أبو زيد: دخلنا الحرب الشاملة.. وحزب الله لن يكون وحيداًالقزح: صواريخ الحزب تحتاج لإذن إيراني.. ومناطق الجنوب أصبحت رماداً

بقلم وفاء مكارم

لم يكد الشارع اللبناني عوموماً وجمهور “حزب الله” خصوصاً يتلقف صدمة التفجيرات الغريبة لوسائل الاتصالات التابعة للحزب حتى بدأت مرحلة “الجد”، تصعيد غير مسبوق قُدم فيه لبنان قُرباناً لغزة، فأكثر من ألف غارة في يوم واحد خلفت مئات الشهداء والجرحى ودمرت بلدات بشكل كامل حتى باتت رماداً وكأننا تقمصنا حرب غزة في لبنان!

وفي وتيرة سريعة دخل لبنان الحرب الواسعة، حربٌ تخطت كل معايير الإنسانية والقوانين الدولية والعالم بأسره يقف متفرجاً في حين إيران التي ورّطت لبنان في أتون الحرب الجهنمية هذه وقفت تنادي برسالة سلام وكأنها تتبرأ وتقف جانباً صفاً إلى صف مع سائر أذرعتها.

وفي هذا السياق، أشار الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد سعيد القزح ل” ديمقراطيا نيوز” أن الحرب الشاملة تعني دخول إيران والولايات المتحدة فيها إلا انهما لا يريدان الدخول في الحرب لذلك لن يكون هناك حرب شاملة في المنطقة بل ستكون حرب موسعة قد تشمل أذرع إيران في المنطقة من المليشيات العراقية إلى المليشيات الحوثية وحزب الله في لبنان”.

وأكد القزح أن “هذه الحرب هي المرحلة الثالثة من الحرب المفتوحة في لبنان منذ ٨ تشرين الأول إلى اليوم أي مرحلة القصف الجوي والتصعيد لمحاولة تجفيف وشل قدرات “حزب الله” العسكرية.”

واعتبر القزح أن “قدرات الحزب ليست خارقة كي تمنع إسرائيل من التمادي في لبنان، لافتاً إلى أن قدراته بشرية تستطيع أن تحارب براً لكن قدراته التكنولوجية ضعيفة والخرق في صفوفه كبير جداً.”

ولفت القزح الى أن “الصواريخ بعيدة المدى التي يملكها حزب الله تحتاج إلى إذن ايراني قبل استخدامها في الحرب لان رمزيتها اذا استخدمت تعني أن إيران قد دخلت الحرب ما سيرتد عليها بالقصف على أراضيها ومنشآتها النووية، مشيراً إلى أن إسرائيل تستهدف المناطق التي تعتقد وجود أسلحة للحزب داخلها وقد يكون استهداف الأمس للمناطق البقاعية هدفه تدمير قاعدات الصواريخ البعيدة المدى”.

وأشار القزح إلى أن “الخوف يتجلى بان يتحول لبنان كغزة جديدة مؤكداً العديد من مناطق الجنوب أصبحت رماداً مثل غزة.”

وعن طبيعة هذه الحرب، قال القزح أن “الحرب اليوم لا يمكن أن تكون شبيهة للعام 2006 لان ما يتم استهدافه من مراكز للقيادات ومخازن للحزب ومنصات صواريخ، معتبراً أن إسرائيل ستستمر بحرب الاستنزاف التي نشاهدها دون ضرب البنى التحتية للبنان”.

واضاف أن “الحرب ستستمر على هذا الشكل من التصعيد للوصول إلى اتفاق بضغط دولي وخاصة الولايات المتحدة، مؤكداً أن إيران لم ولن تساند لبنان بل هي تستخدم حزب الله للدفاع عن مصالحها”.

وختم القزح أن “إيران لن تتدخل في المعركة ولن تضحي بأي جندي ايراني من أجل حزب الله او من أجل لبنان او حتى حماس”.

من جهته، رأى المحلل السياسي سركيس ابو زيد “أننا في سباق بين التصعيد المتدرج الذي قد يصل إلى حد حرب برية وشاملة او أن يكون هناك ضغط عبر القنوات الدبلوماسية للتوصل إلى حل ما، معتبراً أن المشكلة تكمن في أن هذا الوضع مركب ولديه عدة أبعاد أهمها الانتخابات الأميركية والجميع يراهن على نتائجها”.

واعتبر أبو زيد أن “نتنياهو هو المستفيد من الصراع الأميركي على السلطة ليذهب إلى التصعيد عبر استراتيجية الحرب الدائمة المرتبطة بمشروعه السياسي للمنطقة حول الشرق الأوسط الجديد والعودة إلى إسرائيل الكبرى دون شريك فلسطيني فهو لا يريد السلام ولا وقف الحرب في غزة.”

وأشار أبو زيد أن “نتنياهو خائف من الحوار الإيراني الأميركي ويريد توريط الولايات المتحدة الأميركية بحرب مع إيران كي لا يحصل أي تقارب فيما بينهما تعتبره إسرائيل خطراً استراتيجياً عليها.”

وأكد ابو زيد أن “هناك مساعي دولية لاحتواء هذا الوضع ولكن أسهم التصعيد أوسع بينما مساعي خفض التصعيد تفتقر لضغط أميركي جدي على نتنياهو.”

في حين اعتبر ابو زيد أننا دخلنا الحرب الشاملة دون أن تنخرط أطراف أخرى في الحرب ولكن اذا استمر الوضع في هذا الاتجاه ستشارك أطراف أخرى بالحرب.

وقال: “لن يكون حزب الله وحيداً في هذه الحرب فقد تدخل إيران واليمن والعراق”، لاقتاً إلى أن الحزب رغم الضربات التي تعرض لها مازالت لديه قدرة على الرد وعلى تحريك قواته رغم وضعه المربك والخسائر الكبيرة لديه مازال أداءه العسكري قادراً على التحرك ولديه بدائل”.

وعن مشاركة إيران في هذه الحرب، أكد أبو زيد أن “الجانب الإيراني يدوزن موقفه النهائي ريثما يحصد نتائج مفاوضاته مع الجانب الأميركي وبحال لم يصل إلى نتيجة مرضية فهو مجبر على الدخول في الحرب او أن يصبح خارج اللعبة.”

وختم أبو زيد أن “أمامنا شهران صعبان وذات خيارات صعبة وكل الاحتمالات مفتوحة.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: