بقلم أبو راغب

غلي او اكسبرسو و غالبًا فنجان من حامل المصبات ، هكذا ترى روّاد المقاهي و كل زاوية في شورعنا يمارسون تقليد صباحي عام.
قديمًا كانت الجريدة هي الرفيق الاكيد و الطقوس المعتادة بيد كل مرتشف للسمراء بفنجان.

الجريدة نهار و اخبار و مستقبل و سفير و حتى ديار.. فيها حبر له رائحة ادمنوا عليها ، و اقلام للصحافة التي جعلت بيروت عاصمة حقيقية للقراء.
من تحليل سياسي الى خبر فني او رياضي….الى وشوشات واسرار.
ثقافة الجيل الذهبي ذهبت ليحل اليوم الموبايل و محتواه من الميديا رفيقا لا
يَستغنى عنه لحظة لعيون شارب الفنجان.
فيه اخبار ينقلها غير محترفي الخبر و صياغته و فيها كل ما هب و دب… اشاعات وكلام لا مصداقية له و لا مرجعية اعتمد عليها.
لكن الصورة الملونة و الفيديو خدعة بصرية تعطي معنى و مضمون هو سراب.

كل الاغراق يؤدي ان يموت الكلام قبل ان يصل للعقول ، و ينسى مشاهد اي مشهد لان القادم اكثر اثارة. سرعة كسرعة الضوء نكاد لا نلمس الا ظلها لو امكن المستحيل.
لا ادب و لا علم و رأي رشيد.
هكذا جيلنا اليوم.. وهكذا بيروت ام الشرائع و فيحاؤنا مدينة
العلم و العلماء.
و نذكر هنا وزارة هزلية اعلنت حشد الفراغ بتسميته عاصمة للثقافة فتركت الزبد و السيل ، و تاجرت بالخواء و الهواء و شيء من رغوة لها فقاعات.

و لكم ولنا طول البقاء.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top