تيتي تيتي متل ما رحتي جيتي… هكذا عاد الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين من جولته على المسؤولين اللبنانيين، رغم أنه حمل رسالة إسرائيلية شديدة اللهجة وأكثر خطورة من الرسائل الماضية وصفت بالتحذير الأخير للبنان، وشدّدت على ضرورة التفاوض لوقف إطلاق النار على الحدود وإلا فإن التصعيد سيصبح حتمياً.
غير أن زيارة هوكشتاين اتسمت هذه المرة بحسم وجدية عكسا قلقًا متزايدًا. ولكن هل هذا القلق على لبنان أو أمنه؟؟
هوكشتاين عكس خوفاً غير مسبوق من خروج نتنياهو عن طوره وفتح معركة لبنان الواسعة متجاوزاً النصائح الدولية.
بقلم وفاء مكارم
في السياق، أكد المحلل السياسي سيمون أبو فاضل في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن هوكشتاين يعمل لصالح إسرائيل وأمنها بشكل واضح، وهو ينقل التهديدات الإسرائيلية العالية النبرة إلى لبنان، في حين نشهد ضغطاً أميركياً رمزياً على إسرائيل، مشيراً إلى أن نجاح مبادرة هوكشتاين في تهدئة الوضع قد يخدم بايدن في الانتخابات الرئاسية، ولكن الإسرائيلي لا يحترم أي اتفاق، ولن يستكين حتى تحقيق هدفه وهو لديه غطاء أميركي وسكوت عربي.
وحول تراجع الحزب إلى ما بعد الليطاني، لفت أبو فاضل إلى أنه ليس مجرّد تراجع لعناصره، بل سيتم استقدام قوات دولية بصلاحيات واسعة تمكنها من تفتيش المنازل مع انتشار واسع للجيش اللبناني.
وعن الفيديو الاستطلاعي الذي نشره الحزب، اعتبر أبو فاضل أن هكذا مشاهد تستفز إسرائيل، ولا تخيفها وهي ذريعة إضافية كي تشن إسرائيل حربًا شاملة على لبنان، لافتاً إلى أن هذا المسح هو خرق أمني للعدو.
وقال أبو فاضل: “بتنا على مقربة من الحرب الواسعة”.
وعن احتمال اغتيال إسرائيل لنصر الله، اعتبر أبو فاضل أنه أن فعلتها إسرائيل لن يتغير شيء بالحزب لأنه منظم ومهمته محددة من إيران.
من جهته، يعتبر المحلّل السياسي إبراهيم بيرم في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن “الجانب الأميركي يدرك أن “حزب الله” لن يوقف إطلاق النار طالما الحرب على غزة مستمرة مهما كانت النتائج، لافتاً إلى أن إسرائيل غير قادرة على تهديد الحزب بعد ٩ أشهر من الحرب.”
ويؤكد بيرم أن “حزب الله” لديه قناعة أن إسرائيل غير قادرة على شن أي حرب بهذا الوقت و فتح حربين بالوقت نفسه، مشيراً إلى أن الجانب الأميركي من ناحية أخرى لا يريد توسيع الحرب مع لبنان وهو حريص لإنهائها بصورتها الحالية.”
“ويضيف بيرم أنه “منذ أن دخلت إسرائيل بعملية رفح رفع الحزب من منسوب الحرب بشكل مضاعف عن السابق، ووضع الإسرائيلي بموقف حرج وأجبر الأميركي أن يعود إلى خفض منسوب الحرب كي يقنعه بأن لا يستمر بها بشكل يفتح أبواب المواجهة عبر ضمانات وإغراءات معينة”.
وعن الفيديو الاستطلاعي الذي نشره الحزب يقول بيرم ” هذا الأمر هو تتويج للمرحلة السابقة والحزب دخل في مرحلة الذروة حيث إن سلاح المسيّرات والصواريخ المضادة للطائرات هي أعلى درجات التصعيد لديه، وتمكن الحزب من إثبات ان لديه قاعدة بيانات وبنك أهداف واسع وواضح، وأنه يدرك النقاط التي تؤثر في الداخل الإسرائيلي وهي التي يسميها الحزب المنطقة النابضة أي تلك الممتدة من تل أبيب إلى الحدود الجنوبية اللبنانية معلناً أنها تقع تحت مرمى صواريخ الحزب وأنه قادر على الوصول لها وهذه الرسالة ترافقت هذه الرسالة مع مجيء هوكشتاين”.
كما يعتبر بيرم أن “فكرة الحرب الشاملة مستبعدة من الجانب الإسرائيلي لحسابات معينة. أما من جانب الحزب فهو يقول انه لا يريد الحرب بل هو جاهز لها والمعادلة القادمة قد تكون تصعيداً يصل إلى حد الحرب، لافتاً إلى أن هذا الفيديو لن يمنع إسرائيل من استكمال عدوانها .”
وعن تهديد إسرائيل باغتيال نصرالله، يشير بيرم إلى أن “إسرائيل سبق وفعلتها واغتالت الأمين العام السابق ل”حزب الله” عباس الموسوي وإن استطاعت اليوم الوصول للسيد حسن نصرالله لن توفر الفرصة رغم أنه شخصية استثنائية وسيحرص الحزب على حمايته”، ويقول “أما أن فعلتها إسرائيل فستكون ردة الفعل بالمثل والحزب مُهيأ لحرب طويلة الأمد والمعركة لن تنتهي، ولن تستكين وترتاح إسرائيل حتى إن اغتالت نصرالله”.
