كتب منير الربيع في “الجريدة” الكويتية:
يكثر رئيس «التيار الوطني الحرّ» في لبنان جبران باسيل من تحركاته السياسية مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، فبعد زيارته إلى قطر، عقد لقاءات مع سفراء، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في وقت يستعد لتوسيع مروحة لقاءاته في سبيل بلورة مبادرة تؤدي إلى وقف إطلاق النار وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأكد باسيل، لـ «الجريدة»، أنه بحث هذه المبادرة مع الدول الخمس المعنية بلبنان: السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، كما التقى السفير البريطاني والممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة، ووضعهما في صورة هذه المبادرة التي كانت مدار بحث خلال زيارته الأخيرة لقطر. وفصّل باسيل مبادرته خلال تصريحه لـ «الجريدة»، قائلاً إنها «تقوم على ضرورة وقف إطلاق النار، والأهم شرح مخاطر إعادة احتلال لبنان، من جانب إسرائيل، فذلك سيحوله إلى ساحة حرب مفتوحة، ولن يتمكن الإسرائيليون فيها من إلغاء المقاومة، بل سيولّد ذلك حركات مقاومة كثيرة، ويعزز رؤية حزب الله، ويفتح المجال أمام دول كثيرة للعمل على الساحة اللبنانية، خصوصاً أن إيران لن تقبل أن ينكسر الحزب أو تنكسر هي».
وأضاف: «شرحت مخاطر إطالة أمد تهجير الشيعة من مناطقهم ومنازلهم، وأن ذلك سيشكل خطراً كبيراً اجتماعياً وأهلياً، وأنه مسار لا يمكن أن يكون بدافع الحرص على لبنان بل يقود إلى تدميره». وأكد أن لا أحد يريد للبنان أن يكون ساحة صراع إيراني ـ إسرائيلي مباشر ولا تحويله إلى ساحة حرب أهلية داخلية تتداخل فيها جهات عديدة داخل البلد وخارجه، مشدداً على ضرورة التمسك والالتزام بتطبيق القرار 1701.
وفي قراءته لمسار الحرب، قال «إنها على ما يبدو ستكون طويلة جداً، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستغل كل الظروف لإطالتها ويكذب على الجميع، ولا يستجيب لكل المبادرات ويستغل التفاوض لأجل تنفيذ المزيد من العمليات التصعيدية، والهدف الإسرائيلي واضح وهو إنهاء حزب الله، لا تطبيق القرارات الدولية كما يتوهم البعض في لبنان، لا الـ 1701، ولا الـ 1559، ولذلك لن يكون الإسرائيلي قادراً على تحقيق هدفه إلا من خلال توسيع عملياته والقيام باحتلال جديد». نتنياهو لا يريد تنفيذ القرار 1701 ولا 1559 وإطالة أمد تهجير الشيعة يدمر البلد واعتبر باسيل أن أي «احتلال من إسرائيل لجزء من لبنان سيغرقها في وحل لا يمكنها الخروج منه، وإذا كانت بعض الدول تدعمها فستكتشف خطأها الكبير، وحينها لن يكون حزب الله وحده هو الذي يقاوم بل كل الطوائف ستقاتلها وتواجهها، لأن الناس تريد أن تدافع عن بلدها وأرضها وأرزاقها»، مشيراً إلى أن نشوة النصر التي يعيشها نتنياهو لا تكفي حتى لو دخل برياً لأن ذلك لا يدوم. وأوضح أن الجزء الثاني من المبادرة هو انتخاب رئيس جمهورية توافقي، لإعادة خلق مسار بناء الدولة، من خلال التفاهم بين مختلف المكونات، خصوصاً أن «حزب الله بحالته السياسية والشعبية لا يمكن أن ينتهي»، لذلك يجب أن يكون هناك دولة قادرة على إعادة إحياء عمل المؤسسات، وإعادة الدور والاعتبار لها، وليس فقط أن تكون المسؤولية على الرئيس بري الذي يقوم بدور وطني ومسؤول ويتعامل بحكمة كبيرة في كل ما يقوم، ولكنه لن يكون قادراً وحده على تحمّل ذلك. وأشار إلى التداول بكل الأسماء المطروحة، لمعرفة مدى وحجم التقاطع بين الكتل، معتبراً أنه في حال توفرت الإرادة الداخلية فإن التوافق حاصل على المبدأ وهو رئيس توافقي.
وقال: «يجب عدم إضاعة فرصة انتخاب رئيس لأنه لاحقاً قد لا نتمكّن من ذلك، وليس من مصلحة أحد انتظار مسار الحرب ونتائجها». وعن موقف الدوحة من الملف الرئاسي، أوضح: «لم يطلب مني القطريون انتخاب أي اسم، وهم ليس لديهم مرشحّ ويشددون حالياً على ضرورة وقف إطلاق النار وهذه الأولوية، أما في الملفات السياسية فيؤكدون على التفاهم الداخلي، وهم لديهم كل الوعي والحرص على عدم فرض مرشح على الآخرين لأنه سيؤدي الى مشكلة في لبنان ولا ينتج حلاً>>.