بقلم أبو راغب
مر عشرون سنة تقريبًا على انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري بأكثر من شهرين .
مشروع محور المقاومة لم يكن بحاجة بعدها لجيش ببدلات عسكرية للتواجد على ارض لبنان و كان كافيًا التحكم بكل مفاصل الدولة السياسية و الامنية من خلال المخابرات او تدخل في انفجار سيارة او اغتيال يبعث رسالة تحذير بل تهديد لكل معارض.
اليوم انسحب رأس النظام من بيروت كما انسحب من دمشق.
لم يترك رسالة و لا سلّم سلطته لاحد و لهذا اكثر من تفسير. لكن الاهم ان بلحظة الهروب الملتبس كانت جميع مؤسساته الامنية قد القت سلاحها و توجه العناصر طوعيًا الى بيوتهم.
ما بقي من النظام في بيروت سفارة ترفع علم الثورة مع ان كل الدبلوماسيين كانوا تلاميذ بشار الجعفري أشهر مندوب للنظام.
و بقيت في عاصمتنا مكاتب حزبية لكنها أوكار لخفافيش الليل لا تجرؤ الا على التلطي خلف حزب اكبر قد هزم من نيّف .
فما يجب اليوم ان نراقب انسحابه ليس هو جيش سوريا النظامي و لا صورة و تمثال الدكتور بشار و لا حزب له.
حتى الابواق المأجورة العميلة هي في حالة عدم وزن و تتطاير في الفراغ. بعضها احسن ( التكويع ) و آخر يستعد لاعلان التراجع و التوبة.
ما يجب مراقبته هو ما لم ينسحب من بيروت الى اليوم . و هو منهج القمع و الاخضاع الذي استنسخه البعض من مدرسة صيدانيا . هذا المرض الخبيث لن يزول بزوال مسبّبه و رأسه بل بثورة أخرى تطيح بكل آثار عهد مات و وريثه بلبنان لا يزال يعيش زمن مضى.
انسحاب أو هروب أو سقوط نظام الأسد و البعث سيحتم عودة الممارسات المضبوطة العادلة في لبنان و سيعيد حرية سجناء داخل السجون و خارجها. و سيسمح بالكلمة الحرة مرة اخرى كما كانت و تبقى أصيلة في بيروت لم تختفي لكنها تراجعت تحت ضربات الترهيب المستمر.
أما حلفاء تلك الحقبة من الطبقة السياسية فهم اليوم يفتشون عن أقنعة كي يعاد انتاجهم أو تدويرهم .
و لكم و لنا طول البقاء