بقلم ريتا السهوي
إلى كل المعنيين بمصير لبنان وشعبه، إلى من بيده القدرة على اتخاذ قرارات تضع حداً لهذا النزيف المستمر… إلى الإنسانية، نقولها بوضوح: الشعب اللبناني، بأطفاله و أمهاته و شيبه و شبابه ، أنهكته الحروب والمآسي، وباتت حياته محفوفة بالخوف والألم.
تعبنا من رؤية الأبرياء يموتون ، و من فقدان الأحلام و تلاشي الأمل. الشتاء على الأبواب، و منازلنا باردة خاوية و بلا دفء ، و أهلنا بلا مأوى أو طعام يكفيهم لمواجهة قسوة الحياة.
بلغنا حدّ التشبّع من الدماء، و من القتل و التشريد و التدمير الذي حوّل حياتنا إلى كابوس دائم.
متى سيحين الوقت لرؤية قيادات تجسد الإنسانية و ترسم مساراً حقيقياً للإصلاح؟، متى سنرى قراراً شجاعاً يعيد للشعب حقه في الحياة الكريمة؟
نحن هنا لا نطالب بأكثر من حقوقنا البسيطة: الأمان، الكرامة، و العيش بسلام. لبنان و طن مقدس، أرضٌ جبلت بالتاريخ و بمحبة الناس، يستحق أن يعيش أبناؤه بسلام بعيداً عن الخوف والتهديد.
اليوم، نقف جميعاً أمام هذه المحنة، و كلنا أمل في أن تستيقظ الإنسانية في قلوب القادة و أصحاب القرار، ليمدّوا يدهم لأهلهم وأخوتهم في لبنان.
نناشد العالم أجمع، نناشد كل قلب ينبض بالخير ، أن ينقذوا إخوتهم في الإنسانية. نعم ، لا فرق بيننا و بينكم، نحن شعب يسعى إلى السلام ، وكلنا ثقة أن في قلوبكم الإنسانية الكافية للاستجابة لهذا النداء.
لبنان لا يستحق هذا الألم ، وشعبه لا يستحق هذا العناء. نريد حلاً يعيد لنا حق الحياة بكرامة ، و نطلب منكم العون في هذه الظروف الصعبة. أنقذوا شعباً يتوق للأمان ، وأعيدوا للبنان وجهه المشرق و الجميل.