ديمقراطيا نيوز – خاص
أعاد المشهد نفسه للسنة الثانية على التوالي، مواقف صارمة وحاسمة، كلٌ يعني على ليلاه في وقت يئن الوطن والمواطن من ويلات ما أوصلتنا إليه الطبقة الحاكمة والمحكمة بمصير هذا البلد. فالرئيس بري مازال متمسكاً بمبادرته الحوارية قبل أي انتخابات والمعارضة على رأسها القوات اللبنانية مازالت رافضة لهذا النوع من الحوار فقرّرت أن “تحيي” بدورها خارطة طريقها الخاصة للانتخابات الرئاسية، ليتبيّن مجدّدًا أنّ الرهان على عامل الوقت لتليين المواقف قد لا يكون واقعيًا.
بقلم وفاء مكارم
اعتبر النائب فادي كرم أن من لا يريد أن يفهم خطاب جعجع اعتبره لا يحمل جديد ولم يفهمه، لافتاً إلى أن الخطاب غني بالرسائل أهمها ان عملية التسويات التي كانت سائدة في السابق من محاصصات وترتيبات أوصلت البلد الى دمار شامل انتهت اليوم، وان جعجع طرح مناقشة مسألة وجود لبنان وحدوده ، بالاضافة الى طرحه اعادة تركيبة جديدة كعقد جديد بين جميع اللبنانيين.
وأضاف كرم أن الخطاب ايضاً حمل رسائل دعم للشعب الفلسطيني ولقضيته المحقة، رافضاً أن تستغل ايران الظرف لتقوية نفوذها في المنطقة. وعن ايجابية تلقف التيار الوطني الحر لخطاب جعجع، أشار كرم إلى أن الوضع مختلف لما يحاول التيار تصويره أن هناك تقارب ما، مشدداً على أن القوات اللبنانية تنادي بحوار يحترم الدستور لا الأعراف حيث يتم انتخاب رئيس اولا وهذا الرئيس هو من يترأس طاولة حوار للبحث في التركيبة التي تحفظ دور الجميع بعكس ما ينادي به التيار من خلال قبوله بحوار قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
وعن خطاب الرئيس بري، أكد كرم أن خطابه لم يحمل أي جديد لأنه مازال متمسكاً بمبادرته من خلال وضع أعراف لا تحترم الدستور، قائلاً: “بري تقصد في خطابه أن يوصل رسائل للداخل والخارج بانه لا انتخاب رئيس ان لم يتأمن الحوار الذي يطالب به”.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي حسن الدّر أن الرئيس بري في خطابه جدّد مبادرته ليعيد تذكير اللبنانيين من يعطل ومن يتحمل مسؤولية هذا الفراغ، مشيراً ان هذا التذكير أتى توازياً مع المساعي الجديدة للخماسية وللمملكة العربية السعودية.
وأكد الدّر أن رد المعارضة على تجديد مبادرة الرئيس بري جاء على لسان جعجع الذي رفض المبادرة، معتبراً أنه بذلك أثبت من لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. وعن سبب تمسك بري بالحوار، كشف الدّر أن الأمر عائد إلى وجهة نظره التي تتماشى مع نظرة الخماسية ولودريان، وانه كلما زادت المشاكل في البلد زاد تمسك بري بالحوار ، مؤكداً أن هذا البلد لا يحكم ولا يدار الا بالتفاهم.
وأضاف الدّر ان الرئيس بري تنازل كثيراً وهو اليوم يتعهد بتأمين نصاب جلسات متتالية، وبأن هذا هو الحل الوحيد والأنسب، معتبرا ً أن حزب القوات مازال يدور في المراوحة نفسها. وقال الدّر أن القوات اللبنانية رفضت جميع المبادرات وليس فقط مبادرة الرئيس بري، مشيراً إلى ان كلام مسؤول جهاز الإعلام في القوات شارل جبور كان واضحاً بان المعارضة في انتظار خسارة الحزب بالحرب التي يشنها في الجنوب ومن ثم يتم انتخاب رئيس.
وعن تلقف حركة أمل لخطاب جعجع الذي نادى بالحوار هذه المرة، لفت الدّر أن جعجع يريد الحوار بعد انتخاب الرئيس وليس قبله ومن ثم يتم تعديل الدستور وهذا ما يرفضه الرئيس بري، معتبراً أنه كلما مر المزيد من الوقت زادت مسألة الاستحقاق الرئاسي تعقيداً وأصبح الامر يوماً بعد يوم مرتبطاً بشكل وثيق واساسي بجبهة الاسناد.
كما شدد الدّر على أن القوى الخارجية منشغلة بقضايا بعيدة عن لبنان وان المشكلة الرئاسية داخلية والجميع قادر على الجلوس سوياً للتوافق، قائلاً: “كلما تأخرنا في انتخاب رئيس زاد الأمر تعقيداً”.وحول ما إذا كان مسعى الخماسية سيحدث خرقاً هذه المرة، قال الدّر: ” الأمور معقدة والمشهد مازال ضبابياً ولا أفق للحل”.