تعدّدت السيناريوهات لرد “حزب الله” وايران على الاغتيالات الإسرائيلية لكن الثابت الوحيد هو حتمية الرد والرد المضاد، فالتصعيد الإسرائيلي شكل تحدياً كبيراً لقلب طهران ولمعقل الحزب على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية.ومن الواضح أن الطرفان استُدرِجا إلى موقف حرج للغاية، وبات الرد مهما كانت طبيعته رد اعتبار حفاظاً على ماء الوجه أمام القاعدة الشعبية للمحور الايراني. ومع الانغماس بالانتظار الثقيل لمصيرنا المجهول على طاولة لعبة المحاور، ما هي تداعيات هذا التصعيد على لبنان والمنطقة؟*بقلم وفاء مكارم* يعتبر العميد الركن هشام جابر أننا بتنا على حافة الحرب، وأن الرد المنتظر ليس الرد الايراني بحد ذاته بل الرد الإسرائيلي على العملية المنتظرة، مشدداً على أن الرد الايراني حتمي عبر ثلاث جبهات الجبهة الإيرانية وجبهة “حزب الله” و”الحوثي” وقد يكون مشتركاً في وقت واحد او بشكل متتالي، لافتاً إلى أن الرد سيكون عبارة عن عملية خاطفة ولكنها غير واسعة.ويشير جابر إلى أن نتنياهو بات خارج السيطرة الأميركية ويريد توريط الولايات المتحدة الأميركية بحرب اقليمية، مستغرباً كيف أن جميع الدول تحاول الضغط على إيران ولبنان كي لا تتوسع رقعة الحرب ولا يستطيعون لجم نتنياهو.وعن ما يُحكى عن بوادر حرب عالمية ثالثة من بوابة لبنان، يلفت جابر إلى أن فتح جبهة لبنان ستجر إلى حرب إقليمية في البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى البحر الأحمر وهناك احتمال أن تمتد المعارك إلى حرب عالمية، مشيراً الى أن فتح جبهة البحر الأحمر تعني قطع النفط عن أوروبا وان توريط الولايات المتحدة بحرب ضد إيران سيحث روسيا على التدخل لحماية مصالحها في الشرق الأوسط.من جهته، يستبعد الصحافي المتخصص بالعلاقات الدولية حسين شعيتو أن يؤدي التصعيد الحاصل إلى حرب شاملة في لبنان لان المعركة مازالت تأخذ طابعاً أمنياً وعسكرياً حيث الإسرائيلي مازال يلتزم بضربات أمنية وعسكرية يستهدف من خلالها قادة للحزب وان أي رد من قبل “حزب الله” سيكون على أهداف عسكرية ضمن قواعد لوجستية لدى العدو، وأننا مازلنا في مرحلة الكباش العسكري ومرحلة عض الأصابع، لافتاً إلى أن إسرائيل تحاول من خلال التصعيد في لبنان والعراق واليمن وإيران صناعة نصر ما تستعرضه أمام المستوطنين لديها.ويشير شعيتو إلى أن الوساطة الدولية أُبلغت من إيران ومن عين التينة أن لا إمكانية لعدم حدوث الرد على كل هذه الاعتداءات، مؤكداً أن الرد سيكون عسكرياً وعالي المستوى وأن تلقف الجانب الإسرائيلي لهذه الضربة يجعلنا أمام خياران، إما التصعيد بحال وسّع الإسرائيلي بردة الفعل او أن تكون ضربة وضربة مضادة ونذهب إلى مفاوضات.كما يشدد شعيتو على ضرورة الحفاظ على معادلة الردع مع الجانب الإسرائيلي في كل دول المحور، مستبعداً أن يكون الرد الإسرائيلي على أهداف مدنية وبنى تحتية.وحول التهويل الحاصل، يلفت شعيتو إلى أن بعض الإعلام غير المسؤول وبعض المنصات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي البعيدة عن المهنية الإعلامية هي المسؤولة عن البلبلة الحاصلة خاصةً أن لا حسيب ولا رقيب لكسب الشهرة والمتابعين يتم بث الذعر في قلوب الناس.أما بما يخص قلق السفارات وحث رعاياها لعدم زيارة لبنان ومغادرته فوراً، يعتبر شعيتو أن الأمر يعود إلى الضغط الذي تمارسه السفارات على سياسة البلد، لافتاً إلى أنه اجراء طبيعي ان تحذر السفارات رعاياها في ظل التوتر الأمني الحاصل .كما يحذر أن أي حرب شاملة لن تقتصر على إسرائيل والحزب بل أنها ستشمل الولايات المتحدة وروسيا كي لا يوسع الاميركي نفوذه في المنطقة ما سيستدعي تدخل الناتو وكوريا الشمالية في الحرب فيما بعد.وعن دور الدولة اللبنانية من هذا التصعيد، يشير شعيتو أن الدولة ضعيفة وتعاني من انقسام عامودي لا يلتقي وما دام هذا الانقسام قائم لا يمكن أن نعول على الدولة بأي أمر داخلي او خارجي.
