يستمرّ السجال، بالواسطة، بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ونائب رئيس الحكومة السابق الياس المر، على خلفيّة خطف العضو في مجلس بلديّة بولونيا نقولا سماحة من قبل أشخاصٍ في مكتب المر وبأمرٍ منه.
هاجم المر، عبر سلسلة مقالات في “الجمهوريّة”، واقعة الخطف على الرغم من شهودٍ كثيرين عددهم بالعشرات، من بينهم جيران شاهدوا عمليّة الخطف، بالإضافة الى إفادة سماحة الذي ادّعى على أربعة أشخاص وعلى مجهولين بتهمة الخطف. وقد حصلت عمليّة الخطف من داخل منزله، في حضور طفلته التي أصيبت بالرعب ووالدته المريضة وشقيقه.
هدف الخطف إرغام سماحة على العودة عن قراره الاستقالة من بلديّة بولونيا، وهو اقتيد، كما تشير المعطيات، الى مبنى “العمارة” ثمّ الى شقة في الزلقا، قبل أن يُنقل للتوقيع، بالقوّة”، على قرار العودة عن الاستقالة أمام الكاتب بالعدل في برج حمود.
المستغرب في الأمر، عدا عن عمليّة الخطف، هو إنكارها. علماً أنّ موقع “المدى” الالكتروني تحدّث عن تقارير عن الخطف لدى مخابرات الجيش وشعبة المعلومات ومخفر بكفيا الذي توجهت اليه زوجة المخطوف أثناء خطفه كي تبلّغ عن خطف زوجها…
والمستغرب، أيضاً وأيضاً، أنّ المر هاجم محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، المعروف بنزاهته، لأنّه لم يوافق على مخالفة القانون والموافقة على عودة نقولا سماحة عن استقالته.
وللتمويه عمّا أمر به، اختار المر أن يحوّل حادثة الخطف والتعذيب والتهديد بالقتل، التي تحدّث عنها سماحة في ادّعائه، ذاكراً المتورّطين فيها، الى تسابق على الزعامة بينه وبين بو صعب، كما روّج في صحيفته، علماً أنّ بو صعب يجزم بأنّه “لم يكن يعرف سماحة ولا علاقة له بدوافع استقالته، بل أنّ عائلة المخطوف وأهالي المنطقة لجأوا اليه لمساعدتهم وحمايتهم من هذه التصرفات الميليشياوية التي لجأ اليها المر ظنا منه ان هكذا تصرف يرعب اهالي المتن فينصاعوا له ويستطيع تكريس زعامة له غير موجودة، اما بو صعب فكان صارما بدفاعه عن الأهالي الذين صدموا بهكذا تصرّف”.
وما دمنا نتحدّث عن الاستغراب، فإنّ المستغرب كثيراً أن يلجأ رجلٌ سياسيّ في المتن، عائد بعد طول غياب، الى الخطف والتهديد بالقتل. وما نخشاه أن نستغرب لاحقاً نجاة الفاعلين. إن حصل ذلك، فلن نتردّد في تسمية المسؤولين عن ذلك، بالأسماء.