شتاؤنا هذا العام: باردٌ ومثلج… والعواصف ستتوالى

كتبت مريم حرب في موقع mtv:

… وفاضت الطرقات وعَلِق المواطنون لساعات في سياراتهم. المشهد الذي اعتدنا أن نراه سنويًّا مع الشتوة الأولى، رغم وعود الوزراء وحملات التنظيف، استقبله هذه المرّة اللبنانيون بطريقة طريفة فأمضوا ساعات الانتظار لفتح الطرقات على وقع أغاني “الثورة والغضب”. تأخّر هطول الأمطار هذه السنة قرابة شهر عمّا شهدناه السنة الماضية، إلّا أنّ شتاء لبنان سيكون باردًا، ماطرًا ومثلجًا.

غابت المنخفضات الجوّية عن لبنان نتيجة المرتفع الجوي السيبيري، إلى أن وصل أوّل منخفض في الأسبوع الأخير من تشرين الأوّل وتبعه منخفض محدود نسبيًّا بدأ بعد ظهر الأحد الماضي. 
وشرح المتخصص في الأحوال الجوّية وعلم المناخ الأب إيلي خنيصر لموقع mtv أنّ “المرتفع الجوي السيبيري الذي سيطر على غرب آسيا والحوض الشرقي للبحر المتوسط حوّل كلّ المنخفضات نحو تركيا وحوض البحر الأسود ما حرم لبنان من الأمطار في الفترة الماضية”. وبشّر خنيصر بوصول سلسلة منخفضات جويّة عنيفة فوق لبنان في الأيّام المقبلة ستؤدي إلى تساقط كمية أمطار كبيرة. وقال: “25 إعصارًا نتج السنة الماضية عن المحيط الأطلسي ما دلّ على حرارة مرتفعة في المياه. وقد شهدت دول أوروبية عدّة إعصارات مدمّرة ووصلت الفيضانات إلى اليونان وليبيا ولبنان”. وعمّا سينتج هذه السنة عن المحيط الأطلسي، لفت إلى أنّه حتى هذه الأيّام هناك 22 إعصارًا مصدرها المحيط الأطلسي ضربت دولًا أوروبية وما يحصل هناك سيصل إلى لبنان كمنخفضات عنيفة.

ارتفعت حرارة الأرض السنة الماضية على مدى شهرين وبشكل متواصل بسبب اشتداد حركة المنخفض الهندي المسيطر على شبه الجزيرة العربية والذي ضرب شمال أفريقيا ورفع الحرارة فوق أوروبا. وعندما بدأت الحركات القطبية الباردة تتجه نحو أوروبا خسرت من حرارتها المتدنية نتيجة المعاكسات الحارة.

شتاء لبنان سنة 2023، لم يكن قارسًا، ولم تغطِ الثلوج جبالنا سوى على ارتفاع 1500 متر وما فوق ولفترات محدودة. وأشار خنيصر إلى أنّ “الصحاري الكبرى في أفريقيا تعرّضت للمرتفع الآزوري الامر الذي دفع الرياح الدافئة باتجاه اليونان وتركيا وخفّف من حدّة الحركات القطبية التي تصل إلى تركيا ومنها إلى لبنان والبحر المتوسط”.

جملة عوامل مناخيّة ستؤدي إلى شتاء بارد في لبنان، وفق خنيصر؛ صيف أوروبا عام 2024، كان معتدلًا إلى بارد نسبيًّا، وقد بدأت العمليّة التبريديّة للقطب الشمالي تضرب البحر الأسود منذ حوالى 3 أسابيع وتساقط الثلج على شمال تركيا وحوض البحر الأسود. وأردف: “الرياح الشماليّة الآتية من تركيا والتي وصلت إلى لبنان منذ 15 يومًا خفّضت الحرارة بشكل ملحوظ وقد تدنّت الحرارة في بعض المناطق البقاعية إلى ما دون الصفر”.

ولاحظ خنيصر أنّ حركة المنخفضات في المحيط الأطلسي والاعتدال في الحرارة فوق أوروبا، إضافة إلى حركة القطب الشمالي الناشطة فوق غرب آسيا وشرق أوروبا تؤشّر إلى أنّ تيارات باردة ستتمركز فوق لبنان في الأيّام المقبلة وسيكون شتاؤنا باردًا ومحمّلًا بالأمطار. وإذا استمّرت حركة المنخفضات والتقت بالكتل القطبية، فسيكون لبنان على موعد مع عواصف ثلجية.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top