كتب داني حداد في موقع mtv:
يطالب حزب الله، ومن يؤيّده في لبنان، بوقف إطلاق النار. هؤلاء على حقّ.
هم يؤيّدون تطبيق القرار ١٧٠١، ما يعني وقف جبهة الإسناد.
ويريد الحزب أن يعود النازحون الى بيوتهم، ويأمل بإعادة إعمار ما تهدّم.
ولكن، للتذكير: قبل ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، لم يكن هناك إطلاق نار ودمار. وقبل هذا التاريخ كان القرار ١٧٠١ حبراً على ورق، إذ كان حزب الله يملك حريّة التحرّك، فوق الأرض وتحت الأرض وأينما يريد، حتى في أراضي الأوقاف والرهبانيّات المسيحيّة.
وقبل ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، كان من يقيمون اليوم في مراكز إيواء أو في منازل مستأجرة بعيداً عن قراهم، أو هُجّروا إلى سوريا أو العراق، يقيمون في منازلهم يزرعون أراضيهم زيتوناً وتبغاً وكرامة.
هكذا دخل الحزب في حربٍ رفضناها منذ اليوم الأوّل، فردّ علينا بتهم التخوين والعمالة، وما يزال بعض جمهوره “يفشّ خلقه” بمحطّة تلفزيونيّة، متناسياً أنّ قرار الحرب الذي اتّخذه حزبه دمّر البلد وقتل أكثر من ٢٧٠٠ شهيد وجعلنا نرضخ لشروط العدوّ.
وهذا الجمهور الغبي الذي يشتم mtv ويتّهمنا بالصهيونيّة لا يعرف بغالبيّته، بالتأكيد، ما تعنيه عبارة “صهيونيّة” ويغفل عن أنّنا نعتبر إسرائيل عدوّة، ولكنّنا، في الوقت عينه، لا يعني لنا مرشد إيران الأعلى ولا يعجبنا النموذج الإيراني بشيء ولا نأتمر بالوليّ الفقيه، بل نلتزم بالدستور اللبناني وبالقوانين التي سنّها المشرّع اللبناني، لا ما أفتاه صاحب عمامةٍ في إيران، يحارب بنا بينما ينعم بالأمان.
إذا أراد هذا الجمهور أن يغضب، فعليه أن يفعل ذلك في وجه من أدخله في هذه الحرب. وإذا كان مقتنعاً بها وراضياً بنتائجها، فليهاجم جبران باسيل الذي يتصدّر، مع الرئيس ميشال عون، قائمة المستفيدين من حزب الله، وها هما ينقلبان عليه وعلى الأمين العام الشهيد الذي حضنهما.
هاجموا ناكري الجميل لا الملتزمين بموقف. فنحن لم نبلغ رئاسةً ولا دخلنا حكومات ولا فزنا بمقاعد نيابيّة ولا عقدنا الصفقات، على أنواعها.
اعترفوا بأنّ من اتّخذ قرار الدخول في هذه الحرب هو المسؤول الأوّل عن كلّ ما يجري. هو دمّر بيوتكم وقتل أفراد عائلاتكم وجعل بعضكم نازحين ينتظرون مساعدات تأتي من الخليج ومن الغرب، لا من إيران. لم يأتِنا من إيران إلا الحروب…وبعض الأفكار المتخلّفة.