كتب فؤاد بزي في “الأخبار”:
الأزمة طويلة. على الأقل، هذا ما توحي به تحركات المنظمات الدولية المعنية بالإغاثة على الأرض. فمع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض الحرارة، ولا سيما في المناطق الجبلية المرتفعة، انصب الاهتمام على تأمين «حاجات الشتاء» المخصصة للنازحين، والتي وصفها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بـ«الضرورية، وشديدة الأهمية». ومن أصل مليار دولار، أتت عبر مؤتمر باريس لدعم لبنان، فقد طلب لبنان مبلغ 425.7 مليون دولار لأعمال الإغاثة التي تقوم بها المنظمات الدولية، أو ما يعرف بـ«flash appeal»، أي «طلب الاستجابة المباشرة»، وأضيف إليه لتغطية «حاجات الشتاء»، نحو 59 مليون دولار.
وبحسب الجدول المعدّ من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قسّم المبلغ إلى 5 عناوين رئيسية، وخصص لكلّ منها جزء من المبلغ. على رأس اللائحة تأتي المساعدات الأساسية لفصل الشتاء، وتتطلب وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية 27.4 مليون دولار، وتتضمن «المستلزمات الأساسية للصمود في فصل الشتاء»، بحسب مصادر «الأخبار». ومنها، «ثياب الشتاء لمختلف أفراد العائلة، وبطانيات إضافية، وأحد أشكال وسائل التدفئة». ولكن، تلفت المصادر إلى «عدم الوصول إلى اتفاق حول شكل وسيلة التدفئة، فهل ستكون مدفئة صغيرة، أم وقوداً لتدفئة كامل المركز».
ولتغطية مصاريف تأمين الملاجئ الملائمة لتمضية فصل الشتاء، طلب مكتب الشؤون الإنسانية مبلغ 3.9 ملايين دولار. وسيخصص هذا المبلغ، وفقاً للمصادر نفسها، لـ«إعادة تأهيل مراكز الإيواء لتكون ملائمة للشتاء». وهنا، أشارت المصادر إلى أنّ «أعمال التأهيل هي مؤقتة، ولا تستهدف تحويل مركز الإيواء إلى مركز إقامة دائم». كما سيخصص مبلغ 15 مليون دولار لصرفها على الدعم النفسي والاجتماعي لأسر النازحين، و1.7 مليون دولار خصصت لمصاريف تأمين المياه لمراكز الإيواء ومعالجتها، فضلاً عن 3 ملايين دولار للمصاريف الإدارية والتنسيقية.
بالإضافة إلى هذه المبالغ، طلب برنامج «WASH»، التابع لمنظمة اليونيسيف، مبلغ 6.8 ملايين دولار. وسيخصصها لإعادة تأهيل شبكة المياه، وشبكة الصرف الصحي في 424 مركز إيواء، علماً أنّ عدد مراكز الإيواء، بحسب لجنة الطوارئ الوطنية، هو 1433 مركزاً. وسيتمّ تخصيص 1.5 مليون دولار لشراء مواد تنظيف، لتوضع في خدمة الأفراد والأسر في مراكز الإيواء الجماعية. بالتالي، أصبح المبلغ الإجمالي المطلوب لتأمين «حاجات الشتاء» هو 59.3 مليون دولار. ووصف التقرير هذا المبلغ بـ«الطارئ، والأساسي لتغطية الهوّة في التمويل».
تستهدف كلّ هذه المشاريع مراكز الإيواء حصراً، ولا تقارب أبداً حاجات النازحين المقيمين في البيوت، أي خارج المدارس. وبالنسبة إلى رئيس لجنة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، «يصل عدد الأسر المحتاجة إلى مساعدات عاجلة إلى 100 ألف أسرة». ويفسر ياسين بأنّ هذه الأسر لا تتواجد في مراكز الإيواء فقط، حيث تتركز المساعدات. ففي المدارس، تقدر الحكومة وجود نحو 50 ألف أسرة، وهي بحاجة إلى المساعدة، إلا أنّها تستفيد مباشرة من كلّ أنواع المساعدات التي تصل إلى لبنان. وفي المقابل، وبحسب التقديرات دائماً، «يقيم نحو 100 ألف أسرة في المنازل، إما عبر الإيجار، أو الاستعارة»، يقول ياسين. ويقدّر أنّ «50 ألفاً من الأسر المقيمة في المنازل بحاجة إلى المساعدة، وخاصةً على أبواب فصل الشتاء». أما المساعدات العينية التي تصل إلى لبنان، فلا تغطي أكثر من 20% من حاجات النازحين بشكل عام.
ويذكر أنّه في عدد من مراكز الإيواء على الأرض، يتم التحضير لاستقبال فصل الشتاء، والنزوح مستمر. إذ يتم تركيب عوازل خشبية في الصفوف، وبواسطتها، سيقسم الصف إلى غرفتين منفصلتين لإيواء عائلتين مختلفتين. كما يجري العمل على تأمين الكهرباء بشكل مستدام عبر تأمين ألواح طاقة شمسية، مع التجهيزات المرافقة لها.