بقلم وفاء مكارم
طوي عام على جبهة الإسناد، جبهةٌ لم تحقق أي هدف لأجل غزة بل أغرقت لبنان في مستنقع الدماء ورمت البلاد في أتون حرب متوحشة لا تعرف رحمة، فبعد اغتيال قادة حزب الله بدأ الحديث عن ضعف هيكلي قد يطيح بالحزب في ظل خوض مقاتليه حرباً من مسافة صفر مع الجيش الإسرائيلي في الجنوب، وومع ارتفاع حدة الضربات الإسرائيلية بات الرجاء بحل دبلوماسي يوقف آلة الحرب هذه، لكن كل الرهانات سقطت ونتنياهو لا يجد من يردعه يستمر بالهروب نحو الأمام بحروب إبادة أطلق عليها “حرب القيامة”، هل تعود إسرائيل إلى المفاوضات؟ وهل حزب الله قادر على الاستمرار في المقاومة؟
اعتبر العميد الركن المتقاعد هشام جابر في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن لا رادع لإسرائيل على الصعيد الجوي ولكن على الأرض يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل عند المناطق الحدودية دون أن يحقق حتى الآن أي تمركز او احتلال لأي قرية بل تكبدوا خسائر كبيرة خلال 5 أيام حيث سقط حوالي 150 جندي اسرائيلي بين قتيل وجريح.
وأشار جابر الى أن إسرائيل تطمح الوصول إلى الليطاني لكنها لن تستطيع تحقيق هذا الهدف لأنها عاجزة عن الدخول في الوحل اللبناني، لافتاً إلى أن إسرائيل كانت قد وضعت خطة للاجتياح الواسع للبنان واسبعدتها ثم وضعت خطة للدخول عبر القطاع الشرقي للوصول إلى راشيا لمدة 24 ساعة فقط وتم استبعادها أيضاً، والآن تتعامل مع القرى الحدودية لتحاول الدخول عبرها علها تكشف انفاق وتدمر بنى تحتية.
ولفت جابر إلى أن لا مشكلة لدى حزب الله بالعتاد والعديد لانه منظم ولديه بدائل للقادة وان لديه ما يكفيه من الاسلحة لا بل هناك أسلحة لم تستخدم حتى الآن، مؤكداً أن الحزب يناسبه أن يدخل الجيش الإسرائيلي بجنوده وآلياته العسكرية إلى الجنوب لأنه فقد قوة الردع ولم يبقى له سوى القتال بالميدان وجهاً لوجه مع الجيش الإسرائيلي كي يحقق انتصاراً ما.
بدوره، رأى المحلل السياسي ابراهيم ريحان في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن هذه المرحلة تتسم بجمود الافق الدبلوماسي وان جميع الأطراف يراهنون على التطورات العسكرية فالحزب يحاول تعويض خسائره بالقتال البري ليترجمه بالسياسة فيما إسرائيل لم ترفع سقف أهدافها وحصرتها بتدمير البنى التحتية كي لا تُحرج سياسياً .
وعن قدرة الحزب في الصمود بالمقاومة، لفت ريحان إلى أن اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصرالله قد يكون له ردة فعل عكسية على المقاتلين ما يدفعهم للقتال بشراسة، مضيفاً: علينا الانتظار الحرب البرية الحقيقية لان ما يحدث اليوم هو استطلاع ناري ومناوشات وليست اشتباكات أساسية.
وعن احتمالية الانزال الاسرائيلي في البقاع، أشار ريحان إلى أن حزب الله قد يكون قد اعدى لهم المفاجآت هناك، مؤكداً أن الرهان على خسائر إسرائيل للعودة إلى المفاوضات غير مجدي وان ما قد يوقف إطلاق النار هي تسوية سياسية مطعمة بخطوات إلى الوراء.
وشدد ريحان على أن هناك تبدل بتوجه الحزب الذي برز في على لسان النائب حسين الحاج حسن بأن الأولوية اليوم لوقف إطلاق النار في لبنان ولم يقل بان الأولوية لوقف إطلاق النار في غزة كما جرى في السابق.
وقال ريحان أن إسرائيل تسعى لاستباق أي اتفاق أميركي ايراني من خلال التخلص من اذرعتها في المنطقة، كما تسعى لفصل جبهة لبنان عن غزة لان حرب غزة ما زالت طويلة.
وأضاف ريحان أنه لا يمكن التكهن ما هو الحزام الناري الذي يريده الإسرائيلي لكن هدفه الأساس هو عودة سكان الشمال وضرب القدرات الهجومية للحزب ولا يتكلم عن نزع السلاح بالكامل ما يدل على أن هذا التصعيد سيستمر لفترة معينة ثم نذهب إلى تسوية لكن في الوقت الحالي من الصعب جداً الحديث عن مفاوضات إلى حين بلورة الوضع في الميدان وجمع كل طرف أوراقه التفاوضية.