كتبت حنين دياب في “نداء الوطن”:
أجرت الدولية للمعلومات مقارنة بين حرب تموز 2006 وحرب أيلول 2024. فأكدت أن خسائر الحرب الأخيرة على الصعد كافة أكثر بمرّتين من حرب الثلاثة والثلاثين يوماً التموزية. واستمرت حرب هذه السنة من 17 أيلول إلى 27 تشرين الثاني بزيادة 39 يوماً عن حرب تموز الـ 2006 . وكانت حرب الـ 2006 محصورة بالجنوب وبعض أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت. في المقابل، شملت حرب الـ 2024 معظم أحياء الضاحية بالإضافة إلى الجنوب والبقاع. وبلغت قيمة الأضرار المادية المباشرة وغير المباشرة وخسائر الاقتصاد عام 2006 حوالى خمسة مليارات وثلاثمئة مليون دولار. أما في العام الحالي، فقد بلغت الخسائر أكثر من 12 مليار دولار.
في سياق متّصل بلغ عدد النازحين من مناطق القصف عام 2006 حوالى 600 ألف نازح. في حين أن عددهم بلغ في الـ 2024 890 ألفاً في الداخل و400 ألف نازح في الخارج.
وبلغ عدد الضحايا في حرب 2006، 900 قتيل وألف وأربعمئة جريح. أما اليوم، فقد وصل عدد القتلى إلى أكثر من 4000 و 16 ألف جريح. وهناك ضحايا ما زالوا حتى الآن تحت الأنقاض.
إعادة الإعمار تنتظر المجتمع الدولي فهل سيستجيب؟
بين الـ 2006 والـ 2024 لا تقدّم إلا بالخسائر، قُصم ظهر من يسكنون مناطق الصراع وتأثّر بتبعاتها آخرون على مساحة الوطن.
أما في إسرائيل فمهما بلغت الخسائر، فلن تكون كهذه الكارثة في هذا البلد .وما رشح من أخبار في الإعلام الغربي والإسرائيلي، يشير إلى أضرار لكن لا يمكن مقارنتها مع ما حصل في لبنان. وتحاول الدولة اللبنانية اليوم مناشدة المجتمع الدولي مساعدتها على إعادة إعمار ما تهدّم وهي أي الدولة غير قادرة على تحقيق أي إعمار ولو في حدّه الأدنى. فهل سيستجيب المجتمع الدولي أم هو بانتظار ما ستؤول إليه نتائج التسوية وقد لا تكون بحسب المجريات مبشّرة بالخير.