بقلم رفال صبري
انتشرت في الآونة الأخيرة رياضة “البيلاتس” بصورة واسعة ولاقت رواجًا كبيرًا من قِبل الكثيرين لا سيما الذين لا يحبون ممارسة الرياضة، فما هي رياضة البيلاتس وما سبب انتشارها؟سميت تمارين “البيلاتس” بهذا الاسم تكريمًا لمخترعها “جوزيف بيلاتس”، أما اسمها الحقيقي فهو contrology.
وفي هذا الإطار تشير المدربة المعتمدة زينة الأحمد، صاحبة استديو خاص برياضة “البيلاتس” في حديثٍ إلى “ديمقراطيا نيوز”، إلى أنّ هذا النوع من الرياضة موجود منذ سنواتٍ عديدة لكنه لم يحظَ بالانتشار الذي يستحقه من قبل، أمّا اليوم بعد أن اكتشف الناس قدرة هذه الرياضة على التخفيف من الأوجاع ونتائجها السريعة زاد الإقبال عليها. فالذي يميّز هذه الرياضة هو تأثيرها المنخفض (low impact) أي لا تستدعي مجهودًا كبيرًا، فإنها خفيفة على المفاصل وبعيدة عن الإصابات، كما وتقلل من نسبة التوتر عبر التنفس العميق خلال الحركة، إذْ أنّها تركز على طريقة التنفس الصحيحة من خلال تمارين بسيطة تستهدف العضلات الصغيرة لتعيد تقويم الجسم من الداخل وتزيد من مستوى التوازن وتحسن من الليونة والمرونة.
تضيف: “ومن المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول هذه الرياضة كونها خفيفة الحدة فيعتبرها البعض غير فعالة في خسارة الوزن ويتجهون نحو رفع الأثقال وتمارين الكارديو وهذا يزيد من حدة الآلام الموجودة لديهم لأن الجسم غير مؤهل لهذه التمارين، لذلك رياضة البيلاتس هي نقطة البداية لكل رياضة إذْ أنّها تهيّئ الجسم لأي مجهود وتقوي عضلاته وتحميه من الإصابات”. قد تبدو “البيلاتس” للوهلة الأولى كسائر أنواع الرياضة لكنّها في الحقيقة نوع مستقلّ يتميّز بقدرته العلاجية والتي تناسب جميع الأعمار والحالات..
وهنا تؤكد “الأحمد”، بأنّ رياضة البيلاتس هي تمارين لكامل الجسم تتميّز بحدتها الخفيفة على المفاصل، وهي مناسبة لكل الأعمار نساءً ورجالًا على اعتبار أنّها تساهم بشد وتقوية العضلات التي لا تتحرك بشكلٍ دائم في حياتنا اليومية مثل عضلات الحوض والعضلات المحيطة بمنطقة الجذع “core”، كما ولها القدرة على إعادة التوازن في الجسم لا سيّما لدى كبار السن الذين يعانون من الدوار ومشاكل في الحركة، كما ويوصي بها الأطباء ويتم تصنيفها كنوع من أنواع العلاجات.
لا شكّ أنّ الرياضة بشكلٍ عام وبجميع أشكالها تساهم في تخفيف التوتر والضغوط النفسية ووفق “الأحمد”، فإنّ تمارين البيلاتس تساعد على تحسين المزاج وزيادة المرونة والليونة وكما تحسن من انحناء الاكتاف وتخفف من آلام ومشاكل الرقبة والظهر هذه الأوجاع التي تشكل هاجسًا كبيرًا لدى معظم الناس بسبب طبيعة عملهم أو نمط حياتهم الخاطئ وحتى بسبب التقدم بالعمر.. لذلك فهي مناسبة للرياضيين الخارجين من الإصابات، للحوامل، وأيضًا لما بعد الولادة…
تعتبر رياضة “البيلاتس” من الرياضات ذات التكلفة العالية نظرًا للمعدات والمستلزمات التي تتطلبها والتي بدورها تكون باهظة الثمن، بالإضافة إلى أنّ شهادات التدريب الخاصة بها ودراستها تتطلب تكاليفًا عالية كذلك.
بدورها تشير “الأحمد” إلى أنّ تكلفة الحصة الواحدة في الاستديوهات الخاصة تتراوح بين ال ٢٥ و ٦٠$ تبعًا للمنطقة ولنوع الحصة إذا كان فردية أم جماعية. لكن في الوقت نفسه، باتت رياضة البيلاتيس متوفرة بصورة أكبر خصوصًا في النوادي الرياضية التي تشمل صفوفًا متنوعة وبالتالي تصبح تكلفتها أقل ومناسبة لمختلف الطبقات الاجتماعية…
في ظلّ الظروف المختلفة التي يمرّ بها لبنان تظلّ الرياضة متاحة للجميع وليست حكرًا على طبقة معينة أو فئة اجتماعية محددة، خصوصًا إذا كانت لها فوائد علاجية كرياضة البيلاتس، وإنّ توفّرها في المجتمع اللبناني بصورة تناسب الناس وتلائم احتياجاتهم لعلّها سبب مهم في انتشارها واقبالهم عليها.