ايهاب مطر في حوار صريح مع “ديمقراطيا نيوز”: لا يمكن للبلد ان يقوم من دون رئيس توافقي ووفق خريطة طريق وضعتها الخُماسية.. ونريد رئيسًا يتماهى مع رئيس الحكومة..

بقلم وفاء مكارم

حالة من الترقب تسود الشارع اللبناني بإنتظار لحظة الحسم الإقليمية، اما باتجاه التهدئة ورسم التسوية، او التصعيد ومعها احتمالية نشوب الحرب في المنطقة..
هذه المشهدية الإقليمية تترافق مع حراك داخليّ عنوانه تزايد عدد المبادرات الرئاسية من عدة أطراف سياسية كان آخرها من رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، وقبلها بأيام قليلة من “اللقاء الديمقراطي”، وانطلاقتها مع مبادرة تكتل “الإعتدال الوطني”..

فهل نحن على ابواب انتهاء جمود الإستحقاق الرئاسي وبداية العدّ العكسي لإنطلاق عجلة الإنتخابات الرئاسية بشكل دستوري وواقعيّ؟ أم ان استحقاق الرئاسة الأولى مؤجل الى ما بعد الإنتخابات الأميركية ما يعني حُكمًا الى ربيع السنة القادمة؟
وهل الوضع الإقليمي في غزة وامتداده الى جنوب لبنان مؤثر ومتشابك لهذه الدرجة مع الإستحقاق الدستوري الأول في البلد؟
ومن هي الشخصية الأنسب لتولي سدة الرئاسة الأولى ؟ وما هي مواصفاتها؟

للإجابة على كل هذه الإستفسارات والأسئلة أجرى “ديمقراطيا نيوز” لقاءًا صريحًا مع النائب ايهاب مطر الذي أكد بأن كل التصرفات التي تحصل خارجة عن الدستور وعن منطق الدولة، وباتت امكانية التوافق صعبة. مشيرًا الى ان منطق الكسر في استحقاق رئاسة الجمهورية سيؤدي الى انتاج عهد شبيه بالعهد السابق.
واكد مطر بأنه سمع عن مبادرة “التيار الوطني الحر” في وسائل الاعلام، واتصل أحد نواب التيار لتنسيق موعد لم يحصل بعد، لنفهم مضمون المبادرة، وعلى اساسه نقيّمها..
واستغرب مطر كيف ان الاحزاب تستثني في استحقاقات كثيرة موقف النواب المستقلين. وحينها تظهر مبادرة البعض وكأنها “لعبة كبار” وهذا لم يعد مسموحاً!.
وجزم مطر، اذا شاركنا في جلسة تشاور فأحمل الاسم الذي صوّت له في آخر جلسة وهو قائد الجيش.
واشار مطر الى ان المهم بالنسبة لي نظرة المرشح لرئاسة الجمهورية الى رئاسة الحكومة وعمل مجلس الوزراء، فاذا كان كيديًا ويريد ان يتجاوز صلاحياته ويضرب موقع رئاسة الحكومة او يفرض شروطًا مسبقًا على الرئيس المكلّف او يطالب بحصص وزارية او ثلث معطل، فحُكمًا لن اكون معه..

وهذه تفاصيل المقابلة:

قال مطر “نعيش حاليًا في لبنان مرحلة اللادستور فمن المفترض أن يكون لدينا رئيس جمهورية وحكومة من أكثر من سنة ونصف السنة، وتمت عملية التعطيل الى ان بدأت الحرب في غزة وتم سلب قرار الحرب والسلم في لبنان وزج بلدنا بالحرب، واصبح جنوب لبنان أحد الجبهات التي تعيش حربًا، وجراء ذلك باتت الظروف الاقليمية تؤثر بشكل مباشر على واقع لبنان -خصوصًا- في ظل قوى سياسية تضع رهاناتها على احداث الخارج علها تكسب وتترجمها في الداخل.”

واضاف “كل ذلك تصرفات خارجة عن الدستور وعن منطق الدولة، وباتت امكانية التوافق صعبة. ونشهد مبادرات سواء من الخارج عبر اللجنة الخماسية أو من الداخل، لكنها تصطدم بتعنّت بعض القوى اللبنانية وسياسة رفع السقوف ومحاولة كسر طرف ضد طرف اخر.”

وتابع مطر “اليوم منطق الكسر في استحقاق رئاسة الجمهورية سيؤدي الى انتاج عهد شبيه بالعهد السابق، وبالتالي التوافق بات ضروريا ولا يمكن للبلد ان يقوم من دون رئيس توافقي وفق سياسة لا غالب ولا مغلوب ووفق خريطة طريق وضعتها الخماسية في بيانها الأخير.”

وعن المبادرات الرئاسية المتتالية ونتائجها المتوقعة، أكد مطر “شهدنا مبادرات عدة، من “الاعتدال” ومن “اللقاء الديمقراطي” ومن “التيار الوطني الحر”، سمعت عنها في وسائل الاعلام، واتصل أحد نواب التيار لتنسيق موعد لم يحصل بعد لنفهم مضمون المبادرة. وعلى اساسه نقيّمها. واستغرب كيف ان الاحزاب تستثني في استحقاقات كثيرة موقف النواب المستقلين. وحينها تظهر مبادرة البعض وكأنها “لعبة كبار” وهذا لم يعد مسموحاً. ولكن بكل الأحوال ندعم اي مبادرة تكون نتيجتها التوافق للوصول الى رئاسة جمهورية. ونتمنى الاكتفاء من سياسة تضييع الوقت وعدم انتظار تطورات الاقليم والعودة الى الكتاب وتطبيق الدستور”.

لكن برأي مطر “المبادرة الحقيقية تكون بتحديد موعد جلسة مفتوحة بدورات متتالية وحتمًا ستسبقها مشاورات بين النواب والكتل والقوى السياسية في قاعات المجلس. ونتجه للانتخاب ومن يفوز “ربنا يوفقه” سنقيّم عمله ونحدد موقفنا تجاهه.”

وعن مدى تأثير الواقع الإقليمي على الإستحقاق الرئاسي قال مطر ” أمامنا نحو اقل من شهرين لانتخاب رئيس والا فان الاستحقاق سيدخل المجهول!.. وللاسف لا أرى اي انفراج اقليمي قريب فنتنياهو يكمل في سياسته الاجرامية ومخطط تدمير غزة وأهلها وسكانها. اما في الجنوب فلا يزال الوضع تحت سيطرة قرار الطرفين بعدم خوض حرب واسعة لكن تبقى الكلمة للميدان فأي خروج عن السيطرة قد يؤدي الى حرب واسعة.
واليوم هناك من يراهن على عامل الوقت لاستغلال الانتخابات الاميركية، ولكل جهة نظرتها سواء مع هذه الادارة او ادارة جديدة مقبلة ، والجميع يبحث عن مصالحه ولا ينظر الى مصلحة البلد”.

وعن الشخصية التي سيختارها في حال تمت الدعوة الى جلسة “حوار” او “تشاور” أكد مطر ” اذا شاركنا في جلسة تشاور فأحمل الاسم الذي صوّت له في آخر جلسة وهو قائد الجيش. وكنت الوحيد الذي وضعته بكل وضوح، واذا هناك توافق على شخصيات اخرى فممكن مناقشة الامر.”

اما بالنسبة لمواصفات الرئيس العتيد يشير مطر “المهم بالنسبة لي نظرة المرشح الى رئاسة الحكومة وعمل مجلس الوزراء، فاذا كان كيديًا ويريد ان يتجاوز صلاحياته ويضرب موقع رئاسة الحكومة او يفرض شروطًا مسبقًا على الرئيس المكلّف او يطالب بحصص وزارية او ثلث معطل، فحُكمًا لن اكون معه لاننا نريد رئيسًا يتماهى مع رئيس الحكومة ويصبحان فريقًا واحدًا يمثل لبنان لانقاذه.”

وحول الواقع الإقتصادي والإجتماعي في لبنان عمومًا ومدينته طرابلس على وجه الخصوص يختم مطر حديثه بصرخة ألم وحسرة على الواقع الحالي فيقول “اليوم يجب ان نركز كل جهودنا لنكون الى جانب اللبنانيين وخصوصًا الطرابلسيين لان القوى السياسية عرقلت خططنا الانمائية بالتعطيل، وعطّلت الاستثمارات التي جهّزنا لها مع المستثمرين جرّاء فقدان الثقة بالبلد. نريد اعادة الثقة، ويحصل ذلك في ظلّ شخصيات تريد ان تستخدم المال لشراء اقلام واصوات وأشخاص لتنفيذ مشاريع فاشلة يستغلون عبرها المواطنين واوضاعهم!!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: