
بقلم محمد حندوش- ديمقراطيا نيوز
ما عجزت عنه الطبقة السياسة في التعايش والوحدة الوطنية مارسه الشعب من خلال استضافته النازحين وإيوائهم ليقدم درساً جديداً في الوطنية عجز المسؤولون عن ممارسته على مدى عقود من الزمن،
ففي الوقت الذي تتعارك فيه الكتل السياسية لتسجيل نقاط وهمية على بعضها البعض، كان الشعب اللبناني يقدم لوحةً راقيةً في بلسمة الجراح ويفتح قلبه وبيته ومنطقته للشعب المسكين الدي يسدد فاتورةً من المأساة لا ناقة له فيها ولا جمل..
وفي الوقت الذي يسعى كل طرف إلى مقاربة الحرب وتداعياتها انطلاقاً من أبجدياته السياسية وطموحاته المستقبلية، وتقديم نفسه أنه الخلاص لهذا الوطن الجريح، وأن في جعبته الترياق الشافي لجميع العلل الوطنية والتحديات المحلية والتعقيدات الاقليمية.
“العيش المشترك” ليس مجرد خطاب أجوف يتم تضمينه للأبجديات السياسية، وليس أنشودةً برتلها السياسيون على شاشات التلفزة لا تسمن من واقع ولا تغني عن ممارسة
مرة جديدة يتفوق الشعب على سياسييه، ويثبت عن حيوية وفاعلية في احتضان أوجاعه، ويبرهن عن وطنية متجذرة في جيناته اللبنانية.
على أمل أن تنتقل العدوى إلى المسؤولين ليقدموا مصلحة الوطن الكبرى على المصلحة الشخصية.