بقلم محمد عبد الرحمن
بعد شهرين من الحرب الدائرة في غزة بين حماس والعدو الاسرائيلي، وفي الجنوب اللبناني بين حzب الله و العدو الاسرائيلي، كان مصير بعض الملفات في لبنان التجميد في ظلّ هذه الحرب، ولا سيّما الملف الاكثر أهمية وهو انتخاب رئيس للجمهورية. الى أن أتت زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الاسبوع الفائت لتحرك المياه الراكدة في هذا الملف.
عدة مواضيع طرحها الموفد الفرنسي في زيارته الى لبنان عندما التقى المسؤولين والاحزاب اللبنانية، ما هي هذه المواضيع؟ وأين أصبح مصير انتخاب رئيس للجمهورية؟
في هذا السياق، أكد المحلّل السياسي فيصل عبد الساتر لموقع “ديمقراطيا نيوز”، أن زيارة الموفد الفرنسي لودريان تتمحور حول التمديد لقائد الجيش، وهذا الامر ينبع من توافق بين الدول الخماسية، وكان لودريان حريصاً على موضوع الجنوب اللبناني وتنفيذ القرار 1701، أما عن موضوع رئاسة الجمهورية، تحدث عن ضرورة الاسراع في انتخاب رئيساً للجمهورية، ولكن لم يطرح خيار المرشح الثالث لانه يعلم بأن “حزzب الله” لا يقبل أن يتحدث معه بهذه الطريقة، وهذا الامر سبق للفرنسيين وألمحوا له للحزب، ورفض الاخير هذا الطرح.
وتابع بأن اشاعة مثل هذا الخبر يأتي في اطار أن الحزب هو من يعارض الذهاب الى انتخاب الرئيس، بعيداً عن المرشحين السابقين مع امكانية ترشيح قائد الجيش بعد التمديد له، مع العلم بأنه عندما طرح على الحزب التمديد لقائد الجيش، لم يكن رافضاً ولم يكن مشجعاً، ولم يعطِ الامر أي أهمية لانه موضوع خلاف بين اللبنانيين، واشاعة جو في الرأي العام بأن موضوع التمديد لقائد الجيش وافق عليه الجميع باستثناء النائب جبران باسيل، الهدف منه جعل المشكلة شخصية بين قائد الجيش وباسيل.
وأردف أن “كل ما تم تداوله بأن لودريان جاء بفكرة المرشح الثالث غير واضحة، لانه لم يكشف عن المحادثات التي حصلت بينه وبين كافة الاطراف اللبنانية، ولم تكن جولته الاخيرة الا استكمالا للجولات الماضية، الا انه خصّص هذه الجولة للحديث عن موضوع الحرب الدائرة في الجنوب، مركزا على امكانية تنفيذ القرار 1701. مع الاشارة الى أن العدو الاسرائيلي هو من لا يولي أهمية لامكانية تنفيذ القرار 1701.
وختم عبد الساتر حديثه انه على الرغم من تمسّك الحزب بمرشحه حتى اليوم، الا أن موضوع الرئاسة لا يبدو انه على “نار حامية” في هذا التوقيت.
كما أشار الكاتب السياسي والناشط السياسي بشارة خير الله لموقع “ديمقراطيا نيوز”، الى أن “حzب الله مستفيد من حالة الشغور الرئاسي دائماً وليس فقط في حالة الحرب، كي تتعطل كافة المؤسسات في الدولة، وهذا ما يناسب فريق الحزب من أجل الاستمرار في بناء دويلته على حساب تعطّل مؤسسات الدولة، لان قوة الحزب تأتي من ضعف الدولة، لذلك يفضل حالة الشغور كي يبقى المستفيد دائماً”.
وأضاف، بأنه” اليوم في حالة الحرب الدائرة في غزة بين حماس واسرئيل من جهة، وفي جنوب لبنان بين الحزب واسرائيل من جهة أخرى، السؤال الذي يطرح: أي رئيس سيسمح بما يفعله حzب الله في الجنوب وحصر قرار السلم والحرب بيده متى يشاء، ولا شك بأن هذه الحرب عزّزت تمسك الحزب بمرشحه، من أجل استغلال هذه الحرب والمقايضة لسلطة ما، علمًا أن الحزب يعرف جيداً أن مرشحه غير قادر على الوصول الى سدة الرئاسة.