بقلم روعة الرفاعي
عشية إنتخابات نقابة المحامين لإختيار عضوين لمجلس النقابة وثلاثة أعضاء للجنة صندوق التقاعد تبدو الإستعدادات على نار حامية.
مصادر مطلعة من المحامين تؤكد ل “ديموقراطيا نيوز” أن المعركة التي سيشهدها قصر عدل طرابلس غداً الأحد هي معركة كسر عظم نظراً للتحالفات القائمة بين المرشحين و المساعي التي يبذلونها ، و بالطبع سيكون إلى جانب هذه التحالفات و كما درجت العادة دور كبير لمكاتب النقباء السابقين وللعلاقات الشخصية لكل مرشح مع زملائه.
المعركة التي سيشهدها قصد العدل غداً لإختيار عضو مسلم وعضو مسيحي تدور بين تحالف المرشحين رنا فتفت و أنطوني فرنجية المدعومين من “تيار المستقبل” و “تيار المردة” و “تيار الكرامة” ، “جمعية الإصلاح” ، و النائب كريم كبارة. وفي المقابل ، هناك تحالف المرشحين نزيه القوّاص و جورجينا عسّال المدعومين من “التيار الوطني الحر” ، “القوات اللبنانية” ، “حركة الإستقلال” ، “الجماعة الإسلامية” النائب أشرف ريفي. و على ضوء هذه التحالفات ستبدأ المعركة صباحاً التي من المتوقع أن تشهد إقبالاً كثيفاً من المحامين.
الانتخابات رسالة صمود
حول سير العملية الإنتخابية يقول نقيب المحامين سامي الحسن ل “ديموقراطيا نيوز” : ” الإنتخابات عمل ديموقراطي و أساسي في تكوين السلطات في لبنان سيّما ضمن نقابة المحامين لما للمحامي من دور و إصرار في إبداء الرأي ، هي رسالة صمود في وجه العدوان الإسرائيلي ، رسالة حرية في وجه الطغيان ، رسالة العدالة في وجه أي حرب على لبنان. الإنتخابات في هذه الظروف رسالة تأكيد على أن شعب لبنان سينتصر وسيخرج من تحت الركام.”
و يتابع:” بالنسبة لنقابة بيروت جرى تأجيل إنتخاباتها لأن الوضع حساس جداً في العاصمة ، و لقد رأينا بالأمس الإعتداءات على منطقة الطيونة القريبة من نقابة المحامين التي نتمنى من الله أن يحميها ويحمي كل الزملاء”.
و عن إنتخابات طرابلس يقول :” هناك مرشحين و تحالفات طبعاً الأحزاب السياسية تدعم عن طريق مكاتب المحامين ، لكن في النهاية يبقى العمل النقابي هو الأهم ، و كمحامي لدي رأي في الإنتخابات ، لكن كنقيب أقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين، و هنا أتمنى حضور أكبر عدد ممكن من المحامين بحسب ظروفهم المشاركة في هذه الإنتخابات الديموقراطية لتبقى نقابتهم الوطنية للجميع دون إستثناء ، نقابة حقوقية تطالب وتعزز دور سيادة القانون ، وتوجيه البوصلة نحو مصلحة المواطن و الدولة معاً”.
وعن حماوة الإنتخابات يشكر الحسن بداية : ” الزملاء الذين أدّوا مهامهم على أكمل وجه في النقابة ، وهم يستعدون لتسليم المهام غداً لزملاء جدد نتمنى أن يقوموا بكل ما يلزم في سبيل دعم نقابتهم. و كلّما كان الحضور كبير ، هذا يعني الإيمان بمعركة إنتخابية ديموقراطية..
و يؤكد إلى أنه قبل العام 1975 كانت معارك نقابة المحامين حامية كونهم سادة المنابر ، و السادة في التشريع في المجلس النيابي ، أتمنى أن تكون رسالة سيادة و إستقلال على أبواب عيد الإستقلال ، و أن تكون بداية للأمان و الإستقرار في البلد و لجميع اللبنانيين ، الرحمة للشهداء و الشفاء للجرحى ، و نطالب الدول و المراجع الدولية بإتخاذ التدابير القانونية القاسية بحق العدو المجرم وإنتهاكاته الصارخة بحق الشعبين اللبناني و الفلسطيني “.
تحالفات روتينية
عضو مجلس نقابة المحامين ومفوض قصر العدل المحامي جمال إشراقية يقول :” الحياة بالنسبة لنا في طرابلس طبيعية، القضاة يحضرون الجلسات بشكل عادي، و الإجماع قائم من جميع النقباء و المرشحين على ضرورة إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد سيما و أنّه لم يصدر أي قرار بتأجيلها..
وبحسب متابعتي الكل مهتم بها ، وأعتقد سيشارك بها حوالي 1000 محامي من أصل 1200 يحق لهم الإنتخاب ، مما يعني الكل متحمس لها والتحالفات قائمة كما جرت العادة في السابق. في النهاية سنهنئ الفائز و نتمنى له مسيرة مكلّلة بالنجاح لما فيه مصلحة النقابة و المحامين”.
سأكون صوت الزملاء
مرشحة “تيار المستقبل” لعضوية مجلس النقابة رنا فتفت تقول :” الإنتخابات في ظل الظروف التي يمرّ بها لبنان و العدوان الإسرائيلي الغاشم أكبر دليل على صمود البلد و شعبه. هو إستحقاق إنتخابي وطني و نقابة المحامين شمالاً لطالما كانت مع الصمود العربي “.
و تابعت:” ترشحي يأتي من منطلق الحفاظ على دور نقابتنا فنبني على الإيجابيات الموجودة و نسعى إلى تفعيلها و تطويرها، أما نقاط الضعف فبالتأكيد سنعمل على معالجتها ، و خلال جولتي على الزملاء كنت دائماً أشدد على أنني في حال وصولي للمجلس سأكون صوتهم الذي سيصدح من أجل الحقيقة وحدها دون شوائب، و الرفض لن يأتي من باب ” خالف تعرف” ، و لكن سنرفض أي قرار أو ملف لن يخدم النقابة و مصالح الزملاء و الذين يعانون كما كل المجتمع اللبناني في ظل الأوضاع الراهنة. سنسعى قدر المستطاع من أجل الحفاظ على المهنة و كرامة المحامي و هيبته وأصول التعامل بين الجميع كما و التوازن بين القضاء و الجسم النقابي.. أفكارنا كثيرة و طموحاتنا كبيرة، و في حال وصولي مع مجلس متجانس لديه رؤيا واضحة يمكننا تحقيق و لو جزء من تطلعاتنا “.
و تختم فتفت:” بإذن الله ننجح في هذه الإنتخابات كي نؤكد على أن ما وعدنا به سنعمل على تحقيقه”.