بقلم وفاء مكارم
تتسارع التطورات الميدانية على الساحة اللبنانية بالتزامن مع تصعيد إقليمي منتظر هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ انزلاً في البقاع على غرار إنزال البترون، وفي المقلب الآخر وعلى وقع الانتخابات الأميركية انقسم المحللون بين من سيسعى لوقف الحرب ومن سيسعى لدعمها حتى النهاية، ولكن بين التعويل والتهويل من نتائج هذه الانتخابات إلا أن المحسوم أن أولوية الولايات المحافظة على أمن إسرائيل ودعمها بكل الوسائل المتاحة لتبقى نعرة في خاصرة العالم العربي المعادي والمطبع على حد سواء.. فهل ينفذ العدو الاسرائيلي انزالاً في البقاع؟ وما هدفه؟ وما تأثير نتائج الانتخابات الأميركية على مستقبل الحرب على لبنان.
أكد العميد المتقاعد خالد حمادة في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أن الكلام عن انزال في البقاع لاحتلاله هو كلام عام وبلا معنى ولكن الجيش الإسرائيلي قادر على تنفيذ عمليات خاصة عبر الانزال في البقاع لتدمير مواقع خاصة للحزب.
وبعد الإنزال في البترون وما ردده البعض حول أن القوات الإسرائيلية ما كانت لتقوم بهذه الخطوة لو كان حزب الله متواجد هناك، قال حمادة: “الحزب لم يستطع حماية مناطق ومراكز ثقله في الجنوب والضاحية والبقاع ولم يستطع حتى حماية أمينه العام السابق حسن نصرالله”، مشدداً على أنه لا يمكن قتال إسرائيل “بعدة الشغل” الخاصة بها بل عليهم ابتكار شيء خاص يمكنهم من القتال في هذه الحرب.
وعن مستقبل المعركة، أكد حمادة أن هذه الحرب هي حرب أميركية_ايرانية على المنطقة وليست حرب إسرائيلية بل أن إسرائيل هي الذراع العسكري لأميركا في هذه الحرب وان نتنياهو لا يملك القرار في وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن الحرب مستمرة بدمار أكبر وبتصعيد أكبر دون أن يكون هناك أي قدرة على وقف إطلاق النار لأنه في النهاية هناك تسويات ستذهب لها إيران ولا أحد في لبنان يمكنه أخذ القرار بمعزل عن طهران.
وحول الانتخابات الأميركية وتأثيرها على حرب لبنان، اعتبر حمادة أن لا تأثير لهذه الانتخابات على مسار الحرب وان ترامب وهاريس يتباريان على “تبييض الوجه” لإسرائيل .
من جهتها، اعتبرت الكاتبة والباحثة السياسية سوسن مهنا في حديث خاص لـ “ديمقراطيا نيوز” أنه بفعل الحصار البحري والبري والجوي الذي تمارسه إسرائيل على لبنان لم يعد مستغرباً قيامها بإنزال في لبنان وحادثة البترون كان قد سبقها خطف وقتل الصراف محمد سرور حيث قيل أن الموساد الإسرائيلي يقف خلف العملية، لافتتاً إلى أن “اسرائيل تزعم أن البقاع مازال يحتوي على مخازن أسلحة وانفاق لا يمكن أن تدميرها بالغارات بل يحتاج الإسرائيلي إلى عمليات إنزال للقضاء عليها، وقد لا تقتصر هذه العمليات على البقاع بل قد نشهدها في الضاحية الجنوبية وفي بيروت لان الإسرائيلي قال أن حيث ستكون الحاجة سيجري عملية إنزال”.
وعن التدمير عن المسبوق في البقاع في ظل التهديد بانزال، أكدت مهنا أن الجيش الإسرائيلي لا يسعى للاحتلال بل يعمد إلى خلق مناطق خالية من الحياة في إطار فصل لبنان عن سوريا لمنع إمداد الحزب بالسلاح، مشيرةً الى أن هناك هدف آخر وهو سياسي قوامه تقليب البيئة الحاضنة على حزب الله في البقاع الذي هو الخزان البشري للحزب.
وحول التعويل على الانتخابات الأميركية وتأثيرها على المعركة، قالت مهنا أن “التأثير لن يكون على قدر التوقعات لان الطرفان الجمهوري والديمقراطي يهمهما في الأساس تأمين أمن إسرائيل، معتبرةً أن وصول الترامب إلى الرئاسة سيسمح له المضي قدماً بالحرب حتى القضاء على حزب الله بينما وصول هاريس إلى السلطة سيسمح لها ابرام المفاوضات والاتفاقيات الديبلوماسية.
وأضافت مهنا أن “في كلتا الحالتين هناك مهلة ١١ أسبوعاً كي تستلم الإدارة الأميركية الجديدة الحكم بشكل فعلي وهذا ما يطلق عليه تسمية “البطة العرجاء” وهنا قد يستغل نتنياهو المرحلة لتدمير لبنان بالكامل قبل البدء بالمفاوضات الفعلية بعد شهرين ونصف.