كتب داود رمال في “الأنباء” الكويتيّة:
أوضح مصدر دبلوماسي لـ «الأنباء» انه «في ظل الأزمة الإنسانية والاقتصادية المتفاقمة، يدرك لبنان أن هدف وقف إطلاق النار بما يعني وقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن تحقيقه من دون تفعيل الدعم العربي والدولي، ليس فقط على الصعيد السياسي، بل أيضا الإغاثي».
وتابع المصدر: «يقف لبنان اليوم على حافة هاوية اقتصادية واجتماعية وأمنية قد تودي بالبلاد إلى انهيار أعمق يصعب الخروج منه. فالبلاد بحاجة ماسة إلى تعزيز التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، خصوصا أن تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم النزوح والدمار يضعف من قدرة المؤسسات الوطنية على القيام بمسؤولياتها، وهذا ما يجعل الدعم الخارجي حتميا لا خيارا».
وكشف المصدر انه «في هذا الإطار، عقد اجتماع اللجنة الخماسية في العاصمة الفرنسية باريس بالتزامن مع انعقاد مؤتمر دعم لبنان، حيث حضرت الاجتماع الدول الخمس التي تتألف منها اللجنة، لبحث موضوعين رئيسيين هما: وقف إطلاق النار، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا أن هذا الاجتماع أظهر انقساما في المواقف بين الدول. فبينما يرى البعض أن الأولوية يجب أن تعطى لوقف إطلاق النار، اعتبرت دول أخرى أن انتخاب رئيس للجمهورية له الأولوية، حيث سيكون الرئيس قادرا على بدء مفاوضات لوقف النزاع وتثبيت الأمن الداخلي وتطبيق القرار الدولي 1701».
وأكد المصدر انه «على رغم هذه الخلافات، يبقى الموقف اللبناني الرسمي واضحا وجازما أن أي جهود سياسية يجب أن تتركز بداية على إنهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأن استمرار التصعيد سيقود البلاد إلى كارثة جديدة قد تمتد تداعياتها لسنوات. من هذا المنطلق، يتوقع أن يكثف لبنان من اتصالاته مع المجتمع الدولي لتوحيد الرؤى ودفع الفرقاء نحو مقاربة أولويات تراعي الوضع الإنساني المتدهور وتخفف من أعباء المرحلة».
وخلص المصدر إلى القول «باختصار، يقف لبنان اليوم في مفترق طرق، حيث يتطلب الأمر قرارات دولية مسؤولة تدعم خيار السلام وتساعد لبنان على تجاوز هذه المرحلة الحرجة».
ويبقى ان مسألة وقف إطلاق النار باتت أولوية قصوى مع تصاعد الأزمات السياسية والأمنية في لبنان، ويجب أن تتقدم على كل الملفات. والمشهد الحالي المترتب على الحرب الإسرائيلية التدميرية والدموية، يستدعي تحركا سريعا وحاسما لحقن الدماء ووقف دوامة العنف التي تعصف بمناطق على مساحة الوطن.