بقلم وفاء مكارم
في العلن سلّم الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله التفاوض للدولة اللبنانية، أما في الخفاء فهو يعي انه مع غياب رئيس الجمهورية ومع وجود حكومة تصريف أعمال يعني أنه يكلّف رئيس المجلس النيابي نبيه بري عملياً بإدارة المفاوضات.وفي ظلّ هذا الواقع أصبحت الدولة اللبنانية برئاسة بري الطرف الذي يُفاوِض باسم جميع اللبنانيين، وجعل الدولة صندوق بريد بين الضاحية والمجتمع الدولي.*بقلم وفاء مكارم*يعتبر رئيس جهاز الاعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن لا استعداد حتى اللحظة للبنان الرسمي المستقل لقيادة مفاوضات يحافظ فيها لبنان على سيادته وثوابته. ويلفت جبور إلى أن أي مفاوضات يجب أن تنطلق من مسألتين أساسيتين أولاً عبر الدستور اللبناني وثانياً انطلاقاً من القرارات الدولية، مؤكداً أن “حزب الله” يمنع تطبيق الدستور وكذلك القرارات الدولية.ويشدّد جبور على أنه هناك شكوك في ظلّ واقع الدولة الحالي أن تتمكن من انتزاع حقوق لبنان الفعلية لجهة سيادته، مشيراً إلى أن اي مفاوضات يجب أن تكون على قاعدة اعادة انتاج سلطة جديدة تبدأ بانتخاب رئيس جمهورية وحكومة لا تكون خاضعة او متأثرة بفريق سياسي معين بل تعبر عن مطلب اللبنانيين جميعهم..ويقول جبور: “نحن كقوات ومعارضة سيادية نتمسك بالنصوص المرجعية وبالثوابت الأساسية ونمارس كل قوتنا لمنع أي تسوية على حساب النصوص المرجعية في لبنان”، مضيفاً أن الواقع الحالي للدولة لا يعبر عن ما هو مطلوب لبنانياً تجاه تطبيق الدستور وتطبيق القرارات الدولية”. ويختم جبور بأننا أمام مرحلة طويلة يكون الاستنزاف فيها سيد الموقف وان كلام بو حبيب عن مفاوضات هو امر نظري لان الحرب لم تنته ولا مؤشرات لإنهاء هذا الصراع، داعياً للإلتزام بالقرار 1701 بكل بنوده بما فيها أن يكون جنوب الليطاني خالي من السلاح وان يدافع المفاوض عن ثوابت لبنان لا عن ثوابت “حزب الله”.ومن جهته، يعتبر الصحافي طوني بولس في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن الدولة اللبنانية غير قادرة على التفاوض لأنها صندوق بريد ل”حزب الله” وليست صاحبة قرار وان المجتمع الدولي يعلم ذلك.ويؤكد بولس أن الحزب هو من يفاوض عبر الدولة لأن المجتمع الدولي صنفه إرهابي، قائلاً: “بو حبيب يعتبر أن الدولة واجهة لحزب الله ولكن المفاوضات الحقيقية تكون مع الحزب وهذا النوع من المفاوضات لا يوصل إلى نتيجة”.ويضيف بولس أن اي اتفاق يمكن أن تتوصل له الدولة هو غير شرعي لان فئة من الشعب تتحكم بالمفاوضات نيابةً عن الشعب اللبناني وهي مطعون بمصداقيتها مسبقاً. وعن نيّة بري ترؤس المفاوضات، يلفت بولس إلى أن الرئيس بري يسعى أن يستفيد من المرحلة حيث يعتبر نفسه المنصب الشرعي الوحيد في ظل غياب رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة تصريف أعمال ويحاول اختصار كل المؤسسات فيه وهو ليس إلا الوجه الآخر ل”حزب الله”.ويؤكد بولس أن دعوة بو حبيب للمفاوضات تتناقض مع الدستور وغير ميثاقية وغير شرعية، لافتاً إلى أن ما يقوم به بري هو اغتصاب للسلطة وانقلاب على اتفاق الطائف.ويرى بولس ان هناك استعجال من قبل “حزب الله” لإنجاز المفاوضات مع الإدارة الأميركية الحالية التي يعتبرها اقل حدة وحزم، كما أن إدارة بايدن تبحث عن أي انجاز ومستعدة أن تنجز تسوية.وعن الأثمان التي يبحث عنها “حزب الله” لوقف إطلاق النار، يقول بولس: “حزب الله يريد ثمن إضافي في النظام السياسي حيث أن حرب تموز أنجزت له فيتو في النظام السياسي من خلال الثلث المعطل الذي أمكنه توقيف أي تدبير داخلي في النظام، وهذا كان اول انقلاب على “اتفاق الطائف”، أما اليوم رغم سيطرته على الدولة يريد الحزب ترسيخ وشرعنة سيطرته من خلال رئيس للجمهورية يحمي ظهر المقاومة”.ويضيف بولس: “يطرح الحزب تعديلات دستورية بأن يكون له نائباً لرئيس الجمهورية بصلاحيات معينة، ويريد أن يثبت وزارة المالية من حصته بشكل دائم، كما يسعى لوضع نائب لقائد الجيش، وهناك حديث عن إلغاء موقع قائد الجيش على أن يكون هناك فصيل رسمي شبيه بالحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي في العراق”.شارل جبورطوني بولسمفاوضاتانتخاب رئيسبري