كتبت كريستال النوار في موقع mtv:
هرب بشّار الأسد ووُلدت سوريا من جديد. ليس سوريا فقط، بل لبنان أيضاً. فلا يُخفى على أحد الإجرام الذي مارسه هذا النّظام الحاقد على كلّ أطياف الشّعب اللبناني، من ظلم وقمع وتعذيب واغتيالات لمسؤولين كبار، إضافة إلى سرقة طمأنينة اللبنانيين.
كلّ ما لا يمكن لأي عقل تخيّله، اقترفته يدا بشّار. هذا “النرجسي الخبيث” تخطّى بوحشيّته كلّ حدود الإنسانيّة، من “المسلخ البشري” إلى “مكبس الجثث” و”بساط الريح” و”الملح” وأساليب التعذيب التي لم نشهدها حتّى في أفلام الرعب…
وفي تعريفٍ محدّد للطاغية أو الديكتاتور، تقول الدراسات إنّ هؤلاء يميلون إلى امتلاك مزيج من سِمَات اضطراب الشخصية النرجسية والشخصية المُعادية للمجتمع، مثل الافتقار إلى التعاطف والعظمة والعطش للسلطة والسيطرة والكذب والخداع واللامبالاة بالقوانين أو القواعد التقليدية أو الأخلاق، وهذا النوع من الأشخاص لقَّبه المحلل النفسي الشهير أوتو كيرنبرغ وآخرون بـ”النرجسي الخبيث”.
وفق الدراسات، فإن واحدة من العلامات الرئيسية للنرجسي الخبيث هي تاريخه الطويل في إساءة توظيف الناس من حوله، ثم التخلُّص من الأشخاص الذين لم يعودوا مفيدين له. وغالباً ما يكون النرجسيون الخبيثون متعطشين للسلطة ومهووسين باتباع مختلف الطرق للحصول على المزيد منها، وعادةً ما يتنافسون على الوظائف التي تمنحهم هذه القوة، لأنهم يفتقرون إلى القدرة على إيجاد القوة داخل أنفسهم، لذلك تكون لديهم حاجة ماسَّة إلى مناصب تسمح لهم بالمزيد من السلطة لتجعلهم يشعرون بالاستحقاق.
كما تُضيف الأبحاث أنّ النرجسي الخبيث يشعر بالإهانة من تصرّفات بسيطة وعفويّة مثل مخالفته في الرأي، وعندما يشعر بهذا الأمر يُمكن أن يكون انتقامه وحشيًّا. ويميل المصابون باضطراب الشخصيّة هذا إلى حمل ضغائن طويلة ضدّ أيّ شخص أساء إليهم بأيّ شكل من الأشكال، فحتّى الاختلاف معهم أو إعطاؤهم ملاحظات أو التشكيك في أي شيء قالوه، يُمكن أن يؤدي إلى انتقام سريع وشديد الغضب.
وفي السياسة، لطالما استخدم مثل هؤلاء الطغاة قدراً كبيراً من العنف لترهيب معارضيهم وإحكام سيطرتهم. تماماً كما فعل بشّار على مدى سنوات طويلة.
نعم العدالة تحققت بهروبه، والفرح لا مثيل له. ولكن بعد كلّ هذه الوحشيّة والإجرام، ألا يكون الهروب نجاةً لسفّاحٍ لم يعرف يوماً أن يكون من البشر؟!