أكد العميد السابق والخبير العسكري ناجي ملاعب أن «الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وبعد أن استقدمت القوة من غزة باتجاه الشمال، تعتمد العمل التصاعدي الذي تحدث عنه رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي».
وقال ملاعب في حديث لـ«الأنباء» الكويتية: «شهدنا في المرحلة الأولى القصف على تخوم القرى في الميدان المفتوح في الجنوب. وفي اليوم التالي استهداف النبطية وصور وإقليم التفاح، وبعد ذلك استهداف قرى البقاع والجنوب معا، وصولا إلى الضاحية الجنوبية، وهذا الاستهداف الأكبر الذي أدى إلى استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله».
وأشار ملاعب إلى أن «إسرائيل استخدمت في عملية اغتيال نصرالله الأسلحة القوية وهي عبارة عن 10 قذائف من النوع الذي يخترق 6 أمتار من الباطون المسلح و30 مترا من التراب ومن ثم ينفجر بعد هذا الاختراق ويحدث ارتجاجات كبيرة، وهذا ما أدى إلى تدمير 6 مبان أصبحت ركاما، ما يعني من الصعوبة بمكان أن يكون هناك ناجون من هذه الضربات، ما لم تكن هناك أنفاق أو فوهة يخرجون منها تكون معدة مسبقا، أو اتخاذ الاحتياطات التي تأخذ في الحسبان كل ما هو متوقع من إسرائيل».
ولفت ملاعب إلى أن «المخابرات عندما تضع في رأسها اغتيال شخصية معينة، تحاول بشتى الوسائل الوصول إلى الهدف. وجاء التوقيت من ضمن هذا العمل التصاعدي الذي سبقت الإشارة اليه، وهو إخضاع حزب الله للشروط الإسرائيلية من دون أن تضطر إلى القيام بعملية برية».
وأوضح أن «حزب الله عندما قاتل في سوريا، انكشف هو وقياداته وأصبح معروفا لدى العامة. وهناك من عمل واستفاد من المعلومات التي تجمعت عن عناصره وما يملكون من سيارات وأسلحة وكيفية انتقالهم. وهذا يلزمه عمل استخباراتي كبير قامت به إسرائيل».
وتطرق ملاعب إلى ما يعرف بالغرفة 8200 والمتعلقة بفرقة من كبار التقنيين الإسرائيليين «تقوم بتحليل المعلومات. وكل معلومة تأتي يجري تطابقها وربطها مع بعضها، حتى يتم إنشاء ملف لكل شخص، وتستفيد اسرائيل من التقنيات ومن العملاء. وهنا أشير إلى نظام «بيغاسوس» الذي كشف عنه قبل أربع سنوات، وهو نظام يتجسس على الهواتف الخليوية الذكية من دون إجراء اتصال من الهاتف».
ورأى ملاعب أن «القيادة والسيطرة من جانب حزب الله في الميدان لاتزال موجودة ولن يتوقف عن الرد، بدليل أن الغارات الإسرائيلية لم تنه قدرة الحزب الذي أطلق وبكثافة الصواريخ باتجاه إسرائيل، وصلت إلى ايلات وطبريا وحيفا وهي صواريخ نوعية. وبالتالي لدى الحزب واقع يلزمه البقاء كونه حزبا مقاوما نجح في طرد العدو الإسرائيلي بعد احتلال دام أكثر من عشرين عاما، وصمد في حرب تموز 2006 ».
وعما اذا كان يتوقع عملية عسكرية برية، أوضح ملاعب «ان الهدف الإسرائيلي تجفيف منابع حزب الله من خلال قتل قياداته وإضعافه، وصولا إلى الهجوم البري السهل للوصول إلى الليطاني والبقاء فيه ولم تستطع إسرائيل بعد مرور ما يقارب السنة من استعادة المحتجزين. وتصر على البقاء في معبر فيلادلفيا وهو المحور الذي أدى إلى مشكلة مع مصر، لأن الهدف ليس تحرير الرهائن والقضاء على حركة حماس، بل احتلال غزة. وما تفعله في الضفة الغربية هو احتلال الضفة. وكذلك احتلال جنوب لبنان حتى الليطاني».
وتابع ملاعب: «سلاح حزب الله هو للدفاع عن لبنان وليس عن الجنوب فقط، وحاول لبنان في الماضي وعبر الطرق الدبلوماسية استعادة مزارع شبعا بكل الطرق، ولم يؤد ذلك إلى نتيجة».