامن مع نشاطات عدة في المركز على هامش اعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤. وكنّا سألنا عن الأفلام التي ستعرض في هذا المهرجان والتي تأتي على مسؤولية السفارة الإسبانية. نحن قبلنا بعد علمنا أن الأعمال مرخصة من الأمن العام ، وسيعرض المهرجان في نفس اليوم والزمان في مدينة بعلبك وإهدن وبدلون وجبيل وزحلة ومناطق أخرى في لبنان..
نعلم خصوصية طرابلس وطالبنا بعدم عرض أي فيلم يسيء للأخلاق فكان الجواب أننا سنشاهد الأفلام قبل يوم من عرضها ، ولكن قبل يومين من المهرجان بدأت الضجة والهجوم علينا والتشهير بالمركز بأنه يسوّق للشذوذ “.
وتابع ” للأسف الشديد أقسى المذمّات أتت من هيئة العلماء المسلمين في لبنان فأجريت إتصالات ببعض المشايخ لمعرفة حقيقة الهجوم على المركز دون أي سابق إنذار، فكان الرد بالشتائم للمركز ولجمعية العزم وللرئيس ميقاتي”.
وأضاف ” من كثرة الإرهاب الذي مورس علينا ونحن نشاهد الأفلام مع لجنة مختصة، قُمنا بإلغاء عدد من الأفلام، وفي هذا الوقت كان الهجوم يشتد إلى أن وصل للمنابر ولخطب الجمعة، وصلت القضية لمسامع الرئيس ميقاتي الذي طلب فورًا توقيف الجدل في هذا الموضوع منعًا للفتنة ولحماية طرابلس وأهلها، كما وتمنى وزير الثقافة وسام مرتضى وقف المهرجان، وإستقر الرأي على الغاء المهرجان”..
وختم ” المؤامرة مستمرة على المدينة، لمحاولة تشويه صورتها، والإصرار على صبغها بالجهل والتذمت والتقوقع والانغلاق -خصوصاً- في الجانب الفني والثقافي.”
