عبادة التفاؤل في زمن الخوف

بقلم محمد حندوش – ديمقراطيا نيوز

في زمن الفقر يتحول العطاء إلى عبادة مقدسة ليسد حاجة المحتاجين ويسكت جوع الجائعين..
وكذلك في زمن الخوف يصبح زرع الأمل هو العبادة الأرقى والأنقى والأكثر قداسةً،
وفي عصر الإشاعات يتحول نشر التفاؤل إلى واجب إنساني ومهني وأخلاقي
وهذا ما أكده الحديث النبوي الشريف (من قال هلك الناس فهو أهلكهم)

ذلك أنه في زمن الحروب تبرز الحاجة إلى توخي الدقة والحذر في تداول المعلومات، وتصبح الحقيقة عملة نادرة أمام شلال الإشاعات القادمة من كل حدب وصوب،
فترى مجتمعاً كاملاً تحركه إشاعة واحدة، وتربكه معلومة زائفة، وتتلاعب بأعصابه رسالة واتسابية، ويتبارى المحللون المنتشرون على وسائل التواصل الاجتماعي بقضم ما تبقى من أمل في جعبة الناس،

وإذا كانت الأديان السماوية قد أجازت للأطباء أن يكذبوا على مرضاهم من خلال رفع معنوياتهم، فإن الإعلام بمؤسساته وإعلاميية ومحلليه مدعو إلى استخدام مفردات التفاؤل قدر الامكان، وعدم المبالغة في غرس الاحباط في وجدان الناس، لا سيما في هذا الظروف الاستثنائية التي أذاقت اللبنانيين ويلات من الهموم والقلق،،
نصبح على إشاعة مرعبة، ونصحو على تحليل هستيري، وتتنافس البرامج أيها يحقق سبقاً إعلامياً ولو على حساب الناس وأعصابهم..

قليل من التفاؤل في مقاربة الأمور، وقليل من الحكمة في استخدام المصطلحات، وكثير من الرفق بمشاعر الناس وأعصابهم، فلا نجمع على الناس الواقع الأليم مع التوقعات المرعبة..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة: