ما بعد الضربة الاسرائيلية: طاولة مفاوضات او اشتعال حرب اقليمية؟

العقرب – ديمقراطيا نيوز

ينتظر اللبنانيون بين الساعة والأخرى الردّ الاسرائيلي على عملية مجدل شمس في الجولان والتي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من عرب الدروز معظمهم من الأطفال والشباب.
على الفور اتهمت الحكومة الاسرائيلية “حزب الله” بوقوفه خلف هذه العملية، علمًا أنها تزامنت مع الزيارة التي كان يقوم بها رئيس حكومة العدوّ نتنياهو الى الولايات المتحدة الأميركية، والتي اضطر لقطعها بعد أن أنهى ل”محاسن الصدف” لقاءاته الأساسية مع كل من الرئيس الأميركي جو بايدن، المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس!..
وكل المعلومات المتوفرة، أشارت الى ان نتنياهو كان يهدف من زيارته الى واشنطن أخذ مباركة الأميركيين لتوسعة الحرب مع لبنان والضغط على “حزب الله” للتراجع للحدود التي تجعل من اسرائيل مطمئنة من عودة آمنة وسالمة ومستقرة لسكان مستوطنات الشمال.
وتشير المعطيات الى ان نتنياهو عرض على المسؤولين الأميركيين مخططًا لضرب العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية ومطارها وبعض مرافقها الحيوية، لكن الردّ الأميركي لم يكن على قدر آمال وطوحات نتنياهو وهو ما ظهر علنًا من تصريحات – تحديدًا – كل من بايدن الذي رفض تمامًا فكرة ضرب العاصمة اللبنانية ومطار رفيق الحريري الدولي، وهاريس اًلتي ألمحت بما معناه الى أن اتمام التسوية في غزة سيكون له أثر ايجابي بالغ على الساحة اللبنانية!..
أتت عملية ” مجدل شمس” بافتراضها “طوق نجاة” للاسرائيليين ورئيس حكومتهم، الذي سارع الى استغلال دماء وأشلاء الأطفال، من خلال اصراره على اتهام “حزب الله” بارتكاب هذه المجزرة وضرورة الردّ عليها بشكل حاسم دون الحاجة لطلب التفويض الأميركي، على الرغم من نفي الحزب المتكرر، واصراره عدم استهداف المدنيين في عملياته العسكرية التي يقوم بها ضد العدوّ.
الآن فهم اللبنانيون ان الضربة الاسرائيلية باتت محسومة، ووفق المعطيات الواردة تأسيسًا على الفيتو الأميركي، سيكون الردّ الاسرائيلي قويًّ، موجع ومحدود، دون ان يتسبّب في فتح المعركة بشكل أوسع. بل ستحافظ اسرائيل على قواعد الاشتباك المعمول بها،والتي تم تجاوزها بعملية “مجدل شمس” من الطرف اللبناني، بتأكيدات اسرائيلية وأميركية!..
فهل كانت عملية “مجدل شمس” الحجّة والمبرّر لقيام اسرائيل بردة فعل عنيفة تجاه “حزب الله” ولبنان؟ وهل تكون الضربة المنتظرة نقطة تحوّل في مسار العمليات العسكرية، اما باتجاه طاولة المفاوضات، أو نحو اشتعال حرب اقليمية؟..
لننتظر الساعات القليلة القادمة!…

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: