العميد حمادة: سوريا لم تقم بواجبها.. والمسألة أبعد من ردّ بل في تبعاته!الأمين: هناك اعتبارات أميركية تمنع الذهاب إلى حرب شاملة

في الوقت الذي قد يكون صاروخ مجدل شمس شرارة جديدة في المواجهة بين حزب الله وإسرائيل، والتي قد تأخذ طابعاً خطيراً وسط مخاوف متصاعدة من استغلال إسرائيل للحداثة كذريعة للدخول بحرب شاملة على لبنان بغطاء أميركي، وعلى وقع القلق الدولي من تدهور الأوضاع جاء تأكيد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي أصاب ملعباً في الجولان المحتل تابع ل”حزب الله” رغم نفي الحزب ذلك، رافقه تزايد في حدة الوعيد الإسرائيلي العالي النبرة قوبل بتهديد من الحزب وإيران في ضرب العمق الإسرائيلي على قاعدة “إذا بتضرب منضرب”.ومع تسارع وتيرة الأحداث تتسارع معها المساعي الداخلية والخارجية “للفلفت الوضع”، فهل فعلاً “حزب الله” هو المسؤول عن الضربة؟ وماذا عن الرد الإسرائيلي والرد المضاد للحزب؟*بقلم وفاء مكارم*اعتبر الصحافي علي الأمين أنه لا يمكننا اتهام الحزب دون دلائل غير أن إسرائيل تتعامل مع الحادثة على أساس أن الحزب هو الفاعل، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تكون إسرائيل هي من رتبت عملية مجدل شمس لخلق عن ذريعة للدخول إلى لبنان.وعن قرار الحرب، لفت الأمين إلى أن خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن كانت معظم التقارير تتحدث عن أن الموقف الأميركي ما زال مانعاً للحرب وبأن نتنياهو لم يستطع أن يحصل على غطاء أميركي، ولكن هذا لا يُلغي احتمالية وقوع الحرب، مشيراً إلى جملة عوامل عسكرية وأمنية واعتبارات أميركية تمنع ذهاب الأمور إلى توسع شامل بما يتعارض مع رغبة نتنياهو للحرب إذا كان فعلاً لديه رغبة جامحة للحرب الشاملة.وقال الأمين أنه بحال كانت إسرائيل تقف خلف عملية مجدل شمس لخلق موقف أميركي داعم ولحث الولايات المتحدة على المشاركة بالحرب على لبنان فإن نتنياهو لم يحصل على هذه الاندفاعية الأميركية، لافتاً إلى أن ردود الفعل الأميركية بعد الحادثة كان بالتواصل مع الحكومة اللبنانية والمطالبة بلجم حزب الله.وأضاف الأمين: “في هذه الحالة هناك سياقان حيث يكون الأول استعداد إسرائيل التضحية بالدماء الدرزية بدل من الدماء اليهودية والثاني إن كان الأمر متعلقاً بخلق ذريعة إسرائيلية فإن إسرائيل قد تلجأ إلى التضحية بالدماء اليهودي لخلق حالة غضب عارمة كما حدث في قضية الرهائن، كما أننا لا ندري ما إن كان هذا الصاروخ تابعاً ل”حزب الله” وسقط بالخطأ على الملعب في “مجدل شمس”.من جهته، أشار العميد المتقاعد خالد حمادة إلى أن سكان مجدل شمس مواطنين سوريين متواجدون تحت الاحتلال وهم رفضوا الجنسية الإسرائيلية، وكان أجدر على الحكومة السورية أن تبادر إلى الطلب إلى الأمم المتحدة أن تكلف قوات اليوندوف وهي القوات الدولية المنتشرة في هضبة الجولان لفض الاشتباك منذ العام 1974 لإجراء تحقيق دقيق وتبيان حقيقة من هي الجهة التي أطلقت الصاروخ، مشدداً على أن الحكومة السورية لم تقم بواجبها الوطني.كما لفت حمادة إلى أن الأمر يقتضي المزيد من الشفافية والمسؤولية وعدم البناء على ما يتم تناقله، مشيراً إلى أن نتنياهو يحاول أن يستثمر بالحادثة بأنه معني بحماية القاطنين في الجولان. وشدّد حمادة على أن إسرائيل ارتكبت الآلاف من المجازر في غزة ولا يمكن البناء على إنسانية نتنياهو، وأن التحقيق هو الكفيل في جلاء الحقيقة وحل هذا اللغز.وحول الرد الإسرائيلي على حزب الله، أشار حمادة إلى أن إسرائيل لن تبحث فقط على الصيد الثمين بل ستبحث عما سيترتب من هذا الهجوم من تبعات وستعمل على حماية الأهداف المهمة لديها قبل أن تبادر إلى أي هجوم، معتبراً أن المسألة أبعد من رد بل هي في دراسة تبعات هذا الرد والى ماذا سيؤدي وما إذا كان هذا الهجوم سيرفع من حدة التوتر أو سيأخذ الصراع إلى بُعد آخر قد لا يكون متناسباً مع الوضع الإقليمي.ومن جهة أخرى، لفت حمادة إلى أنه سيكون على إسرائيل تقييم مرحلة ما بعد صاروخ “مجدل شمس” وأخذ بعين الاعتبار الرد الإيراني على هذه الضربة سيما انه حصل هجوم إيراني على إسرائيل ولو أنه هجوماً منسق أميركياً ولكنه أصبح هناك تبادل للرسائل النارية بين طهران وتل أبيب.وعن الخوف من ضربة على مطار رفيق الحريري الدولي، اعتبر حمادة أن مرحلة العنف لم تبلغ حد الوصول إلى استهداف أهداف مدنية لها علاقة بالدولة اللبنانية وان الرد سيكون بما تعتبره إسرائيل يتماشى مع المرحلة ولا يثير طهران بان تخرج عن الضوابط المرسومة لها، مضيفاً: “المطار كان ولا يزال في دائرة التشكيك للعدو الإسرائيلي وكان على لائحة الأهداف وفي العام 2006 تم تعطيله بضربة صاروخية على المدارج”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: