“متحف الفيحاء الوطني” إنجاز لطرابلس هل تكتمل مسيرته؟؟ساسين وناغي يؤكدان ل”ديمقراطيا نيوز” : “لطرابلس مقومات والتمويل ليس بالأمر المستحيل

بقلم روعة الرفاعي

ضمن “طرابلس عاصمة للثقافة العربية” أصدر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى قراراً يقضي بإنشاء
(السباع )في الميناء، وشكّل لجنة لهذه الغاية مهمتها بلورة الأفكار والخطوات العملية الآيلة للمباشرة بهذا المشروع.
فما هو دوره، ومن هي اللجنة ومهامها؟ وكيف سيتم التمويل في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد ؟؟..

موقع ” ديمقراطيا نيوز” يلقي الضوء على هذا الإعلان المهم الذي من شأنه أن يعود بالنفع الاقتصادي والثقافي والإجتماعي على مدينة طرابلس التي هي أمسّ الحاجة لمشاريع إنمائية تُعيد لها صورتها كعاصمة ليس للثقافة فحسب وإنما عاصمة ثانية للبنان .
وسيواكب “ديمقراطيا نيوز” تفاصيل المشروع بكل جوانبه خطوة بخطوة فور البدء بالجلسات التي ستعقدها اللجنة والقرارات التي ستصدر عنها ولحين الوصول إلى تنفيذ المشروع بحيث يصبح واقعاً ملموساً على الأرض، وليس على “ورق مهمل داخل أدراج المعنيين”، كما جرت العادة في معظم مشاريع المدينة!..

المحامي ياسين

المحامي شوقي ساسين رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو ورئيس لجنة “متحف الفيحاء الوطني” يقول ” طرابلس تفتقر إلى وجود متحف وطني يضم الموروث الثقافي التاريخيّ والديني والإجتماعي لطرابلس والشمال بأكمله، هناك متحف ” نابو” الخاص، وليس هو متحفاً وطنياً ، متحف الفيحاء وكما قرره الوزير مرتضى يهدف لأن يكون شاهداً لتاريخ هذه المدينة وحاضرها، فإستحضار التاريخ إلى الواقع هو الذي يؤسس لبناء المستقبل. من هنا فإنّ أهمية المتحف إلى جانب الثقافة، هناك أهمية سياحية وإنمائية للمدينة”.

ويتابع ساسين” فيما خص اللجنة التي وضعها الوزير بالطبع ستجتمع وتضع خطة عمل أو رؤيا معينة حول كيفية تأسيس هذا المتحف وما هي محتوياته والأقسام التي يضمها، سيكون رؤيا أكثر منها خطة تنفيذية والتي تحتاج إلى قرارات أخرى يتخذها الوزير مرتضى بعد تأمين التمويل اللازم، هذه اللجنة ستعقد إجتماعات مكثفة وستستعين بخبرات ومرجعيات في طرابلس على إختلافها الديني والسياسي والثقافي لنخرج بتصوّر حول كيفية إنشاء هذا المتحف”.

وعن كيفية إختيار أسماء اللجنة يؤكد ساسين” بعد مشاورات قام بها الوزير مع المرجعيات تم إختيار الأسماء، ولكن أريد أن أضيء على قضية مهمة أن وزير الثقافة حينما يصدر قراراً يتضمن أسماء للجنة ما إنما يصدره لدواعي ” ورقية” كما يقول ، لكن هذا لا يحجب إمكانية أن يكون أي إنسان دون إستثناء لديه الخبرة والمعرفة والرغبة في أن يسهم في عمل هذه اللجنة يكون هو عضواً فيها وإن لم يرد إسمه في القرار”.

وعن الإجتماعات والتمويل يشير الى “أنها لا تزال محور الدراسة كلجنة مع بعضنا البعض بغية تحديد المكان والزمان ووتيرة الإجتماعات ووضع الآليات التي من الممكن أن تسهم في تأمين التمويل على أن يتم رفعها للوزير وفقاً للأصول القانونية ، طبعاً الظروف ستحكم بمعطيات كثيرة لكن دورنا يحتم علينا التفتيش عن وضع رؤيا تتضمن عدة مراحل بما فيها كيفية تأمين التمويل”.

الدكتور ناغي

رئيس قسم العمارة في الجامعة اللبنانية كلية الفنون والعمارة ورئيس جمعية تراث “نيماير” الدكتور المعمار وسيم ناغي وعضو لجنة “متحف الفيحاء الوطني” يقول “مع مطلع العام 2024 وبدء النشاط المستمر لوزير الثقافة في مدينة طرابلس وإصراره على تحقيق كل ما يمكن من أجل رفع إسم المدينة وإستثمار لقب. “عاصمة الثقافة العربية ” الذي نالته رغم كل التحديات على المستوى اللوجستي والمالي، نجحنا بالفعل رغم كل الإنتقادات وحققنا أموراً مشرفة أمام خيار آخر وهو ترك المدينة تتخبط دون تحقيق أي هدف من هذه الفرصة، كنا نتطلع بالطبع الى نشاطات أخرى أكثر تنظيماً لكن ظروف المنطقة والواقع السياسي الإقليمي والتحديات في المدينة جميعها إنعكس علينا. قضية المتحف مهمة وبإستثناء المتحف الصغير في قلعة طرابلس فإن المدينة تفتقر لهذا النوع وما من إمكانية لعرض أي موجودات أثرية ذات قيمة تاريخية، والمتحف الوطني في بيروت لا يتسع لكل المعروضات، من هنا يمكن لطرابلس أن تلعب هذا الدور وبرج السباع تملكه الوزارة، وهو متاخم لطرابلس ووجود متحف ضمنه أمر مهم سيما مع إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية ، وهو كان الإختيار الأمثل في هذه المرحلة”.
ويتابع ” تشكيل اللجنة أتى بقرار من الوزير مرتضى ضمن رؤيا تنوّع التخصصات والطاقات والقدرات. وكان هناك حصة وازنة للجامعة اللبنانية كلية الفنون والعمارة والتي تضم خمسة أقسام بشخص مديرها الدكتور عصام عبيد بكل ما تملكه من إمكانات والتي ستكوّن مكونات رئيسية لدعم وتنفيذ مشروع المتحف. برأيي اللجنة ممتازة وتضم إختصاصات متنوعة وسيكون لنا إجتماع في القريب العاجل، وعلى الأرجح، ستكون ضمن كلية الفنون والعمارة كمؤسسة وطنية لها رمزيتها وإمكاناتها اللوجستية بعيداً عن أي مكان قد لا يكون ملائماً”.
ويتابع ” تم طرح متحف في برج السباع في نهاية الثمانينات وتم تأمين التمويل وجرى تأهيله من بعض الجوانب حيث كان المبنى بحالة سيئة جداً، لكن بسبب الحروب في نهاية الثمانينات تم عرقلة المشروع، برج برسباي له رمزية كبرى وهو يتمتع بكفاءة عالية من الناحية اللوجستية كونه محايد ووجوده بتخوم محطة القطار له قيمة كبرى، ونحن نطمح أن يتحوّل كل هذا الموقع الذي تبلغ مساحته 100 ألف متر مربع بالتنسيق مع مصلحة سكة الحديد ووزارة الأشغال والنقل إلى واحة ثقافية بكل المباني الموجودة وبإذن الله يكون تحويل برج السباع إلى متحف نقطة الإنطلاق”.
ويضيف” حينما يتم تجهيز المشروع والجدوى الإقتصادية والأثر الإقتصادي الإجتماعي منه، سيؤمن فرص عمل، كوننا نعمل على أمور جاذبة توثق تاريخ المدينة بشكل علمي وترفيهي مع معروضات ذات قيمة كبيرة، أما التمويل فيمكن أن يكون من تركيا أو أوروبا أو من دول عربية. هناك جهات مانحة وفور الجهوزية يتم التمويل، ذلك أن الأكلاف لن تكون كبيرة ويمكن إتمام التنفيذ على مراحل”.

ويشير ناغي ” التحديات تأتي دائماً مع فرص وفي طرابلس إمكانيات عالية ط، وهي تحت الأضواء حالياً، ومن الممكن تحقيق هذا الإنجاز بوقت قصير.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top